علمت «الشروق» من مصدر سودانى مطلع كان هو أول من أبلغنا بأنباء الغارات الجوية على قوافل الشاحنات بشرق السودان أن تقريرا دس على أجهزة الأمن السودانية حاول أن يورط مصر فى الحادث، وأن فترة عدم اليقين لدى هذه الأجهزة شهدت أزمة مكتومة بين القاهرةوالخرطوم، نجحت زيارة وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط ورئيس جهاز المخابرات فى تطويقها. وقال المصدر: إن أجهزة تحليل المعلومات السودانية أدخلت 4 دول فى دائرة الاشتباه: الأولى حول المسئولية عن الغارات لأنها هى التى تملك طراز الطائرات المغيرة بالقرب من أراضى السودان، وهى الولاياتالمتحدة، وإسرائيل ومصر والسعودية. وطبقا للتقرير المدسوس فقد اعتقد لفترة أن لمصر مصلحة فى العملية باعتبار أن الغارات استهدفت مهربين ينتهكون الحدود المصرية، وفى هذه الفترة من عدم اليقين السودانى دخلت قطر على الخط لتستضيف محادثات حول دارفور يوم 10 فبراير الماضى. وكذلك رفض الجانب السودانى الاقتراح المصرى لعقد مؤتمر دولى حول مشكلة دارفور، كمدخل لتجميد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرس الاقليم، وهو الاقتراح الذى عادت الخرطوم ورحبت به بعد زوال سوء التفاهم مع القاهرة. من ناحية أخرى، أعلن مصدر عسكرى أمريكى أن الغارات التى وقعت فى يناير على السودان هى واحدة من سلسلة عمليات قامت بها إسرائيل ضد سفن منها سفينة إيرانية محملة بالأسلحة، وذلك لمنع تهريبها لغزة، حسبما نقلت عنه صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وقالت المصادر الأمريكية: إن الطائرات الإسرائيلية قطعت مسافة 1400كيلو متر، من أماكن انطلاقها فى إسرائيل وحتى موقع القافلة المستهدفة فى بورسودان شمال شرق السودان. وذكرت المصادر أنه فى هجوم تال تم قصف سفينة «إيرانية» محملة بالأسلحة فى البحر الأحمر مما أدى إلى غرقها. ويقدر عدد من المحللين الأمريكيين أن الشاحنات كانت محملة بصواريخ من طراز فجر الإيرانية والتى يصل مداها 70 كيلو مترًا، وهو ما يعنى إمكانية وصولها إلى تل أبيب. وأوضحت المصادر أن إيران ضالعة فى محاولات تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة وأن هناك معلومات حول وجود عناصر من حراس الثورة الإيرانية فى السودان لتنسيق عمليات نقل الأسلحة. واللافت أن هذه المصادر لها حرية الوصول إلى معلومات استخبارية سرية، بحسب الصحيفة. ونفت حركة حماس علمها بهذه التقارير. ووصف القيادى فى الحركة صلاح البردويل، الحديث عن سلاح مهرب من السودان إلى غزة ب«أنه كلام مثير للسخرية»، مضيفا: «هذه المعلومات التى تتحدث عن وجود أسلحة فى قافلة السيارات التى استهدفتها الطائرات الأمريكية الإسرائيلية فى السودان أمر مثير للسخرية حقيقة، وهو ليس إلا مبررا لاستهداف السودان». ومن جهة أخرى، ذكرت مراسلة «الشروق» فى السودان أن الأوضاع فى منطقة شرق السودان التى وقعت بها الغارة تتجه نحو الانفجار حيث تعانى المنطقة من تهميش كبير أدى لتحولها إلى بؤرة لأنشطة التهريب المختلفة بدءًا بالمخدرات والسلاح وصولا إلى تهريب البشر. ويتخوف المراقبون أن يتحول شرق السودان إلى دارفور أخرى. ورصدت «الشروق» بعض أنشطة التهريب فى المنطقة كما عايشت سكان المنطقة الذين يعانون من أوضاع اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة.