سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم - الثلاثاء - الضوء على تباين الآراء حول أداء بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، حيث يرى البعض أنها فعالة وتهدف إلى وقف القتل والعنف الدائر على الأراضي السورية، بينما يرى البعض الآخر أن أداء البعثة جاء ضعيفًا ولم يؤثر بشكل قوي على أرض الواقع. وأشارت الصحيفة الأمريكية - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت - إلى أن بعض الآراء ترصد استمرار القتل وكذلك ترصد غرق البعثة في الخلافات وتركزت معظم الانتقادات حول محمد أحمد الدابي رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية - الذي ترأس في وقت سابق وكالة الاستخبارات السودانية صاحبة السمعة السيئة - والذي تعرض لانتقادات كثيرة في وقت سابق لتصريحاته الأسبوع الماضي التي تحدث خلالها باستخفاف عن الدمار في مدينة حمص السورية - المدينة التي تم اقتحامها من قبل دبابات السلطة وكذلك المدينة التي وقع فيها عشرات القتلى -، حيث أشار الدابي خلال تصريحاته واصفًا الوضع في حمص بأنه يوجد قليل من الفوضى، غير أنه لا يوجد شيء يدعو إلى الخوف. ولفتت الصحيفة أيضًا الى قيام الدابي بالإدلاء بتصريحات مناقضة لأحد أعضاء بعثة المراقبين، حيث قال العضو إنه رأى القناصة السوريين في مدينة درعا وربما يطالب السلطات بإزاحتهم، غير أن الدابي أكد أن المراقب لم ير شيئًا، مؤكدًا أن ملاحظات المراقب قائمة على حالة افتراضية. ونقلت "نيويورك تايمز" عن العديد من المواطنين الذين تعاملوا مع رئيس بعثة المراقبين، أن الدابي شخص محبوب ومسؤول ذو كفاءة وكذلك يرون أنه يقود بعثة المراقبة بحيادية. وأوضحت الصحيفة أن البعض الآخر وصف الدابي بأنه الشخص الخطأ لقيادة مثل هذه البعثة، مشيرين إلى أنه كان يتولى منصب حكومي وتعامل بشدة مع المعارضين. ونقلت الصحيفة عن فيصل محمد صالح - صحفي بجريدة سودانية - قوله "إنني لا أعرف هل قاموا بفحص تاريخه أم لا؟ إنها بعثة لحقوق الإنسان".. مؤكدًا أنه يجب اختيار شخص لديه حس بشأن قضايا حقوق الإنسان. وقالت الصحيفة إن العديد من المحاولات للوصول إلى رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية عبر هاتفه أو عبر الوصول إلى مكتب البعثة في العاصمة السورية دمشق، باءت بالفشل. وأشارت "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن اعتراف الجامعة العربية أنه بخروج المراقبين العرب فشلت الجهود المبذولة لوقف العنف المميت - خلال الأشهر العشرة الماضية في سوريا -، مشيرة إلى اعتراف نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بوجود القناصة في معظم المدن، غير أن مراقبي الجامعة فشلوا في التعرف على هوية هؤلاء القناصة ومدى تبعيتهم إلى النظام أم إلى المعارضة. ولفتت إلى إعلان لجان التنسيق المحلية مقتل 390 شخصًا في سوريا منذ وصول بعثة المراقبين العرب في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي، بما في ذلك مقتل 15 منهم أمس الاثنين. وقالت "نيويورك تايمز" إن تصريحات العربي جاءت بعد النقد الذي تعرضت له بعثة المراقبين، حيث جاء الانتقاد بأن دور البعثة لم يكن مؤثرًا بشكل فعال، في الوقت الذي تقدر فيه الأممالمتحدة قتلى الاحتجاجات في سوريا بأكثر من خمسة آلاف قتيل معظمهم من المدنيين. وتعرضت بعثة المراقبين أيضا لاتهامات بأنها قامت بالمراقبة المشروطة وذلك عن طريق عقد صفقة في شهر نوفمبر الماضي عندما وافق الرئيس السوري بشار الأسد بسحب القوات الأمنية من شوارع المدن والإفراج عن المعتقلين السياسيين والسماح بدخول صحفيين أجانب وعمال حقوق الإنسان والبدء في محادثات مع جماعات المعارضة السياسية. وأكدت أن استمرار العنف فتح خلافًا جديدًا في الجامعة العربية وذلك بعد قيام علي سالم الدقباسي رئيس البرلمان العربي (هيئة استشارية غير ملزمة للدبلوماسيين بالجامعة العربية) أوصى بأن يسحب العربي مراقبي الجامعة من سوريا. وأشار الدقباسي إلى أن بعثة الجامعة كانت غطاء للحكومة السورية لكي تستمر في الاعتداء العنيف على المواطنين السوريين. ومن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الجيش السوري انسحب من قلب مدن كبرى، مشيرًا إلى أن وصول مراقبي البعثة إلى سوريا ساعد المواطنين في بعض المناطق المتضررة في توصيل الغذاء وكذلك قيام الحكومة بالإفراج عن قرابة ثلاثة آلاف و500 معتقل، منذ وصول البعثة.