اتهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قوى "14 آذار" بتضليل الرأي العام ومحاولة تأليبه على الحكومة الجديدة رغم أنها لم تبدأ عملها الفعلي بعد. واعتبر ميقاتي -في بيان له ردا على بيان قوى "14 آذار" مساء أمس الأحد الذي هاجمه مع حكومته- أن هذه القوى ارتكزت إلى مغالطات متعمدة في الحملة الشعواء التي شنتها عليه وعلى حكومته؛ مستغلة مرة أخرى جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري لتصب حقدها على الحكومة لأهداف لم تعد خافية على أحد. وأشار إلى أنه رغم دعواته لهذه القوى للمشاركة في الحكومة الجديدة، ورغم الاجتماعات التي عقدها مع بعض أركانها خلال مرحلة التأليف، فإنها راهنت على عدم تشكيل الحكومة وبقاء البلاد في فراغ ناتج عن تقاعس حكومة تصريف الأعمال السابقة برئاسة سعد الحريري عن القيام بواجباتها. ووصف ميقاتي ادعاء قوى "14 آذار" بأن حكومته تنكرت لمطلب العدالة التي التزمت به الدولة اللبنانية بأنه تضليل للرأي العام، خصوصا وأن بيان حكومته الوزاري، والذي جرى توزيعه قبل ثلاثة أيام على النواب بمن فيهم نواب قوى "14 آذار" يؤكد على إحقاق الحق والعدالة في جريمة اغتيال الحريري انطلاقا من احترام الحكومة للقرارات الدولية وحرصها على جلاء الحقيقة وتبيانها من خلال المحكمة الدولية الخاصة. وأضاف ميقاتي في رده أن قمة التضليل تكمن في الادعاء بأن الحكومة تتنكر لدماء الشهداء وكراماتهم وتدفع الدولة اللبنانية خارج الشرعية الدولية بالرغم من أنه أكد مرارا احترام القرارات الدولية ومنها القراران 1701 و1757 والوفاء للشهداء ومتابعة التعاون مع المحكمة الدولية. كما اتهم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي هذه قوى "14 آذار" بأنها هي التي عملت في وقت من الأوقات على "تسوية" على حساب دم الشهداء وقضيتهم للتمسك بالسلطة. وقال إن فى العودة إلى تلك المرحلة ما يكفي من معطيات ومستندات تثبت وجود أوراق بالاقتراحات المطبوعة حينا، والمكتوبة بخط اليد أحيانا، تتنقل من مكان إلى آخر داخل لبنان وخارجه لاستدراج عروض مباشرة وغير مباشرة. وأضاف ميقاتي أن من مظاهر "التضليل الاستباقي" توصيف قوى "14 آذار" لحكومته في بيانها بأنها حكومة انقلاب على اللبنانيين وكأن هذه القوى وحدها التى تملك حصرية تمثيل اللبنانيين في حين أن حكومته انبثقت عن إرادة نيابية تعكس تمثيلا شعبيا واسعا من كل الأطياف التى يتكون منها المجتمع اللبناني وهي ليست في حاجة إلى شهادة من أحد لاسيما ممن يستحضرون دماء الشهداء فى المناسبات التى يحتاجون فيها إلى رافعة. وشدد ميقاتي على تمسكه بالعدالة والحرية والاستقرار ليس إرضاء لأحد بل إلتزاما منه بالوفاء لرفيق الحريري، لافتا الى ان المعارضة حق مشروع ولكن التخريب على الوطن جريمة. وشجب طلب قوى "14 آذار" من الحكومات العربية والمجتمع الدولى عدم التعاون مع حكومته معتبرا أن هذا الطلب يعكس حال الاضطراب ونوبات الغضب الشديد التي يعيشها أركان قوى "14 آذار" الذين هالهم أن تتشكل الحكومة بعد أن راهنوا على استمرار الفراغ الحكومي بحيث أخذوا في التصويب على الحكومة لعجزهم الواضح عن مواجهة حقيقة خروجهم من السلطة بعمل ديموقراطي سليم. وأهاب ميقاتى بالجميع تحمل المسئولية الوطنية حماية للسلم الأهلى والاستقرار وعدم التخريب أو افتعال بطولات وهمية توتر الأوضاع الداخلية. وفي السياق ذاته، اتهم الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر قوى 14 آذار بأنها تفتقد الوطنية والمشروعية بحيث باتت تعتمد على القرارات الدولية بعدما أدخلت نفسها في لعبة المصالح الإقليمية والدولية. وأعتبر في تصريحات له اليوم أن فريق 14 اذار كان يهدف إلى تجييش الشارع والنيل من الحكومة. ورحب شكر بكل معارضة سلمية وبناءة لا ترهن البلاد للخارج وتأخذ مصلحة لبنان واللبنانيين بعين الاعتبار رافضا أي معارضة تلوح بالتهديد بالنزول إلى الشارع وتهدد باستدراج المجتمع الدولي.