بعد تراجع المرشح المستبعد حازم صلاح أبوإسماعيل عن دعوته لمظاهرة حاشدة فى ميدان التحرير، واستجابة أنصاره للدعوة بفض اعتصامهم، شهد ميدان التحرير، أمس الجمعة، هدوءا تاما لم يعرفه طيلة الأسابيع الماضية التى حفلت بالمليونيات الاحتجاجية من جانب أكثر من فصيل سياسى، باستثناء عشرات المستقلين الذين أخذوا يهتفون ضد حكم العسكر عقب صلاة الجمعة أمس. وجرى تفكيك عدد من الخيام الباقية من أنصار أبوإسماعيل وحركة ثوار بلا تيار قبل صلاة الجمعة أمس، الأمر الذى انعكس بالإيجاب على الحالة المرورية حيث شهدت سيولة مكنت سيارات وأتوبيسات النقل العام من التحرك بحرية تامة دون تذمر أو تكدس، فى الوقت الذى انتشر فيه الباعة الجائلون بصورة ملحوظة ليحتلوا الأماكن التى انسحب منها المعتصمون.
وخلال خطبة الجمعة أمس، شن الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم بالتحرير، هجوما حادا على المرشحين الإسلاميين الذين يستخدمون تطبيق الشرع فى خدمة حملاتهم الانتخابية قائلا: «تسعون للمكسب ودائما ما تخسر الشريعة»، وتابع: «أى مرشح يقحم الشريعة فى حديثه يعرضها للتشويه لأنه بشر وكثيرا ما يخطئ وهو ما يصور للناس أن ذلك بسبب خطأ فى الشريعة وليس البشر، معربا عن أسفه من الحرب الكلامية التى اندلعت مؤخرا بين جماعة الإخوان المسلمين والتيار السلفى بسبب اختلافهم فى تأييد المرشح الرئاسى.
وقال: «يحزننى أن نصل لمرحلة من التشرذم والارتداد الثورى وهو ما يجعلنا نرى أحد المرشحين المحسوبين على الفلول يظهرون فى المناظرات، ويتحدث الناس عن فرصهم بعد ثورة أريقت فيها الدماء حتى لا نرى هذه الوجوه مره أخرى».