أسدل الستار مساء أمس علي ابرز المحافل الرياضية العالمية الذي شغلت منافساته الملايين من عشاق الساحرة المستديرة مع انطلاق صافرة الحكم الإنجليزي هاورد ديب معلنا نهاية اللقاء الختامي الذي جمع بين منتخبي إسبانياوهولندا واعلان البطل الجديد وحامل اللقب والذي سيتربع علي قمة الكرة العالمية ولأربع سنوات وحتي اقامة المونديال التالي في البرازيل عام 4102. تابعت الجماهير الرياضية منذ يوم الجمعة الموافق 11يونيو الماضي وحتي مساء أمس وعلي مدار شهر بالتمام والكمال مباريات ومنافسات المونديال رقم 91 والذي شاركت فيه منتخبات 23 دولة موزعة علي كل انحاء العالم وقاراته الخمس.. وشهدت هذه المنافسات مفارقات ومفاجآت جاء بعضها سعيدا ومفرحا لبعض الأطراف.. وجاء الآخر حزينا ومؤلما للأطراف الأخري.. غير أن النهاية المحتومة اعلنت عن فوز أحد المنتخبات الأوروبية بالكأس العزيزة للمرة الأولي في تاريخها حيث لم يسبق لطرفي النهائي أن حقق أحدهما هذا اللقب من قبل. الطريف أن هولندا بلغت الدور النهائي بعد صيام دام 23 عاما حيث كانت آخر النهائيات التي شاركت فيها 87 في المونديال الذي نظمته الارجنتين.. بينما تبلغه إسبانيا للمرة الأولي طوال مشوارها الكروي. أخطاء تحكيمية جسيمة من ابرز الظواهر السلبية في المونديال الاخطاء التحكيمية الجسيمة والمؤثرة في مسار بعض المنتخبات والمتداخلة في النتائج النهائية للمباريات.. ولقد دفعت هذه الاخطاء سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لتقديم اعتذار لانجلترا لعدم احتساب الحكم الاورجواني خورخي لاريوندا هدفا صحيحا من صاروخ اطلقه لامبارد تعدي خط المرمي بمتر والتقط الكرة الحارس الألماني ومررها لزملائه وفاتت علي الحكم.. واخطأ الحكم الشهير روسيتي الايطالي في احتساب هدف ارجنتيني للمهاجم تيفيز في مباراته مع المكسيك من تسلل واضح.. وبنفس الجسامة في ارتكاب الخطأ احتسب الحكم الفرنسي ستيفان لانوي هدفا للاعب البرازيلي فابيانو في مرمي كوت ديفوار بعد أن لمس الكرة بيده مرتين وهو يراوغ بها الدفاع الايفواري.. صحيح لم يتوان بلاتر عن ترحيل كل الحكام المخطئين وبينهم بعض المشاهير إلي بلادهم فورا وكان من بين المرحلين جميع الحكام الأفارقة أمثال كوليبالي المالي.. غير أن هذا الترحيل وحده لا يكفي وهو ما جعل بلاتر يعلن عن تنازله وموافقته علي ادخال بعض التعديلات البشرية والتقنية في التحكيم وبحث الأمر برمته في الجمعية العمومية للفيفا. خروج متتال.. للكبار اجمع الخبراء والمتابعون علي أن المونديال رقم 91 جاء فقيرا هزيلا من جميع الوجوه والنواحي.. وليس أدل علي هزاله وفقره من خروج السبعة الكبار الذين سبق لهم الحصول علي اللقب والفوز بالكأس العزيزة من الأدوار المتتالية.. خرج ايطاليا حامل اللقب الأخير والمصنف رقم 5 علي العالم من الدور الأول بعد أن لقي هزيمة فادحة وجسيمة من سلوفاكيا وكان قد تعادل مع باراجواي ونيوزيلاندا بهدف لكل.. ولحق بإيطاليا خروجا من الدور الأول المنتخب الفرنسي وصيف المونديال الأخير غير أن خروجه كان بفضيحة مدوية.. تمرد لاعبوه علي مديرهم الفني دومينيك وسبه المهاجم انيلكا واتهم والدته بالعهر.. ورفض اللاعبون التدريب استعدادا