حسمت المحكمة الدولية للتحكيم الخلاف بين أوراسكوم تليكوم، المملوكة لرجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس وشركة فرانس تليكوم الفرنسية حول حصتهما فى شركة موبينيل للاتصالات التى تمتلك51.03% من الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول (المعروفة باسم موبينيل) بقرارها بأن تبيع أوراسكوم حصتها فى موبينيل للاتصالات للشركة الفرنسية. وقال بيان لشركة أوراسكوم إن المحكمة قررت بأغلبية صوتين أن تبيع أوراسكوم أسهمها فى موبينيل تليكوم بسعر يعادل273.26 جنيه مصرى (49 دولارا) للسهم، أو ما يوازى1.7مليار دولار بالنسبة لإجمالى حصة أوراسكوم فى الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول، الشركة المسجلة فى البورصة المصرية (28% عبر موبينيل للاتصالات، و20% بشكل مباشر). وأضاف بيان أوراسكوم أنها ستستخدم حصيلة بيع الأسهم لتمويل خطط الشركة التوسعية المستقبلية. وقال خبير قانونى طلب عدم ذكر اسمه ل«الشروق»: إنه طبقا للباب12من اللائحة التنفيذية لقانون سوق المال فإن «استحواذ فرانس تليكوم على أكثر من ثلث حقوق التصويت فى الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول من خلال موبينيل للاتصالات بعد التحكيم يفرض عليها تقديم عرض شراء إجبارى ل100% من أسهم الأولى». ويبدو أن أوراسكوم تليكوم، التى تمتلك 20% إضافية فى الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول قد وافقت على هذا العرض»، أضاف الخبير مؤكدا أن الصفقة برمتها قد تحتاج لموافقة هيئة سوق المال المصرية. وتبعا للبيان فقد تقدمت كل من الشركتين بعروض لشراء حصص بعضهما البعض فى موبينيل، كما ينص العقد بينهما عند حدوث خلاف لا يمكن تسويته، إلا أن العرض الرابع الذى تقدمت به الشركة الفرنسية هو العرض الأعلى فى المزايدة الذى اعتبرته المحكمة ملزما. وكانت أوراسكوم وفرانس تليكوم قد أحالتا نزاعا بينهما إلى محكمة التحكيم الدولية التابعة لغرفة التجارة الدولية عام2007. ولم تكشف الشركتان عن تفاصيل الخلاف الذى يدور حول اتفاق أبرمتاه فى أغسطس2001 كشريكين فى موبينيل للاتصالات التى تملك 51٪ من أسهم موبينيل. ونفى أليكس شلبى، الذى حل محل نجيب ساويرس فى رئاسة الشركة قبل أشهر قليلة، لوكالة رويترز أن تؤثر الخطوة سلبا على شركة موبينيل لأنها لا تتجاوز ما سماه تغييرا فى هيكل الملكية ، بينما قالت دلايلة هيكل محللة الاتصالات فى شركة فاروس إن تأثير شراء فرانس تليكوم لموبينيل من المفترض أن يكون إيجابيا بالنسبة للعمليات التى تقوم بها الشركة فى داخل السوق المحلية «كون فرانس تليكوم، التى كانت مساهما فى الأصل فى موبينيل، شركة عالمية. وأضاف محمد حمدى، محلل الاتصالات ببنك التجارى الدولى للسمسرة، أن مستقبل تقييم موبينيل سيتوقف على الاستراتيجية المستقبلية التى تعتزم فرانس تليكوم اتباعها فى مصر. من ناحية أخرى، فإن «السعر الذى تم تنفيذ الصفقة به وهو273.26 جنيه للسهم سعر أعلى من السعر الذى يتداول به السهم فى السوق وأعلى من متوسط تقييمات السوق للسهم، وبالتالى من المتوقع أن يتم تداول السهم فى السوق اليوم بسعر مرتفع عن سعر التداول أمس» تبعا لدلايلة هيكل. وبلغ سعر تداول سهم المصرية لخدمات التليفون المحمول عند نهاية تعاملات يوم الأحد 150 جنيها. كان صافى الأرباح المجمعة لشركة موبينيل قد ارتفع بنسبة 8% فى2008 مقارنة بالعام السابق إلى1.969مليار جنيه مصرى، بينما زادت الإيرادات بنسبة21% على عام2007 لتصل إلى 10.003مليار جنيه. أما بالنسبة لأوراسكوم فالصفقة «ستعنى توافر سيولة على المدى القصير فى انتظار كيف ستستخدمها الشركة»، على حد تعبير حمدى، الذى علق على خطة الشركة لاستخدامها فى استحواذات قائلا: إن ذلك قد يواجه مشكلة ندرة أهداف الاستحواذ الأجود من موبينيل.
