اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" اليوم "الثلاثاء"أن كلا من موسكو وبكين تخاطران بمصالحهما في قرارهما باستخدام حق الاعتراض "الفيتو" لعرقلة قرار أممي يدين أعمال العنف في سوريا، وذلك ليس لتجاهلها الدعوات الغربية فحسب بل لتجاهلها نداء العالم العربي ، مؤكدة أنه حين يسقط نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذى فقد بالفعل قبضته على عدد من المدن السورية ، لن ينسى التاريخ لروسيا والصين تقاعسهما عن نجدة الشعب السوري . وأوضحت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أن أعداد القتلى على يد القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد والتي قدرت بالمئات بعد مرور بضعة أيام فقط من الفيتو الروسي والصيني الى جانب 5000 آخرين أزهقت أرواحهم على مدار أحداث الانتفاضة السورية ، تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول قرار روسيا والصين باستخدام حق الفيتو. وأضافت: "أنه على الرغم من أن كلا من روسيا والصين بررتا مواقفهما، مدللتين على ذلك بما وصفتاه "بغدر دولي" مورس بشأن التدخل العسكري لحل الازمة ليبيا" غير أن هناك "دوافع أكثر خبثا" وراء الموقف الروسي المتصلب - على حد وصف الصحيفة - تتمثل في "أن العقلية الروسية تعتقد بأن الانتفاضة في سوريا هي "ذريعة أمريكية " في سبيل توسيع نطاق النفوذ الامريكي في منطقة الشرق الاوسط ،مشيرة الى روسيا تمثل واحدة من أخر ما تبقي من الأقطاب الهامة للنفوذ الروسي في المنطقة و موطن لقاعدتها البحرية الوحيدة في منطقة البحر المتوسط فضلا عن أن النخب السياسية في الداخل الروسي ذاته قد سئمت "جنون العظمة ما بعد الحرب الباردة بين موسكووواشنطن". وفي ختام تعليقها، شددت فاينانشيال على ضرورة أن تتضافر الجهود الدولية في ظل غياب قرار أممي يدين ما يرتكبه النظام في سوريا وعدم الاكتفاء بغلق السفارات في دمشق بل توسيع دائرة العقوبات المفروضة و المضي في تنفيذ العقوبات التي تم إدراجها مسبقا سواء من قبل القوى الغربية أو الجامعة العربية ، وأن يتم رسم خارطة طريق واضحة وصادقة تحسبا من أن تؤول الامور الى ما هو أسوأ الى جانب بحث أفاق انشاء "ممرات انسانية " من عدمها وبحث سبل دعم المعارضة المنقسمة في سوريا كي توحد مواقفها وتكون بديل "صادق" للسوريين عن نظام الاسد. في السياق ذاته ، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن التفسير الحقيقي وراء قرار روسيا والصين باستخدام الفيتو هو أن الحكومات "الاستبدادية" في كلا البلدين تخشى اندلاع اى حركات شعبية في بلادهما فضلا عن رغبتهما في اهدار فرصة القوى الغربية في زعم انتصار أخر بعد الانتصار الذي حققته إبأن الازمة الليبية والاطاحة بنظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي . ولفتت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي نشرته على موقعها الالكتروني أنه على الرغم من اصرار روسيا والصين على عرقلة قرارات مجلس الامن ، ستسعى الولاياتالمتحدة بدورها الى ايجاد سبيل آخر لفرض حزمة جديدة من العقوبات ومزيد من العزلة على النظام في سوريا، مشيرة في هذا الصدد الى قرار واشنطن أمس بسحب سفيرها من دمشق والاقاويل المتزايدة في واشنطن وعواصم أخرى حول تسليح الجيش السورى الحر.