ربما لا يتمتع نادي بوروسيا مونشينجلادباخ حاليا ببريقه الذي اعتاده في سبعينات القرن الماضي ، ولكنه حقق نجاحا كبيرا مؤخرا بهروبه الإعجازي من الهبوط لدوري الدرجة الثانية الألماني. كان مونشينجلادباخ يحتل المركز 18 الأخير بترتيب الدوري الألماني بفارق سبع نقاط خلف أقرب منافسيه عندما تولي لوسيان فافري تدريب الفريق في فبراير الماضي ، وكان لايزال متأخرا بفارق خمس نقاط مع تبقي ست مباريات على نهاية الموسم. ولكن مونشينجلادباخ انتفض ليختتم الموسم بنهاية قوية. فقد حقق جلادباخ أربعة انتصارات وتعادلا مقابل هزيمة واحدة في هذه المباريات الست ليتقدم إلى المركز 16 الذي يلتقي بموجبه مع الفريق صاحب المركز الثالث بترتيب الدرجة الثانية في دور فاصل من مباراتين ويشارك الفائز من بينهما في مسابقة دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل. واكتمل مسلسل الهروب المثير من شبح الهبوط بفوز بطل ألمانيا الاسبق خمس مرات 1/ صفر بهدف إيجور دي كامارجو في اللحظة الأخيرة من مباراة الذهاب على ملعبه أمام بوخوم ثم بالتعادل 1/1 في مباراة العودة بهدف ماركو ريوس مساء أمس الأربعاء. ويعتبر المدرب السويسري فافري الرجل الذي يقف وراء نجاح جلادباخ وكذلك الأمر بالنسبة للاعبي الفريق الذين قذفوه عاليا في الهواء احتفاظا بالبقاء في الدرجة الأولى عقب صافرة نهاية مباراة أمس. وقال مارك-أندريه تير شتيجين حارس مرمى جلادباخ تعليقا على فافري: "لقد جاء وتفهم الوضع وقادنا للفوز". وتحدثت مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية اليوم الخميس عن "العودة المذهلة (لجلادباخ) تحت قيادة المدرب السويسري" كما أرجعت صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار الفضل في "معجزة جلادباخ" إلى فافري. واحتفظ فافري /53 عاما/ بتواضعه رغم تخلصه لبضع دقائق من خجله المعهود ليحتفل في صخب على أرض الملعب عقب مباراة أمس. وقال المدرب السويسري: "من المهم أن يكون لديك لاعبين مستعدون لبذل الجهد الشاق. لقد فهم اللاعبون سريعا ما أردته منهم بالضبط. ركزنا خلال الأسابيع القليلة الماضية على تصحيح بعض الأخطاء الفنية". وأحضر فافري الحارس الصاعد تير شتيجين /19 عاما/ وأدخل الاستقرار على خط دفاع الفريق الذي كان يسمح بتوالي الأهداف على شباكه قبل وصول المدرب السويسري. ولم يدخل مرمى مونشينجلادباخ سوى ثلاثة أهداف فقط في مبارياته الست الأخيرة بالموسم والتي تضمنت انتصارين بنتيجة 1/ صفر على البطل بوروسيا دورتموند وصاحب المركز الرابع هانوفر. وفي خط الهجوم ، أطلقت "كيكر" على الموهوب ريوس لقب "قلب الفريق" بعدما سجل هدفا حاسما آخرا لفريقه أمس ليرفع إجمالي رصيده من الأهداف بالموسم المنصرم حديثا إلى 11 هدفا رغم أنه كان يلعب وهو يعاني من آلام الإصابة في الفخذ. وقال ريوس /21 عاما/ الذي من المقرر أن ينضم لصفوف المنتخب الألماني غدا الجمعة: "أردت بشدة أن ألعب ، وأنا سعيد حقا من أجل الفريق. لطالما تحدثنا عن إسهامات المدرب مع الفريق ، وبوسعنا جميعا الآن أن نفخر بأنفسنا". وقد يصب هذا "الهروب الكبير" في مصلحة رئيس النادي رولف كونيجز الذي يواجه هو وباقي قادة النادي معارضة من مجموعة تضم النجمين السابقين شتيفان إفينبرج وهورست كوبل خلال انعقاد الجمعية العمومية للنادي يوم الأحد المقبل. وأثيرت انتقادات ضد إفينبرج مدير الكرة في جلادباخ لمعارضته لقادة النادي رغم أنه لا يطلب أكثر من "تفسير لعدم سير الأمور بشكل جيد على الملعب خلال السنوات القليلة الماضية". وكان بوروسيا مونشينجلادباخ هبط مرتين للدرجة الثانية خلال ال11 عاما الماضية ولم يحتل أحد المراكز العشرة الأولى بترتيب الدوري الألماني سوى مرة واحدة فقط طوال هذه الفترة في تناقض كبير لحال الفريق في أيام مجده الماضية مع النجوم أمثال جونتر نيتزر وبيرتي فوجتس ويوب هينكيس. ولكن كونيجز قال: "لقد أثبت النصف الثاني من الموسم أن هذا الفريق يتمتع بإمكانيات جيدة ، ونريد المضي قدما في هذا الطريق في ظل العمل المذهل الذي يقوم به لوسيان فافري".