ما زالت تستقبل محافظة المنيا، أنباء وفاة وفقد العشرات من أبناء قرى الظهير الصحراوي الغربي، حيث ارتفع عدد من تأكد وفاتهم إلى 26 شابا من ضحايا إعصار دانيال، في درنة بدولة ليبيا، موزعين على عدد من قرى المحافظة، و5 ناجين مصابين إصابات بالغة، بالإضافة إلى 3 من أسرة واحدة بقرية بني غني، بمركز سمالوط، وشابين من قرية اسمو العروس بمركز ديرمواس. "الشروق" ذهبت إلى قرية المشارقة والتي تبعد عن مركز سمالوط حوالي 55 كيلو على الطريق الصحراوي الغربي، وهناك عمل الأهالي سرادق عزاء جماعي، تجمعت فيه القرية بأكملها، والتي يبلغ تعدادها حوالي 12 ألف نسمة، وهجرها شبابها، للبحث عن فرصة عمل وتغيير الواقع الفقير، وأعرب أهالي القرية عن أملهم في أن يعثر على جميع مفقوديهم، وأن يتم إعادة جثث ضحاياهم حتى يتمكنوا من دفنهم. قال جمعة رمضان، والد أحد الشباب المفقودين وشقيق مفقود أخر "نحن لا نريد شيئا سوى جثث أبنائنا، حتى نتمكن من دفنهم ونودعهم إلى مثواهم الأخير، ونتمكن من زيارتهم فيما بعد". ويضيف عيد سعد، ابن عم الشباب المفقودين "نأمل أن تبذل السلطات المصرية الليبية المزيد من الجهود للعثور على المفقودين وإعادة جثث الضحايا إلى أهاليهم". ويكشف ضاحي محمد حسين، ابن قرية المشارقة، أحد الناجين من إعصار دانيال بدولة ليبيا، أنه رأى يوم القيامة، حيث كانت هناك سيولا شديدة بدأت في فجر يوم الاثنين، وكنا 11 عاملًا، ولقى 6 منا مصرعهم ونجا 5 فقط، فالسيول كانت بسرعة الصاروخ، وكانت تقلع المبان بأكملها، والمياه غطت 6 أدوار". وأكمل ضاحي: "التزمنا بتعليمات حظر التجوال ولكن لم يكن هناك إخطارا بالإخلاء ولو كنا نعلم بقوة السيول لأخلينا أماكننا، وزملاءنا المفقودون جرفتهم السيول، فمنهم من دفن واختفى تحت الأنقاض ومنهم من جرفهم الموج في المحيط". وطالب سيد عيد، الجهات المختصة بالتعاون معهم، حيث إن جميع الضحايا لم تحرر لهم شهادات وفاة، ولا ولا نعرف كيف نحصل على حقوقهم، ونثبت وفاتهم. فيما زار الدكتور محمد محمود نائب محافظ المنيا، وعدد من النواب، قرية المشارقة، وقدم واجب العزاء. وقال المستشار مجدي رسلان ، المستشار القانوني لرابطة القبائل العربية بمحافظة المنيا، إن مركز سمالوط اشتهر بتصدير العمالة إلى ليبيا، حيث يعمل بها آلاف المصريين، وغالبًا ما يتعرضون للمخاطر في أماكن عملهم، ومنذ وصول نبأ الإعصار دانيال إلى القرية، لم تتوقف الاتصالات بين الأهالي وأبنائهم في ليبيا، للاطمئنان عليهم، ومحاولة معرفة مصيرهم. وأكد أن هناك اتصالات بالقبائل الليبية والسلطات المختصة لتوثيق وفاة المفقودين الذين انهارت ثكناتهم، وتأكد وفاتهم، خاصة الذين ما زالوا لم يعثر على جثثهم في الدولة الليبية.
