غير مبالين بالزوبعة الدبلوماسية التي يثيرها استمرار الاستيطان في القدسالشرقيةالمحتلة، تضاعف مجموعات يهودية متطرفة جهودها أثناء عيد الفصح اليهودي لدعم المستوطنين الذين يقطنون في البلدة القديمة. وتستغل هذه المجموعات تدفق أعداد كبيرة من الإسرائيليين إلى البلدة القديمة بمناسبة الفصح اليهودي للحصول على دعم مادي لنشاطاتها الرامية إلى تهويدها. ففي باب الخليل، المدخل الغربي للقدس القديمة الذي يسلكه معظم الإسرائيليين الذين يزورونها، وضع المستوطن هيليل من جمعية "عطيرت كوهانيم" الاستيطانية صندوقا لجمع التبرعات عليه صورة حائط المبكى كتب عليها "من أجل تقوية الاستيطان في البلدة القديمة". وأخذ المستوطن هيليل ينادي عبر مكبر للصوت باللغة العبرية "عيد فصح سعيد تعالوا وتبرعوا للاستيطان اليهودي في البلدة القديمة. يوجد 60 عائلة يهودية في الحي الإسلامي و300 طفل، ادعموا الاستيطان في القدس قلب الأمة". وأشار هيليل، 19 عاما، الذي يعتمر قبعة المتدينين ويعمل في معهد ديني تابع لجمعية يهودية في الحي الإسلامي، إلى تصريح من بلدية القدس يبرزه لدوريات الشرطة ويلخص مهمته في "جمع التبرعات لشراء عقارات من الجوييم" أي غير اليهود. وتقوم وزارة الإسكان الإسرائيلية بتوفير خدمات الأمن للأسر اليهودية التي تعيش في الحي الإسلامي في البلدة القديمة وخصصت لذلك ميزانية سنوية تبلغ نحو 32 مليون شيكل (5.8 مليون دولار). وإضافة إلى جمع التبرعات، يقوم مستوطنو عطيرت كوهانيم بتوزيع نشرات إعلانية تروج لجولات سياحية ميدانية مجانية للأجانب داخل البلدة القديمة. من جانبه، قال الدليل السياحي الفلسطيني عوني عبد الله إنه "منذ نحو ستة أشهر، يقوم المستوطنون بتنظيم جولات مجانية داخل البلدة، لقد أفسدوا عملنا لأن السائح عندما يجد جولات مجانية سيفضلهم علينا". وأكد أن عددا من السياح يتعرضون ل"غسيل دماغ" من منظمي الجولات اليهود فيقومون على إثرها بمغادرة الفنادق الفلسطينية في البلدة القديمة في حالة كانوا ينزلون في إحدها. وتحولت ساحة باب الخليل اليوم الأربعاء إلى مركز احتفال لليهود بمناسبة الفصح الذي بدأ مساء الاثنين وينتهي مساء الخامس من أبريل. وفي نفس الوقت، فرضت الشرطة الإسرائيلية قيودا على دخول المسلمين إلى باحة الحرم القدسي حتى إشعار آخر وشددت الإجراءات الأمنية على مداخل البلدة القديمة. وتتعرض ساحة باب الخليل بالذات بعقاراتها إلى حملة تهويد، بعد أن ادعت الجمعيات الاستيطانية أنها قامت بشراء هذه العقارات. كما يوزع المستوطنون منشورات باللغة العربية تحت عنوان "نداء إلى جميع المسلمين والساكنين في أرض إسرائيل" تدعو الفلسطينيين إلى التفاوض مع دولة إسرائيل والرحيل عن ديارهم. وورد في أحد تلك المنشورات أنه: "مكتوب في التوراة أن أرض إسرائيل، هذه الأرض الصغيرة، هي ملك الشعب اليهودي فقط، ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة، وحان الوقت ليقوم الشعب الإسرائيلي بتنفيذ هذا الأمر الإلهي، لذلك نطلب منكم مغادرة أرض إسرائيل". وتعتمد هذه الجمعيات على التبرعات وخصوصا من الملياردير اليهودي الأمريكي إيرفينج موسكوفيتش أبرز الممولين.