يتطلع الكولونيل لانس كيتلسون إلى قضاء عطلة عيد الميلاد مع أسرته العام المقبل عقب الانسحاب المقرر للقوات الأمريكية من العراق، وذلك بعد سبعة أعوام ونصف العام من الغزو الذي أطاح بالرئيس الراحل صدام حسين. ولا يطيق كثير من أفراد القوات الأمريكية الانتظار للعودة إلى البلاد. وقال كيتلسون، وهو قس، خلال احتفال على ضوء الشموع مع الجنود بمناسبة عيد الميلاد: "بالعودة إلى 2003 نجد أنه جرى تمديد فترة خدمتنا مرارًا، ولم نعرف ما إذا كنا سنعود إلى وطننا على الإطلاق. الآن نحن نعرف أننا سنعود إلى بلادنا في فترة زمنية معينة". وأضاف: "حان الوقت كي نعود لبلادنا. لقد مكثنا هنا فترة طويلة بما فيه الكفاية. العراقيون يقومون بمهمتهم". وأنهت الولاياتالمتحدة رسميًّا الأعمال القتالية في العراق بنهاية أغسطس آب، وتركت أقل قليلا من 50 ألف جندي لدعم قوات الأمن العراقية في مهمة للمعاونة والإرشاد. وسيتعين سحب جميع القوات بنهاية 2011 وفقا لاتفاقية أمنية بين البلدين. وفي قاعدة بلد المشتركة بمحافظة صلاح الدين أضاف الجنود الأمريكيون لمسة احتفالية إلى ملابسهم؛ إذ ارتدوا قبعات سانتا كلوز وقرون الرنة ليشاركوا المسيحيين في أنحاء العالم الاحتفال بعيد الميلاد. وبلغ أقصى عدد القوات الأمريكية في العراق 170 ألفا، لكن عشرات الآلاف عادوا بالفعل إلى الولاياتالمتحدة. وتقلص العدد في قاعدة بلد المشتركة، وهي إحدى أكبر القواعد الأمريكية، إلى نحو سبعة الالاف. وفي حين من المتوقع أن تنخفض الأعداد أكثر من ذلك في الشهور المقبلة قال الجنرال جاك شتولتز، رئيس قوات الاحتياط بالجيش الأمريكي، إنه يتوقع أن تظل بعض قواته التي تعمل على سحب القوات حتى اللحظة الأخيرة. وقال شتولتز الذي طار من الولاياتالمتحدة لزيارة القوات في بلد خلال عيد الميلاد: "سنكون آخر من يغادر لأنه يتعين علينا سحب جميع القوات المقاتلة، ثم ننهي جميع العمليات". "أتوقع أنه تظل بعض القوات الأمريكية لإنهاء الأمور هنا يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) قبل أن تغادر بحلول 31 ديسمبر". ويقول شتولتز الذي سبق له قضاء عيد الميلاد في العراق، هو وجنود آخرون، مثل كيتلسون، إن بوسعهم الاحتفال بالعطلة بشكل أكثر وضوحا هذا العام عن الأعوام السابقة بسبب تراجع العنف. وفي بلد شارك كثير من الجنود الأمريكيين في الركض لمسافة خمسة كيلومترات في الصباح الباكر قبل أن يتناولوا غداء عيد الميلاد التقليدي. وقال شتولتز: "عندما كنت هنا في 2003 و2004، ثم عدت للزيارة في 2006 و2007 وجدت أجواء مختلفة تماما مع كثير من العنف". وأضاف: "في عيد الميلاد، في 2003، لم نكن نعرف حقا أنه عيد الميلاد. فقد كنا في عمليات، وكنا نعمل بكامل قوتنا، وكنا في حالة تأهب". ورغم تراجع العنف من ذروة الحرب الطائفية في 2006 و2007 لاتزال حوادث القتل والتفجير تقع بصورة يومية. واستهدفت هجمات حديثة الأقلية المسيحية في العراق، حيث انتهى حصار لكاتدرائية في وسط بغداد يوم 31 أكتوبر تشرين الأول بمقتل 52 رهينة وشرطيا. وأدان الجنود الأمريكيون في بلد الهجمات، لكن أغلبهم قال إن العنف انحسر عن فترات انتشارهم السابقة. وقال اللفتنانت كولونيل كيمبرلي نوريس جونز من الفرقة 108 احتياط بالجيش الأمريكي: "هذا وقت للأمل.. جلب الأمل للعراق في أنهم (العراقيين) سيتولون المسؤولية، وسنعطيهم جميع الأدوات اللازمة للنجاح. "لن نتركهم في ظروف صعبة.. سنتركهم في وضع يؤهلهم للنجاح".