بدأت أعمال الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية بالدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا)، في أستانة عاصمة كازاخستان، اليوم الثلاثاء، بحضور الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزار باييف، والأمين العام للمنظمة، أكمل الدين إحسان أوغلي. وشهدت الجلسة الافتتاحية إجماع الدول الأعضاء، على قرار تغيير اسم منظمة المؤتمر الإسلامي، ليصبح (منظمة التعاون الإسلامي)، كما تم تعديل شعار المنظمة، بسبب تضمنه الآية القرآنية "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، حيث ترجع حجة تعديل الشعار لوضعه على مكاتبات المنظمة ووثائقها ومستنداتها، والتي كثيرا ما تتعرض للدهس بالأقدام حين تقع على الأرض. ويعكس القرار الجديد تحولا نوعيا في أداء المنظمة، وارتقاء كبيرا بفعاليتها كمنظومة دولية تعمل في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وجه أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام للمنظمة، رسالة واضحة وقوية للعالم، يدعوه فيها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، وقال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية: إن من واجب العالم الإسلامي وموقفه الثابت أن يدعم القرار الفلسطيني باللجوء إلى الأممالمتحدة، لتقول كلمتها في حل هذا النزاع الطويل. من ناحية أخرى، أعرب إحسان أوغلي عن ترحيبه بالتغييرات الديمقراطية التي شهدتها كل من تونس ومصر، والتي جاءت نتاجا لثورات شعبية داخلية في هاتين الدولتين. وشدد كذلك على الدور الذي قامت به منظمة التعاون الإسلامي في محاولة حل الأزمة الليبية، والتي كان آخرها إيفاد بعثة سياسية إلى العاصمة الليبية طرابلس، مؤكدا موقف المنظمة الثابت إزاء الاعتراف بالتطلعات المشروعة للشعب الليبي نحو الديمقراطية والعدالة وحكم القانون والإصلاحات السياسية. وأوضح أوغلي أن المنظمة تابعت بقلق عميق أحداث العنف التي شهدتها عدة مدن في سوريا، مذكرا بدعوة المنظمة لبدء الحوار الوطني، والتطبيق السريع للإصلاحات التي أعلنت عنها القيادة السورية، بغية وقف العنف الذي يستهدف المدنيين وقوات الأمن على حد سواء. وأشار إلى أن التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن، والتي ناشدت على إثرها المنظمة جميع الأطراف بضبط النفس، والحاجة إلى حل الأزمة الراهنة من خلال الحوار والتفاهم، من أجل ضمان الاستقرار والأمن والانتقال السلمي للسلطة. كما أكد دعم المنظمة للحوار الوطني الشامل في مملكة البحرين، بغية الوصول إلى الإجماع الوطني المنشود، وجدد في الوقت نفسه دعوته لجميع الأطراف في البحرين للاستجابة بإيجابية مع دعوات الحوار، وإيلاء الأولوية لمصالح البحرين الوطنية والعليا. من ناحية ثانية، حذر أوغلي من التداعيات التي يواجهها السودان، وبخاصة تلك المترتبة على نتائج الاستفتاء الذي جرى في العالم الحالي، داعيا الطرفين إلى التفاوض بنية حسنة حول ترتيبات ما قبل وبعد الاستفتاء، والتي تتعلق باتفاقية السلام الشامل. رئيس كازاخستان مشيدا بمنظمة التعاون الإسلامي ومن جانبه، أشاد نزار باييف في كلمته أمام الاجتماع، بالدور المهم الذي تقوم به منظمة التعاون الإسلامي، معتبرا أنها باتت الأممالمتحدة للعالم الإسلامي، ومشددا في الوقت نفسه على الحاجة الماسة للدور الكبير الذي تضطلع به. وقدم نزار باييف جملة من المقترحات، عكست إيمانه الكبير بأداء المنظمة وطاقاتها الكامنة، لافتا إلى أن العالم الإسلامي يستحوذ على ما نسبته 70% من الموارد الطبيعية، في مقابل نسبة 7% فقط من نصيبه في التجارة العالمية. وأضاف، أن ذلك يستدعي تقديم عدد من التصورات الاقتصادية، والتي تتعلق بدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة، فضلا عن تعزيز نظام التمويل الإسلامي، والذي قطعت كازاخستان خطواتها الأولى الواعدة فيه. كما تقدم باقتراح زيادة تمثيل منظمة التعاون الإسلامي في مجموعة العشرين، لتمكينها من الدفاع عن مواقفها في القضايا الحيوية على المستوى العالمي.