ساد الهدوء على ميدان التحرير أمس، تزامنا مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية، على الرغم من دعوات عدد من أعضاء القوى والحركات السياسية إلى تنظيم ما يسمى بجمعة «العزل الشعبى لفلول النظام»، والتى تهدف إلى المطالبة بتمزيق لافتات ودعاية مرشحى الرئاسة المحسوبين على النظام السابق، وحث المصريين على عدم التصويت لهم. وتواجد بالميدان عدد كبير من الباعة الجائلين، الذين سيطروا على الميدان منذ أن أعلن أنصار المرشح المستبعد من سباق الرئاسة حازم صلاح أبوإسماعيل اعتصامهم بالتحرير، قبل أن يفضوا اعتصامهم على خلفية أحداث العباسية، بيد أن الباعة صدموا بسبب هدوء الميدان وخسارتهم فرصة البيع.
من جانبه، أكد إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، الشيخ مظهر شاهين، خلال خطبة الجمعة أمس، أن «الشريعة الإسلامية أكبر من أن نحصرها فى مرشح رئاسى بعينه، وأن الإسلام لا يعرف مرشحا باسمه ولا يعرف جماعة ما تدير الدولة باسمه» مضيفا «لو جاء مرشح باسم الإسلام والشريعة الإسلامية وفشل فى أداء مهمته، فإن الإسلام والشريعة سيتهمان بالفشل، وهذا يسىء للإسلام وللمسلمين».
وطالب شاهين المصريين بعدم التصويت لصالح مرشحى الرئاسة المحسوبين على رموز النظام السابق «الذين ساهموا فى فساد الحياة السياسية وأجهزة الدولة سنوات طويلة خلال عهد الرئيس المخلوع مبارك»، داعيا مرشحى الرئاسة الوطنيين إلى «التنازل لصالح مرشح واحد تكون فيه جميع مواصفات المروءة والشهامة حتى لا تتفتت أصوات الناخبين بما يصب فى صالح مرشحى الفلول، وحتى نأتى برئيس للدولة يستطيع أن يحقق أهداف ومطالب ثورة 25 يناير ويقتص من رموز النظام السابق الذين تسببوا فى قتل وإصابة الثوار خلال أحداث الثورة والأحداث التى تلتها».
كما طالب شاهين شباب الثورة وكافة القوى السياسية والوطنية بتكوين لجان شعبية أمام وداخل لجان الانتخابات الرئاسية لحماية صناديق الاقتراع ولضمان نزاهة الانتخابات وعدم تزويرها، «لكى يأتى الرئيس القادم لمصر معبرا عن أهداف وطموحات الشعب ومحققا لأهداف ومطالب الثورة التى راح من أجلها المئات من خيرة شباب مصر».
وأضاف شاهين «كنت أتمنى أن نخوض الانتخابات الرئاسية بمرشح واحد سواء من التيارات الإسلامية أو القوى الثورية حتى لا تتفتت أصوات الشعب»، مؤكدا على ضرورة مشاركة كافة طوائف الشعب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة للمشاركة فى عملية التحول الديمقراطى التى تشهدها البلاد قائلا «سنحمى الانتخابات بالقانون وليس بإراقة الدماء وصوتى لمن أتوسم فيه الوطنية والمروءة».