فضيحة الديوك تهز فرنسا .. وأخطاء التحكيم تفتح ملف التكنولوجيا والحكم السادس رقم قياسي سلبي للأولاد .. وغانا تحفظ ماء وجه القارة السمراء .. وأوروبا تتقدم على أمريكا الجنوبية في بطولة حطمت كل التوقعات أسدل الستار على النسخة ال19 من نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا على عناوين كثيرة ، اولها مشاركة للنسيان بالنسبة لعمالقة الكرة المستديرة ونجومها الكبار ، وثانيها انها بطولة للتاريخ بالنسبة للقارة السمراء التي نجحت بامتياز في استضافة العرس الكروي العالمي للمرة الاولى في تاريخها , وآخرها كان تتويج اسبانيا باللقب للمرة الاولى في تاريخها. أزمة فرنسا التاريخية كان المنتخب الفرنسي مبعثر الصفوف تماما بعد طرد مهاجم تشيلسي الانجليزي نيكولاس انيلكا من صفوف المنتخب بسبب اهانته المدرب ريمون دومينيك بعبارات نابية جدا خلال استراحة شوطي مباراة المكسيك ، وسرب ما حصل في غرفة الملابس الى صحيفة "ليكيب" التي نشرته في صفحتها الاولى ، ما دفع قائد "الديوك" باتريس ايفرا الى الاعلان عن ضرورة التخلص من "الخائن" الذي سرب ما حصل ثم قاد تمردا ورفض مع زملائه التدريب احتجاجا على طرد انيلكا فدفع الثمن باستبعاده عن التشكيلة الاساسية في المباراة الاخيرة. وامتدت ذيول ما حصل في جنوب افريقيا الى فرنسا حيث وجد رئيس الاتحاد جان بيار ايسكاليه نفسه مجبرا على تقديم استقالته ووصلت الامور الى حد مثول دومينيك وايسكاليه امام البرلمان الفرنسي. كما استقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي القى بثقله من اجل اعادة الاعتبار للكرة الفرنسية بعد الفشل الذريع والصورة المخزية التي قدمها المنتخب، بمهاجم الفريق تيري هنري بعد عودة اللاعبين من جنوب افريقيا. شبح حامل اللقب وبدوره لم يتمكن المنتخب الايطالي حامل اللقب من تخطي الدور الاول بخسارته امام نظيره السلوفاكي 2-3 في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة السادسة. واسباب اخفاق "الازوري" كثيرة لعل ابرزها ضعف خط الدفاع الذي كان نقطة الارتكاز عندما توج بطلا للعالم قبل اربع سنوات حيث لم يدخل مرماه سوى هدفين، وايضا الثقة العمياء التي وضعها المدرب مارشيللو ليبي في بعض المخضرمين الذين توجوا باللقب في المانيا ولم يكونوا في قمة مستواهم في جنوب افريقيا. ودخل المنتخبان الايطالي والفرنسي تاريخ العرس الكروي لانهما اصبحا اول بطل ووصيف يودعان النهائيات من الدور الاول. خيبة المرشحين لم يكن حال المنتخب الانجليزي بطل 1966 افضل بكثير فبعد ان عانى الامرين لبلوغ الدور الثاني، واعتقد الجميع انه حصل على الدفع المعنوي من اجل تخطي عقبة غريمه الالماني في الدور الثاني ، لكن ال"مانشافت" لقنه درسا قاسيا بعدما اذله 4-1 ، ملحقا به اقسى هزيمة في تاريخ مشاركاته في النهائيات. ورغم ذلك بقي مدرب "الاسود الثلاثة" الايطالي فابيو كابيللو متمسكا بمنصبه رغم الانتقادات القاسية التي تلقاها لان المنتخب لم يرتق الى مستوى توقعات المملكة والصحافة التي ترى فيه الفريق البطل الذي يعانده الحظ ، لكن واقع الامور والمعطيات يشيرون الى خلاف ذلك لان الانجليز لم يحققوا شيئا يذكر ان كان على الصعيد العالمي والقاري باستثناء فوزهم بمونديال 1966 وقد يكون عليهم ان ينتظروا حتى 2018 لكي يرفعوا الكأس مجددا في حالة نالوا شرف استضافة النسخة الحادية والعشرين. كوارث التحكيم لم يكن تأهل منتخب الأرجنتين على حساب المكسيك لدور الثمانية بفضل مجهود أبناء المدرب دييجو مارادونا فقط لانهم حصلوا على هدية من مساعد الحكم الايطالي روبرتو روسيتي الذي احتسب الهدف الارجنتيني الاول امام المكسيك (3-1) رغم ان كارلوس تيفيز كان متسللا بشكل واضح. واضطر رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر بعدها الى تقديم اعتذاره الى كل من انجلترا التي لم يحتسب لها هدفاً صحيحاً في مرمى ألمانيا وللمكسيك حيث كانتا ضحيتي التحكيم وألمح إلى امكانية اللجوء الى الفيديو وتحديدا في ما يتعلق بخط المرمى. بطولة الجماعية وخيبة النجوم ومنتخباتهم وبخروج الارجنتين امام المانيا، ودع نجمها ليونيل ميسي النهائيات وهو يجر ذيل الخيبة لتثبت النهائيات التاسعة عشرة انها بطولة الاداء الجماعي وليس النجوم على الاطلاق لان ايا من النجوم الكبار الذين توجهت الانظار اليهم قبل انطلاق العرس الكروي لم يقدم اي شيء يذكر. واكبر مثال على ذلك كان البرتغالي كريستيانو رونالدو، اغلى لاعب في العالم، الذي دون اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين اخفقوا في فرض سطوتهم على المسرح العالمي بعدما فشل في اظهار اي من لمحاته التي قدمها في الملاعب الإنجليزية والإسبانية والأوروبية وودع مع "سيليساو داس كويناش" نهائيات جنوب أفريقيا خالي الوفاض بعد خروجه من الدور الثاني على يد المنتخب الاسباني (صفر-1). وعد نجم ريال مدريد الاسباني بان "يفجر" نجوميته في العرس الكروي العالمي الاول على الاراضي الافريقية لكن كل ما "فجره" هو بصقة في وجه مصور تلفزيوني كان يتتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده. أما الإنجليزي واين روني فكان وضعه أسوأ من زميله السابق في مانشستر يونايتد لانه كان على الارجح اسوأ لاعبي منتخب بلاده حيث قدم اداء متواضعا للغاية، خلافا للمستوى الرائع الذي قدمه مع "الشياطين الحمر" الموسم الماضي محليا واوروبيا. وكان ظل المهاجم الذي ارعب دفاعات الخصوم وهو ودع النهائيات دون ان يسجل ادنى هدف بل انه لم يهدد حتى مرمى المنتخبات التي واجهها منتخب "الاسود الثلاثة" الا في حفنة من المناسبات، ليخرج ايضا خالي الوفاض. ولم يكن وضع البرازيلي كاكا، زميل رونالدو في ريال مدريد افضل على الاطلاق، اذ كان بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الخمس التي خاضها منتخب بلاده، ورغم انه كان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة فهو لم يقدم المستوى المتوقع منه كقائد فعلي على ارض الملعب. وقرر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونجا ان يستبعد رونالدينيو عن التشكيلة التي تخوض نهائيات العرس الكروي لان نجم برشلونة الاسباني السابق لم يقدم المستوى المطلوب مع فريقه الحالي ميلان الايطالي، لكن المفارقة انه راهن على كاكا رغم ان الاخير كان "اسوأ" من رونالدينيو خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد الاسباني الذي انفق 65 مليون يورو لضمه من ميلان ايضا، وكان رهانه في غير محله على الاطلاق لان الجميع توقع ان يستفيق هذا النجم الكبير من سباته في الدور ربع النهائي امام هولندا الا انه لم يقم بشيء سوى اختبار حارس البرتقالي مرة واحدة ليودع "سيليساو" النهائيات بخسارته 1-2. اما بالنسبة لميسي، من المؤكد ان النجم الارجنتيني كان افضل من النجوم الثلاثة الاخرين، بفضل تحركاته ولمحاته الفنية، لكنه فشل في الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييجو مارادونا الذي قال علنا بان "ليو" هو خليفته، الا ان النجم الملقب ب"البعوضة" لم ينجح في نقل التألق الملفت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني الى المنتخب الوطني وبقيت عروضه "خجولة". ومن المؤكد ان ميسي هو الوريث الحقيقي لمارادونا، لا بل يعتقد البعض ان جوهرة نادي برشلونة ينقصه التتويج بلقب كاس العالم كي يتجاوز مارادونا ويصبح اللاعب الأهم في تاريخ الارجنتين وربما في تاريخ اللعبة، لكن عليه ان ينتظر حتى