بعد نفاذ الطبعة الأولى من الأسواق، أصدر صبي بريطاني يُدعى أستون سميث يبلغ من العمر 10 سنوات ومصاب بالتوحد، الطبعة الثانية من كتابه الذي يحمل عنوان "أشياء عن الفضاء" والذي يخاطب من خلاله الأطفال المصابين بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لا سيما بسبب معانته هو نفسه مع التوحد. وأصدر الطفل الطبعة الجديدة مصحوبة بنسخة صوتية لمساعدة الأطفال ممن يعانون من أمراض الأعصاب المختلفة أو صعوبة التركيز أو أولئك الذين يجدون القراءة أمرًا شاقًا ومرهقًا. ووصف المؤلف الصغير المولود في مدينة نورثهامبتون الإنجليزية الطبعة الثانية من الكتاب ب "الوجبة الدسمة للقراء والمؤلفة من الكتب الصوتية والمرئية على حد سواء". وقد صدرت من الطبعة الأولى التي حملت نفس العنوان 30 نسخة مطبوعة وتم بيعها على الفور للأصدقاء وأفراد العائلة، وبعدها اتصل رائد الفضاء البريطاني ، تيم بيك ، بالعائلة بعد أن سمع عن كتاب الفضاء الخاص بالطفل "أستون" وقام بدعمه وتشجيعه، كما قام بتوقيع إحدى النسخ له. ويتميز الإصدار الجديد باحتواءه على رسم فني بسيط أنشأه "أستون" بنفسه باستخدام جهاز iPad الخاص به ويصوِّر كواكب المجموعة الشمسية في اصطفاف، وقال عنه "أستون": "قطعًا ليس هذا هو الشكل الواقعي للكواكب فهي في الحقيقة أبعد كثيرًا عن بعضها البعض". وقالت والدته "ليندسي" التي كانت تساعده في عملية النشر، إن احتفاء الأطفال الآخرين بالكتب كان كبيرًا حيث أرسلوا رسائل متنوعة لابنها مليئة بعبارات المديح والإلهام، نقلًا عن شبكة "بي بي سي" الإخبارية البريطانية. وقالت "ليندسي" إن ابنها لا يعتبر مرض التوحد الذي يعاني منه إعاقة، ولكنه ينظر له على أنه قوة محركة له ودافعة للإمام، وأضافت أن ذلك هو أعظم إنجاز وساهم في زيادة ثقته بنفسه بصورة كبيرة. وكشف "أستون" عن أن حلمه أن يصير رائد فضاء حين يكبر، وقال: "اعتدت أن أراقب السماء وحركة النجوم باستمرار وأشاهد ما يحدث هناك ، وأود مساعدة الأطفال الآخرين حتى يتمكنوا أيضًا من رؤية الأمور من زاويتي ومن اكتشاف الأشياء الجديدة التي يرغبون في معرفتها بصورة أفضل." وتابع: "هدفي هو تسهيل الأمر على الأطفال الذين يعانون مثلي من هذه المتلازمات وتخفيف عنهم وطأة ذلك النضال اليومي الذي يعيشونه".
