سلطت صحيفة (نيويورك تايمز)الأمريكية الضوء على قرار جامعة الدول العربية وقف مهمة مراقبيها في سوريا، وقالت إن هذا القرار يأتي عقب أيام من المواجهات الدموية في عدة مدن سورية، ما أدى إلى توجيه انتقادات بشأن فاعلية هذه المهمة. كانت الجامعة العربية قد أوقف يوم أمس السبت مهمة مراقبيها في سوريا على خلفية قمع الحكومة الجديدة للمظاهرات ، ما أدى إلى قتل العديد من المدنيين في أنحاء متفرقة من البلاد . وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإليكتروني - إلى ما قاله نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية في بيان له في هذا الصدد من أن التدهور الحاد في الوضع الراهن واستمرار استخدام العنف قد دفع الجامعة إلى وقف بعثة مراقبيها إلى سوريا ، محملا الحكومة السورية مسؤولية إراقة الدماء .
وقالت الصحيفة إن تردد المراقبين العرب في تفقد مدينة "رانكوس" ، التي قد خوت على عروشها جراء قصفها لخمسة أيام متواصلة ، قد أكد على ما يبدو قصور البعثة التي اتهمتها المعارضة السورية بتوفير غطاء لتبرير قمع نظام الرئيس بشار الأسد. ولفتت إلى ترحيب المعارضة السورية بزيارة المراقبين العرب الذين باتوا فريق الرصد الوحيد من خارج سوريا الشاهدين على المعارك الدائرة والتي راح ضحيتها أكثر من 5.400 شخص وفقا لتقديرات الأممالمتحدة .
ونقلت(نيويورك تايمز) الأمريكية عن جعفر كيبيدا ، وهو أحد أعضاء بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية ، قوله " أخشى أن ينتهي مناخ ضبط النفس الذي أظهرته الحكومة السورية أثناء تواجد البعثة العربية " ...معربا عن اعتقاده بأن السلطات السورية سوف تزيد من قمعها للمتظاهرين السلميين ، وذلك عقب وقف مهمة المراقبين العرب .
في سياق متصل، نقلت الصحيفة عن ناشطين مناوئين للحكومة السورية قولهم " إن الأسوأ لم يأت بعد " ، وأشاروا إلي ظهور الدبابات على مشارف مدينة "رانكوس" بعد ساعات من مغادرة المراقبين العرب المدينة صباح يوم أمس السبت. ولفتت الصحيفة إلى ما أعلنه المراقبون العرب من أنه تم قتل نحو 26 جنديا خلال اليومين الماضيين معظمهم في مناطق تابعة للعاصمة "دمشق" .
وقالت إن قرار سحب المراقبين العرب جاء بعد أسبوع من دعوة الجامعة للرئيس الأسد إلى التنحى وترك السلطة وطرح مقترح سلام لمجلس الأمن الدولي سافر من أجله نبيل العربي على رأس وفد رفيع المستوى إلى نيويورك لبحثه يسلم الأسد بموجبه السلطة لنائب رئيس مع تشكيل حكومة مؤقتة.
ورصدت الصحيفة الأمريكية الوضع الإنساني المتدهور بمدينة رانكوس ، فقالت إن أفراد أربعة أسر غادروا المدينة ومعهم أمتعتهم وأطفالهم عقب انتهاء زيارة المراقبين العرب لها ليؤكدوا أنها أضحت مدينة أشباح على ضوء وجود أفراد نحو 60 أسرة من أصل 23 ألف أسرة لم يستطيعوا المغادرة كغيرهم ممن تركوها خاوية على عروشها. وفي ختام التقرير أشارت الصحيفة إلي أن كميات كبيرة من الغاز قد تم تهريبها من المدينة فضلا عن اختفاء الخضروات من الأسواق وخلو الشوارع الرئيسية من المارة سوى بعض المجموعات المسلحة الصغيرة .