يت مجدى - «الحكومة الجديدة لا تحمل أى رسالة»، هكذا يرى نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصرى، التشكيل الجديد للحكومة، مبديا تخوفه من أن تكون سياستها غير دافعة للاستثمار مع عدم وجود ممثلين لرجال الأعمال بها أو أن تقوم بتعديل القوانين الموجودة حاليا ومحفزة للاستثمار. ومن ضمن الانتقادات التى كانت توجه دائما للحكومة السابقة أنها ضمت نحو ستة رجال الأعمال، وقد جاء التشكيل الجديد للحكومة خاليا من رجال الأعمال، إلا أن ساويرس يعتبر أن «المشكلة ليست فى رجال الأعمال، ولكن فى تضارب المصالح، فهناك العديد من رجال الأعمال الشرفاء الذين لهم دور إيجابى»، على حد تعبيره خلال حواره مع «الشروق». ولا يخشى ساويرس من تأثير الاضطرابات السياسية الحالية على استثماراته فى مصر، «والله العظيم مش فى ذهنى دلوقتى خالص استثماراتى، فأنا غير قلق عليها، بل على مصر»، بحسب قول رجل الأعمال. وبالطبع ستواجه الاستثمارات الأجنبية الموجهة إلى مصر تراجعا حادا خلال الفترة المقبلة، على خلفية الاضطرابات الحالية وما يرتبط بها من عدم استقرار، إلا أن هذا الأمر يعتبر «ثمنا رخيصا جدا لحرية الشعب»، كما يرى ساويرس، الذى قدرت مجلة فوربس ثروته بنحو 2.5 مليارات دولار خلال العام الماضى، وترتيبه رقم 374 فى قائمة أغنى أغنياء العالم والمرتبة الرابعة فى مصر. حتى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها العديد من الأسر المصرية حاليا بسبب عدم صرف المرتبات أو ارتفاع الأسعار أو غير ذلك، فإن ساويرس اعتبرها أيضا «تكلفة غير كبيرة للحرية والديمقراطية التى ستكون مدخل لرفع المعاناة ومفتاح الحياة الكريمة للشعب». وفى هذا السياق، يرى ساويرس أن خطاب الرئيس مبارك «خطوة فى الطريق ولكن لابد أن نتوصل إلى حلول عملية»، مضيفا «أقول للشباب الذين يريدون ضمانات لتنفيذ ما وعد به الرئيس، يوم 25 يناير أثبت لجميع القادة العرب أن الشارع سيسقط أى نظام لا يستمع إلى مطالبه، فإذا لم يتم تنفيذ مطالبكم انزلوا مرة أخرى لميدان التحرير»، بحسب تعبير ساويرس، الذى يعتبر «مطالب الشباب المتظاهرين مشروعة». ومن الجدير بالذكر أن العديد من القوى المعارضة ترى أن الشباب المتظاهرون ليسوا هم المسئولون عن أعمال التخريب والسلب والنهب التى حدثت الأيام الماضية خلال المظاهرات، وإنما هذا الأمر هو نتاج خطة غرضها الرئيسى تجويع وترهيب المواطنين لضمهم إلى الجهة المعارضة لما يحدث فى ميدان التحرير، وقد وقع ساويرس على البيان الذى أطلقته مجموعة من رجال مصر ومفكريها أمس والذى طالب بتكليف مبارك نائبه بتولى مهام إدارة المدة الانتقالية، وأن يتعهد نائب الرئيس بحل مجلسى الشعب والشورى وتتولى لجنة قانونية الإعداد للتعديلات الدستورية المطلوبة، وتشكيل حكومة ائتلافية ممثل بها كل الطيارات، وإنهاء العمل بحالة الطوارئ، وعدم التعرض لشباب المظاهرات والحفاظ على أمنهم وأمن البلاد. ونفى ساويرس ما تناقلته بعض التقارير الصحفية من سفر عائلته إلى الخارج، «زوجتى وأولادى موجودين الآن فى الجونة»، كما قال رجل الأعمال، الذى جعل «الشروق» تتحدث إلى ابنته عبر هاتفه المحمول للتأكد من وجودهم فى مصر.