عام 2014 ليحقق مبتغاه على ارض الغريم البرازيلي. سمعة القارة السمراء كانت غانا، بطلة افريقيا 4 مرات اخرها عام 1982، افضل الممثلين الستة للقارة السمراء وخرجت مرفوعة الرأس بعدما كان قاب قوسين او ادنى من كتابة التاريخ وبلوغ دور الاربعة للمرة الاولى في تاريخه وتاريخ افريقيا لولا الحظ الذي عاندها سواء في ركلة جزاء في الانفاس الاخيرة من التمديد او في ركلات الترجيح العصيبة امام الاوروجواي في الدور ربع النهائي. وفشلت المنتخبات الافريقية الخمسة الاخرى في تخطي حاجز الدور الاول، بينها منتخبات عريقة ابلت بلاء حسنا في النسخ السابقة خصوصا الكاميرون التي كانت اول منتخب افريقيا يبلغ ربع النهائي عام 1990، ونيجيريا التي بلغت الدور الثاني مرتين متتاليتين عامي 1994 و1998. وودعت الكاميرون ونجمها صامويل ايتو بثلاث هزائم، ونيجيريا بهزيمتين وفوز واحد وقرار من رئيسها جودلاك جوناثان بايقافها من المشاركة في المسابقات الدولية لمدة عامين قبل ان يتراجع بسبب ضغوطات الفيفا، وجنوب افريقيا المضيفة بتعادل وهزيمة وفوز وهي التي كانت تطمح ومدربها البرازيلي كارلوس البرتو باريرا في بلوغ ربع النهائي، والامر ذاته بالنسبة الى كوت ديفوار التي قدمت عروضا رائعة في مجموعة الموت مع البرازيل والبرتغال. وقدمت الجزائر عروضا رائعة في مبارياتها الثلاث في الدور الاول وتحديدا امام انجلترا وانتزعت منها تعادلا غاليا لكنه لم يكن كافيا لبلوغها الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخها لانها تعرضت لخسارتين امام سلوفينيا والولايات المتحدة بنتيجة واحدة وتوقف مشوارها في العرس العالمي الذي عادت اليه بعد غياب 24 عاما. بطل جديد تربع المنتخب الاسباني على العرش العالمي للمرة الاولى في تاريخه بعد ان حسم مواجهة النهائي مع نظيره الهولندي 1-صفر بعد التمديد، ليصبح "لا فوريا روخا" الذي كان يخوض النهائي للمرة الاولى في تاريخه بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره الالماني الشاب بفوزه عليه 1-صفر في نصف النهائي، ثاني منتخب يتوج باللقب الاوروبي ثم يضيف بعد عامين اللقب العالمي. وكان سبقه الى ذلك منتخب المانياالغربية الذي توج باللقب القاري عام 1972 ثم اضاف اللقب العالمي الثاني له عام 1974 بفوزه على نظيره الهولندي (2-1) الذي اخفق في المتر الاخير مجددا لانه كان خسر نهائي 1978 ايضا امام الارجنتين (1-3 بعد التمديد). وبقيت الكأس في القارة الاوروبية بعد ان توجت بها ايطاليا قبل اربعة اعوام بفوزها على ضيفتها فرنسا بركلات الترجيح، وفي المقابل غابت منتخبات اميركا الجنوبية للمرة الثامنة عن المباراة النهائية للمونديال بعد اعوام 1934 و1938 و1954 و1966 و1974 و1982 و2006، فيما غابت عنها المنتخبات الاوروبية مرتين فقط عامي 1930 و1950. وتقدمت اوروبا على امريكا الجنوبية بعد ان كانت منتخبات القارتين تتقاسم القاب النسخ ال18 السابقة للمونديال برصيد 9 القاب لكل منها. اميركا الجنوبية: البرازيل (5 مرات) والارجنتين (مرتان) والاوروجواي (مرتان). اوروبا: ايطاليا (4 مرات) والمانيا (3 مرات) وانجلترا (مرة واحدة) وفرنسا (مرة واحدة)، واصبحت اسبانيا بالتالي ثامن بطل في العرس الكروي الاهم على الاطلاق. وخالف المونديال الاول في القارة السمراء جميع الاحصائيات "التقليدية"، اولها التناوب بين منتخبات امريكا الجنوبية والاوروبية على رفع الكأس منذ عام 1966 عندما خلف المنتخب الإنجليزي نظيره البرازيلي في رفع الكأس ، وعدم فوز الاوروبيين خارج قارتهم ، اضافة الى عدم فوز اي منتخب باللقب بعد ان خسر مباراته الاولى في البطولة وهذا ما حصل مع اسبانيا التي استهلت مشوارها بخسارتها المفاجئة امام سويسرا (صفر-1).