ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه في الوقت الذي يدعو فيه عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الإدارة الأمريكية إلى تقديم المساعدة المباشرة للمتمردين في سوريا، يظهر جدل متزايد في واشنطن حول بعض أشكال التدخل في سوريا. وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته اليوم الأربعاء على موقعها الالكتروني، أن هذا التدخل قد يظهر سواء من خلال تسليح المعارضة، أو من خلال تقديم المساعدة الإنسانية المباشرة أو معدات الاتصالات، ومع ذلك يبدو أن الجيش الأمريكي متردد إزاء التدخل في شؤون سوريا.
وأوردت الصحيفة اعتقاد الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بأنه من السابق لأوانه اتخاذ قرار تسليح المعارضة في سوريا؛ حيث أشار إلى أنه يتحدي أي شخص يستطيع أن يحدد بوضوح شكل حركة المعارضة في سوريا في هذه المرحلة.
وتابعت الصحيفة قائلة إن المجتمع الدولي مازال منقسما بشأن كيفية الرد على الأزمة السورية في وجود حلفاء نظام بشار الأسد بما فيهم إيران ممن يعملون على تصعيد تحذيراتهم ضد التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تغيير النظام.
وأشارت الصحيفة إلى رفض موسكو أمس الثلاثاء دعوة حضور "مؤتمر أصدقاء سوريا" المقرر عقده الجمعة القادم في تونس، في الوقت الذي أفاد فيه ناشطون بوجود 67 حالة وفاة على الصعيد الوطني في سوريا وإصابة 4 أشخاص في العاصمة السورية دمشق. أرجعت روسيا أسباب رفضها تلك الدعوة لأن الحكومة السورية لن تكون ممثلة فيه.
يذكر أن موسكو، التي رفضت هي وبكين فى وقت سابق الشهر الجاري مشروع قرار مجلس الأمن ضد سوريا، قد اقترحت بدلا من ذلك ضرورة أن يرسل مجلس الأمن مبعوثا خاص للمساعدات الإنسانية إلى سوريا.
ومن جانبها، قالت الصين إنها لا تزال تنظر في دعوة الانضمام إلى المجموعة في تونس، في حين أن وزارة الخارجية الإيرانية حذرت من عدم الاستقرار في سوريا الذي من شأنه أن يهدد السلام في المنطقة ودعت إلى "الحوار" بين الحكومة والشعب من أجل إمكانية تنفيذ "الإصلاحات الفعالة".
وأشارت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إلى أن الأسبوعين الماضيين شهدا منذ فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع القرار إزاء الأوضاع في سوريا على حد سواء إحباط دولي بشأن استمرار القتل هناك والإيماءات السياسية من أعداء وأصدقاء الأسد، بالإضافة إلى إيفاد اثنين من سفن تابعة للبحرية الإيرانية إلى ميناء طرطوس السوري.
وقال أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني، إن إرسال اثنتين من السفن الحربية إلى سوريا للمرة الثانية يظهر أن إيران "ستواصل تطوير قوتها البحرية".
ومع ذلك عمل المحللون والدبلوماسيون على التقليل من أهمية هذه السفن؛ حيث أشار مسؤول غربي إلى أن السفينة الرئيسية كانت تحمل طلاب البحرية، وربما كانت في زيارة مخطط لها مسبقا كما حدث قبل نحو عام.