لمباراتهم الأخيرة مع جنوب افريقيا فكانت النتيجة الحتمية هي الهزيمة 1/2.. واستتبع هذا اجراء تحقيقات موسعة تدخل فيها الرئيس الفرنسي ساركوزي وأقيل فيها الاتحاد والمدير الفني للمنتخب الفرنسي. ثم جاء الخروج لبقية الكبار متلاحقا في الأدوار التالية.. خرج الإنجليز بعد هزيمة ثقيلة من المانيا 1/4 من دور ال61.. وخرج اوروجواي من دور الثمانية بعد هزيمتهم من غانا السفير الافريقي الوحيد الذي تأهل.. وخرج البرازيل أقوي المرشحين للبطولة بعد هزيمتهم من هولندا.. وخرج الارجنتين بعد هزيمته الثقيلة من ألمانيا برباعية نظيفة. واذا كان خروج المنتخبات الكبيرة والشهيرة من بين الظواهر السلبية الواضحة في المونديال.. فإن الأخطاء الجسيمة لحراس المرمي جاءت من ابرز السلبيات والتي أدت إلي خسائر لبعض المنتخبات وخروجها المأسوف عليه من المونديال بدأت هذه الأخطاء بحارس انجلترا جرين الذي مرت الكرة بين يديه وتهاوت داخل الشباك ولم يكن ديفيد جيمس البديل بأحسن حالاته.. وتسبب فوزي شاوشي حارس الجزائر في خسارة فريقه بهدف نظيف من سلوفينيا.. وكان أشهر المخطئين هو خوليو سيزار حارس البرازيل الذي لم ينسق مع ظهره المدافع فتحولت الكرة من جسم داخل الشباك. الاخفاق شمل أيضا النجوم الشهيرة والذين تزعمهم ميسي الارجنتيني ورونالدو البرتغالي وريبييري الفرنسي وروني الإنجليزي وكاكا البرازيلي وكانافارو الايطالي. اخفاقات مبكرة كان المونديال قد بدأت اخفاقاته الفنية من أول لحظة حيث جاءت نتيجة مباراة الافتتاح بين المنظم جنوب افريقيا والمكسيك وانتهت بالتعادل 1/1 مخيبة للآمال بينما توقعت الجماهير أن يكرر الجنوبيون ما حققه كل من الكاميرون والسنغال في افتتاح مونديالي عامي 09 و2002 عندما فاز الكاميرون علي الارجنتين في إيطاليا والسنغال علي فرنسا في كوريا واليابان لكن هذه الآمال تبخرت وخرجت جنوب افريقيا من الدور الأول. الكراسي الموسيقية وتأرجح التفوق بين الكرة اللاتينية والكرة الأوروبية.. تأهل من أمريكا الجنوبية منتخبات الاورجواي والبارجواي والبرازيل والارجنتين وشيلي بينما تأهل لدور ال61 من أوروبا انجلتراوألمانياوهولندا وسلوفاكيا وإسبانيا والبرتغال.. وبدأ تساقط الأوراق من الناحيتين إلا ان الصمود الأوروبي ابقي علي الثلاثي إسبانياوهولنداوألمانيا ومعهما الاوروجواي في الدور النصف نهائي لتسقط الورقة الاورجوانية ويبقي النهائي أوروبيا خالصا. شكاوي من كرة المونديال من بين الظواهر السلبية الشكوي التي صدرت من الجميع في التعامل مع الجابولاني وهو الاسم الذي اطلقوه علي الكرة الجديدة التي دارت بها رحي المنافسات حيث صعب علي اللاعبين السيطرة عليها والتحكم في دقة التمرير وإتقان التسديد وشكوي حراس المرمي من التصدي لها والحيلولة دون دخولها مرماهم. غانا.. سفير ناجح لأفريقيا الحسنة الأكيدة وربما الوحيدة تمثلت في استمرار السفير الافريقي الوحيد متمثلا في المنتخب الغاني وصولا لدور الثمانية.. ولولا سوء التوفيق وقلة الحظ اللذان صادفا جيان اسامواه المهاجم الغاني في احراز هدف من ضربة جزاء تصدي لها في آخر لحظة أمام اوروجواي لكان غانا في النصف نهائي لأول مرة حيث تفوق بعد ذلك اوروجواي بضربات الجزاء الترجيحية.