اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم السبت، بعدة قضايا مصرية أهمها أزمة الكهرباء والمياه ورغيف العيش التي تغرق فيها مصر، وتردد المعارضة بين المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها، وتبوير الأراضي الزراعية، والتغيير الوزاري المحتمل. الفوضى المباركة في صحيفة "القدس العربي" كتب الأديب عزت القمحاوي ينتقد الاستهانة الحكومية بالنيل في مصر، ما أدى إلى تراجع الزراعة وتبوير الأراضي وتلوث مياه الري أو عدم وجودها في أغلب الأحيان. ووصف القمحاوي الشعب المصري أنه فاقد للإرادة السياسية تماما بعدما ترك القرار لقادته نيابة عنه، وفقد الإرادة الاقتصادية بعدما ترك حفنة مليارديرات يعملون نيابة عنه، وهي أعمال سمسرة ومضاربات واحتكار للسلع الأساسية وحيازة العقارات دون جهد دون النظر للمساواة بين المواطنين. وشبه القمحاوي الفترة الحالية أنها مرحلة "فوضوية مباركة"، مشددا على أن التاريخ سيذكرها كونها معجزة في صالح مصر، إذ لا توجد دولة في العالم يمكنها البقاء على قيد الحياة عقوداً طويلة من غير أن يحدث فيها شيء واحد له صلة بالصالح العام! التخلي عن البهجة وصفت صحيفة "السفير" اللبنانية رمضان في مصر هذا العام أنه خال من البهجة، بعدما طالبت وزارة الكهرباء المصريين بالتخلي عن مظاهر البهجة المعتادة في رمضان كل عام، لترشيد استهلاك الكهرباء. ومع انقطاع الكهرباء المستمر، يأتي رمضان هذا العام بانقطاع المياه أيضا، الأمر الذي أدى لخروج عدة قرى في تظاهرات تقطع الطريق الزراعي والصحراوي احتجاجا على الانقطاع المتواصل للمياه الذي يستمر لأيام دون مجيب. وتستمر أزمة رغيف العيش حتى في رمضان، بعد أن توقفت روسيا عن تصدير القمح لمصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، وارتفاع أسعار الخبز واختفاء المدعم منه، وسقوط ضحايا له في الطوابير. المقاطعة أو المشاركة؟ وفي صحيفة "الحياة" اللندنية انتقد محمد صلاح الصراعات المحتدمة بين قوى المعارضة في مصر حول جدوى المشاركة في الانتخابات المقبلة أو مقاطعتها، واصفا إياها بالضعف والجري وراء المصالح الشخصية. ورغم تحديد موعد الانتخابات البرلمانية في 27 من نوفمبر القادم، فإن قوى المعارضة مازالت منقسمة ومتضاربة، ومساحات الشقاق فيها أكبر من أن تستطيع بها مواجهة الحزب الوطني. وتوقع صلاح أن يسعى الحزب الوطني إلى خلق منافس أو اثنين له على مقعد الرئاسة حتى لا يبدو الأمر وكأن مرشح الحزب الوطني ينافس نفسه، لكن من الممكن أن يدخل الحزب هذه المرة معركة حقيقية سواء داخله أو مع غيره. تغيير وزاري محتمل من جانبها، توقعت صحيفة "القبس" الكويتية بتغيير وزاري موسع في الأيام المقبلة، قد يطول أحمد نظيف رئيس الوزراء نفسه بسبب الأزمات التي تفجرت أخيرا وعجزت الحكومة عن مواجهتها. وأشارت التكهنات إلى أنه من أبرز الوزراء المرشحين للخروج وزراء: الزراعة والبترول والكهرباء والري، وأن الرئيس مبارك قد يكلف نظيف بإعادة تشكيل حكومة جديدة أو يكلف شخصا آخر برئاسة الحكومة. وأوضحت أن من بين الأسماء المطروحة لخلافة نظيف وزير الطيران الفريق أحمد شفيق أو وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، ومن المتوقع أن يعود أمين الإعلام بالحزب الحاكم الدكتور علي الدين هلال للوزارة من جديد. حقبة التنازلات وصف محمد عبد الحكم دياب في صحيفة "القدس العربي" مصر أنها تمر الآن " بحقبة ضاعت وضاقت فيها كل فرص الإصلاح" وتم رفع سقف التنازلات فيها لحدود غير مسبوقة. وقال إن بعض القوى الداخلية والخطط "الصهيو غربية" تسعى لنشر الخلط والتشويش المستمر من أجل البلبلة ومزيد من التوتر، لكن كل ذلك غير قادر على إشعال الثورة، ولا حتى الثورات المضادة. التدهور حصري في مصر أما شريف عبد الغني فكتب في صحيفة "العرب" القطرية يقول إن من أهم علامات تدهور الاقتصاد المصري هي انتشار التسول المستتر، أي بيع السلع التافهة. ومن أهم مظاهر تضاؤل الدور المصري هو شعار التليفزيون الذي يقوم أساسا على شراء مسلسلات مملة تافهة تلهي الناس عن حياتهم. وقال إن غياب الديمقراطية والانشغال بصغائر الأمور جعل المصريين يتمسكون بقشور الدين مما غذى الاحتقانات الطائفية، وضياع الإحساس بالمواطنة الحقيقية.