ذكرت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية أن إهمال الشرطة وعدم اكتراثها بحالات التحرش الجنسي في مصر أدى إلى أنها أصبحت تحتل موقع الصدارة في معدلات التحرش بالشرق الأوسط. وقالت الصحيفة -على لسان جوستين مارتن أستاذ الصحافة بالجامعة الأمريكية في القاهرة- إن عدم اكتراث الشرطة بظاهرة التحرش يمثل عاملا أساسيا لانتشار الظاهرة، بعدما اشتهر عنها عدم أخذ اتهامات السيدات بتحرش الرجال بهن على نحو جاد بما يكفي. وأكدت الصحيفة أن معدلات الفقر ومستويات الرجال الاجتماعية لا يعتبران من العوامل المؤثرة في انتشار الظاهرة، التي تتعرض لها العديد من السيدات من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية وطريقة الملبس. ونقلت الصحيفة عن فتاة تدعى ريم (21 عاما) القول: إنها تعرضت للتحرش من رجل في حافلة، وعند إبلاغها الشرطة لم تتلق سوى الإهمال ونصيحة بعدم تقديم بلاغ، وهنا أشارت الصحيفة إلى أن الشرطة تكون أكثر ترحيبا بالتدخل في المظاهرات، بينما لا تقوم بمنع أو معاقبة المتحرشين. وقالت الصحيفة إن منتقدي تلك النبرة الحادة سوف يشيرون إلى أن المرأة المصرية تحظى بمشاركة نشطة في المجتمع، حيث تعمل كمحامية وطبيبة، فضلا عن أن كثيرا منهن تتظاهرن بشجاعة ضد انتهاكات النظام، مؤكدة أن معظمهن لا تهدئهن الأعذار النسبية بأن هناك دولا إسلامية تتعرض فيها النساء لمزيد من الاضطهاد، حيث إنهن ترغبن في إحداث تغيير واضح. وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من السيدات تحاولن محاربة الظاهرة، حيث تسعين إلى حضور دورات في الدفاع عن النفس، كما أن إحدى شركات السيارات الأجرة قررت إطلاق سيارات تقودها سيدات لمنع حوادث التحرش في وسائل المواصلات. يذكر أن هناك استطلاعا أجري في عام 2008 كشف أن 98% من الأجنبيات و83% من المصريات تعرضن إلى التحرش الجنسي، وقرابة ثلثي الرجال الذين شملهم المسح أقروا بقيامهم بالتحرش بالسيدات، إما بصفة دورية وإما بصفة عرضية، إضافة إلى أن 53% من الرجال أصروا على أن السيدات هن من يجلبن التحرش لأنفسهن بسبب ملابسهن أو طريقتهن في المشي.