قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو إنه سيرفض أى عرض لتسوية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى يحاول الرئيس الأمريكى باراك أوباما فرضه. ونقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس عن مصدر إسرائيلى قوله إن نتنياهو لن يقبل بأى اتفاقية سلام لا تشمل الترتيبات الأمنية الضرورية. وخلال اجتماع المجلس الوزراء المصغر أمس، قال نيتانياهو إنه لن يقدم رد حكومته على المطالب الأمريكية أثناء زيارته لواشنطن من أجل المشاركة فى قمة الأمن النووى يومى الثانى عشر والثالث عشر من الشهر الجارى. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلى عن رئيس الوزراء قوله خلال الاجتماع إنه لا يتوقع حدوث أزمة جديدة مع الإدارة الأمريكية، وأنه يعتزم تقديم الرد قريبا دون تحديد فترة زمنية. وتركز هذه المطالب فى معظمها على وقف الاستيطان فى مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، لدعم محاولات واشنطن لإقناع الرئيس الفلسطينى محمود عباس بإطلاق محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل. وجاءت أقوال نيتانياهو فى أعقاب كشف صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأول فى مقال لديفيد إجناشيوس بعنوان: «أوباما يبحث خطة سلام جديدة فى الشرق الأوسط»، أن الرئيس الأمريكى يفكر فى طرح خطة سلام خلال فصل الخريف المقبل. وأضاف الكاتب أن الخطة ستكون مبنية على نتائج المفاوضات التى جرت حتى الآن بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وخاصة نتائج مؤتمر كامب ديفيد الذى عقد فى يوليو 2000، حيث ستبدأ من حيث انتهت المفاوضات السابقة بشأن الحدود وحق عودة اللاجئين ووضع القدس. وبالأمس، نقلت «الشروق» عن مصادر دبلوماسية عربية وإقليمية قريبة من ملف الصراع العربى الإسرائيلى، أن خطة أوباما تقوم على إقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين وتشمل أجزاء من مدينة القدسالشرقية و«أفكارا مبتكرة» للتعامل مع قضية اللاجئين. وأوضح إجناشيوس، على لسان مسئول أمريكى، أن خطة السلام سترتبط بقضية مواجهة إيران، والتى تُعد إحدى الأولويات الإسرائيلية، واصفا القضيتين بأنهما وجهان لمشكلة إستراتيجية واحدة. واختتم الكاتب مقاله بالقول إن الفترة المقبلة ستشهد معركة سياسية بسبب تخوف المسئولين الإسرائيليين ومؤيديهم فى واشنطن مما قد يرونه محاولة أمريكية لفرض تسوية بدلا من التركيز على إيران. من جهته، رفض متحدث باسم البيت الأبيض فيليب كرولى التعليق مباشرة على تقرير «واشنطن بوست»، غير أنه شدد على أن واشنطن لن تحاول فرض مواقف معينة على الأطراف فى هذه المرحلة. وأضاف كرولى أن واشنطن ستطرح أفكارها، كما فعلت من قبل، كجزء من محادثات السلام بهدف جسر الهوة بين إسرائيل والفلسطينيين. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكترونى أمس، فإن المسئولين الأمريكيين يخشون أن يُضر تقرير «واشنطن بوست» بمحادثات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التى تحاول واشنطن منذ فترة إطلاقها.