«هنا منذ 42 عاما كان يدرس باجتهاد فى قسم هندسة التعدين والبترول والفلزات، حتى تخرج فى الكلية بامتياز وتم تعيينه معيدا، وطيلة دراسته كان دءوبا ومثابرا، ويتقبل النقد ومتواضع».. هذا ملخص لما سرده أصدقاء وأساتذة الدكتور محمد مرسى، أحد المرشحين للرئاسة فى مصر.
على بعد أمتار قليلة من الحرم الجامعى لجامعة القاهرة كانت «الشروق» على موعد مع الدكتور سعد الراجحى، أستاذ بكلية الهندسة، وأحد الأساتذة الذين درسوا للدكتور مرسى طيلة 3 سنوات أثناء دراسته فى الجامعة، ثم أشرف على رسالته للماجستير، يقول عنه: «هو شخص اجتماعى وبشوش الوجه، يتسم بالأمانة والمثابرة والجدية والهدوء والاستقرار النفسى، وقد سبق أن زرته فى أمريكا مرة حين حصل على الدكتوراه، وكان يجهز وجبة الغذاء بنفسه وقدمها لى بمنتهى التواضع».
يقول الراجحى إنه بعد حصول المرشح الرئاسى على الدكتوراه عمل على مشروع متقدم استفادت منه وكالة ناسا الامريكية للفضاء وشركة مايكروسوفت، فى جامعة نورث بردج، وفى المقابل فصلته جامعة القاهرة بعد أن تغيب سنة بعد حصوله على الدكتوراه فى أمريكا، ثم حولته إدارة البعثات بوزارة التعليم العالى إلى جامعة الزقازيق للاستفادة من خبرته.
يضيف: «ما زال مرسى على علاقة جيدة مع أساتذته بالكلية، ودعانى مؤخرا لتقديم ورقة عمل فى لجنة التعليم بحزب العدالة والحرية حول تطوير التعليم، رغم عدم انتمائى للجماعة».
ويضيف زميله الدكتور حافظ عبدالعظيم، الأستاذ بكلية الهندسة، «كان مرسى طالبا متفوقا، وحصل على الترتيب الثالث فى الدفعة، ثم جرى تعيينه معيدا ودخلنا الجيش سويا فى عام 1975، وتخرجنا معا بعدها بعام واحد».
يتابع: «أثناء دراسته وبعد التخرج، لم يكن مرسى عضوا فى اتحاد الطلبة، ولم يكن له نشاط طلابى أو أى ميول إسلامية أو علاقة بجماعة الإخوان، ثم أصبح منتميا للجماعة أثناء وجوده فى أمريكا، وأرجح أن يكون قد تأثر بالجالية الإسلامية هناك»، موضحا بأن لمرسى ولدا وبنتا يحملان الجنسية الأمريكية بالميلاد، حيث ولدا أثناء تواجده فى أمريكا.
قبل سفر مرسى إلى أمريكا لتحضير الدكتوراه بمنحة شخصية حصل على الماجستير من كلية الهندسة، عن تحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية باستخدام مواد كيميائية، وتحديدا فى عامى 1976 و1977، ثم سافر إلى جامعة كاليفورنيا فى لوس انجلوس والتى تعد من الجامعات المتقدمة، وحصل على الدكتوراه حول «الموصلات الأيونية الجامدة»، وهو تخصص يدخل ضمن المواد الجديدة والمتقدمة ويعنى بالكيمياء الكهربائية، ومن أمثلتها بطاريات الكمبيوتر.
ويؤكد عبدالعظيم أن من ضمن ميزات مرسى تقبله للنقد، واستشهد بحوار دار مؤخرا بينه وبين مرسى، انتقد فيه الأول أداء جماعة الإخوان فى التشكيل الأول لتأسيسية الدستور، وأن مرسى تفهم نقده واستمع إليه دون مقاطعة.
يقول: «من هوايات مرسى صيد السمك بعد صلاة الفجر يوم الجمعة، وعقب عودته من أمريكا حرص على شراء معدات صيد حديثة ساعدته على تطوير هوايته، ولكن ما لبث أن تركها لانشغاله بالسياسة، ووصفه بأنه «عالم ذو خلفية سياسية»، و«أب رفض ذات مرة التدخل لدى حسنى مبارك، وفقا لتوصية رئيس مجلس الشعب السابق فتحى سرور، للإفراج عن ابنه الطبيب عندما تم اعتقاله أثناء امتحاناته».