دعى شمال السودان وجنوبه، اليوم السبت إلى التحلي بليونة في مواقفهما في نزاعهما على النفط وذلك غداة توصلهما إلى اتفاق عدم اعتداء بعضهما بشان خلافهما الحدودي. وقال كبير الوسطاء في المفاوضات بيار بويويا رئيس بوروندي سابقا "نطلب من الجنوب استئناف انتاجه (النفطي) ونطلب من الطرفين العدول عن الاعمال الاحادية الجانب".
وصرح لفرانس برس "لا احد من الطرفين مستعد للحرب على ما اظن" غير انه اقر بان من شان المفاوضات ان ترفع "تحديات خطيرة". وتاتي هذه الدعوة الى التسوية بينما يفترض ان تستمر المفاوضات التي بدات في العاصمة الاثيوبية بين السودان وجنوب السودان حتى الاربعاء المقبل برعاية الاتحاد الافريقي. وحققت تلك المفاوضات اول نجاح مساء الجمعة بالتوقيع على "معاهدة عدم اعتداء" بين السودانين بشان خلافهما الحدودي.
واورد نص "الاتفاق" ان الخرطوموجوبا يلتزمان "احترام سيادة وسلامة ووحدة اراضي كل منهما والامتناع عن اي هجوم، وخصوصا عن القصف". وصرح ثابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق للصحافيين ان "البلدين وافقا على عدم الاعتداء (الواحد على الاخر) والتعاون". ووقع الاتفاق رئيس جهاز استخبارات جنوب السودان توماس دوث ومدير الامن والاستخبارات السوداني محمد عطا.
وتصاعدت حدة التوتر عند حدود البلدين منذ اعلن جنوب السودان استقلاله في يوليو الماضي بعد عقدين من الحرب الاهلية، ووقعت مواجهات على طول الحدود، وخصوصا في ولاية النيل الازرق ومنطقة ابيي المتنازع عليهما. كذلك، ينص الاتفاق الموقع الجمعة على انشاء آلية مراقبة يستطيع كل من الجانبين التقدم بشكوى لديها في حال وقوع حادث عند الحدود. وستتواصل المحادثات السبت حول الخلاف بشان النفط.
وقد ورث جنوب السودان مع الاستقلال ثلاثة ارباع الانتاج النفطي للسودان السابق اي نحو 350 الف برميل يوميا لكنه لا يستطيع تصديرها الا عبر اراضي السودان الذي يطالب برسوم. وبما انه لم يتم التوصل الى اتفاق عمدت الخرطوم الى اخذ حقها عينا من النفط مقابل عبوره واقرت بانها سحبت ما لا يقل عن 1.7 مليون برميل الامر الذي اثار غضب جوبا التي قررت في يناير وقف الانتاج الذي تحصل منه هذه الدولة الحديثة العهد على 98% من مواردها.
واموال النفط ضرورية خصوصا لدفع تكاليف قوات الامن في الجنوب، وهم المتمردون السابقون الذين يقدر عددهم بنحو مئتي الف رجل. وفي الاثناء وقع جنوب السودان الذي يبحث عن حل يتفادى به عبور نفطه اراضي السودان، اتفاقا مبدئيا مع اديس ابابا لبناء خط انابيب يتيح له تصدير نفطه الى جيبوتي عبر اثيوبيا.
وحذر الامين العام للامم المتحدة الجمعة من تفاقم التوتر بين البلدين اذا لم تحل المشاكل العالقة. وقال بان كي مون في بيان "حان الوقت ليقدم قادة التنازلات اللازمة التي تضمن مستقبلا سلميا ومزدهرا". واضافة الى النزاع النفطي مع الشمال، يواجه جنوب السودان ازمات عدة في مقدمها اعمال العنف بين القبائل وحركات متمردة يتهم الخرطوم بدعمها. وكان كل من الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير حذرا في بداية شباط/فبراير، من امكانية اندلاع حرب جديدة بين البلدين.