أكدت القوات المسلحة السودانية سيطرتها على الأوضاع في مدينة "الدمازين" بولاية النيل الازرق واستمرارها في تأمين كافة أرجاء الولاية ومطاردة فلول المتمردين هناك بعد تعرضها لهجوم من قبل قوات "الجيش الشعبي". وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات السودانية في بيان أصدره اليوم إن الهجوم على مواقع قواته في الدمازين يؤكد ماجاء على لسان مالك عقار والي الولاية قبل أيام حيث نادى الشباب للاستعداد للحرب. وقال البيان أن القوات المسلحة ستعمل على بسط السلام والأمن والاستقرار في الولاية ، وأشار البيان الى أن المعلومات التي كانت متوافرة أفادت بقيام الجيش الشعبي بالنيل الأزرق بحشد وتجميع قواته في المنطقة بغرض الهجوم المتزامن على كل مواقع القوات المسلحة ، كما تم استدعاء كل قيادات الحركة الشعبية السياسية والعسكرية إلى مدينة "الكرمك" وإخلاء عدد كبير من أسر قيادات الحركة من مدينة "الدمازين". وأضاف أنه بعد قراءة هذا الموقف تم توجيه القوات المسلحة لاتخاذ كافة الإجراءات والتحوطات اللازمة .. وبتاريخ يوم أمس في التاسعة مساء بدأت قوات الجيش الشعبي بمهاجمة القوات السودانية في الدمازين في عدة نقاط هي "البوابة الجنوبية ، القيادة ، المنطقة الصناعية وخارج الدمازين في كل من دندرو وام درفة وأولو وود الماحي". وأكد البيان أن القوات المسلحة تمكنت من صد هجوم المتمردين وبسط سيطرتها تماما على الدمازين والمواقع الأخرى التي تم الاعتداء عليها ، كما واصلت القوات المسلحة تأمين الولاية ومطاردة فلول التمرد . من جهتها ، أكدت سناء حمد وزيرة الدولة السودانية للإعلام سيطرة القوات المسلحة والأجهزة المختصة علي الوضع داخل مدينة الدمازين مع ساعات الفجر الأولي اليوم الجمعة . وأشارت الي أن الجهات الأمنية أصدرت أوامرها للحركة الشعبية بتسليم المتورطين في الأحداث للجهات المختصة كما وجهت بإعتقال من يرفض ذلك. وأوضحت أنه لم يتم قصف منزل مالك عقار الموجود حاليا بالكرمك.. وأكدت أن القوات المسلحة سيطرت علي المنزل وكل مواقع الحركة الشعبية بعد اشتراك حراسات منزل عقار فى الأحداث، مشيرة الي أن الجيش الشعبي كان قد هاجم مقار الشرطة في "باو". وأضافت أن الحركة الشعبية بالنيل الأزرق قامت أمس بشن هجوم مفاجىء علي أفراد الجيش السوداني بالقوات المشتركة علي الرغم من سعي الحكومة وإعلان الرئيس عمر البشير وقف اطلاق النار من جانب الحكومة الا ان الحركة الشعبية لم تستجب لمبادرة الرئيس "مما يدل علي أن الحركة كانت تبيت النية لاشعال الحرب". وأشارت وزيرة الدولة السودانية للاعلام الى أن السودان كان قد تقدم بشكوي لمجلس الأمن مؤخرا حول خروقات حكومة جمهورية جنوب السودان لاتفاق السلام ودعمها للمتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق . وخلال سردها لسير الأحداث بالنيل الأزرق أشارت الي أن الحكومة تفاجأت بأن الحركة الشعبية أجلت أمس أسر منسوبيها من القيادات العسكرية والسياسية من مدينة "الدمازين" الي مدينة "الكرمك" وبدأت قبل منتصف الليل هجوما منظما علي أفراد الجيش السوداني بالقوات المشتركة في مناطق أم درقة وأولو والتعلية ، وتم التصدي لها وفرت هاربة . وأوضحت أنه في الساعة الحادية عشرة مساء أمس بدأ إطلاق الذخيرة بأسلحة خفيفة بالدمازين بالتركيز علي أحياء الزهور والنهضة واركويت وسوق المحاصيل وفي الساعة الثانية عشرة والنصف بدأت باستخدام المدفع الرباعي من مخازن في المنطقة الصناعية بالدمازين وترافق ذلك مع تحرك عسكري من منطقة دندرو باتجاه مدينة الدمازين وتصدت له القوات المسلحة والأجهزة المختصة في الطريق ودحرتها وسيطرت علي الوضع داخل مدينة الدمازين مع الساعات الأولي من فجر اليوم.