ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان ونائبه    البيت الأبيض: بايدن وجه البنتاجون لتعديل وضع القوات الأمريكية في المنطقة    ثلاثي الزمالك الجديد أول مباراة يساوي لقب قاري    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي.. موعد ومكان الجنازة    «الأصيلة المحترمة».. مجدي الهواري يوجه رسالة رومانسية لزوجته دنيا عبدالمعبود    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    من الأطباء إلى أولياء الأمور.. «روشتة وقائية» لعام دراسي بلا أمراض    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    إعلام عبري: صفارات الإنذار تدوي في صفد ومحيطها    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    أجواء حارة والعظمى في القاهرة 34.. حالة الطقس اليوم    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    تراجع سعر الطماطم والخيار والخضار في الأسواق اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    ارتفاع أسعار النفط عقب ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    بمقدم 50 ألف جنيه.. بدء التقديم على 137 وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر غدا    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الأنبا بولا يلتقي مطران إيبارشية ناشفيل    عاجل - قصف إسرائيلي جديد على الضاحية الجنوبية في بيروت    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    مجلس بلدية صيدا بلبنان: آلاف النازحين يفترشون الطرقات ولا يجدون مأوى    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    «زي النهارده».. وفاة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس 28 سبتمبر 1989    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير المصرى فى السودان للمصرى اليوم: أبلغنا القاهرة بتحركات الجزائريين وشراء الأسلحة قبل المباراة بثلاثة أيام.. والفقى منعنى من الظهور فى وسائل الإعلام
نشر في اليوم السابع يوم 26 - 11 - 2009


نقلاً عن جريدة المصرى اليوم
بدا السفير المصرى فى الخرطوم عفيفى عبد الوهاب، شديد الحزن واللوم على كل الإعلاميين ممن اتهمهم بعدم تقصى الحقائق وتهويل الأمور وتجاهله فى الرد على ما نسب إليه طوال الأيام الماضية.. رغم أنه الجهة الأعلم بالحقائق، على حد قوله، والأكثر وقوفاً على تفاصيلها.. ورغم أنه بدأ فى الحديث عن الترتيبات التى أجرتها السفارة قبل وبعد المباراة، وأنه لولا السفارة لما حصل أى شخص على تذكرة واحدة، بعد أن أصر البنك السودانى المصرى على دفع ثمن التذكرة مقدماً، فتم الاتفاق مع البنك السودانى على شرائها ثم إعادة بيعها للمصريين، وإلا لكان حصل عليها الجزائريون.. مروراً بطباعته آلاف الإعلام بعد أن فوجىء بجهات كثيرة أتت بمشجعيها دون أن يحملوا أعلاماً وغيرها من تفاصيل المبارة التى كانت مهمة للبعض، لكنها كانت هامشية بالنسبة للسؤال الأهم الذى كان يشغلنى طوال مسافة الطريق إليه، هل كانت السفارة المصرية مغيبة طيلة ثلاثة أيام عما قام به الجزائريون على أرض الخرطوم قبل المباراة؟ وإن لم تكن، فلماذا لم تعلم القاهرة لتتخذ احتياطاتها الأمنية؟ وبعد إصرار منه على تبرئة المسئولين فى القاهرة اعترف بما كان مفاجأة توالت بعدها المفاجآت فى هذا الحوار الذى أجرى من داخل السفارة المصرية بالخرطوم.
سيادة السفير لماذا تلوم على الرأى العام والإعلام الهجوم عليك فى غياب المعلومات من قبل السفارة المصرية بالخرطوم؟
أتفق معك فى مسألة غياب المعلومات، وبالتالى غضب الرأى العام، ولكن ما لا يعرفه أحد أننى لم تتح لى أى فرصة للحديث للإعلام لتوضيح الصورة، وأعتقد أن هناك هدفاً وغرضاً ما وراء خروج كل هذا الهجوم وكأنهم أرادوا إرسال رسالة محددة للرأى العام، وهى تحميل كل الأخطاء على السفارة المصرية فى الخرطوم، دون أن تحصل السفارة على أى فرصة للرد على هذا الهجوم.
هل تعنى أن الأمر مقصود؟
طبعاً ألف فى المائة، وأنا شخصياً أؤكد أننى مستهدف ومن ورائى السفارة، والدليل أنه لم تتح لى الفرصة للرد إطلاقاً، وحتى المرة الوحيدة التى أتيحت لى الفرصة تحدثت لمدة دقيقة واحدة ثم قطعوا الهواء على.
لماذا؟
لا أعرف ربما ليتمكنوا من تعليق جميع الأخطاء علينا.
مستهدف من الإعلام الخاص أم الحكومى؟
الإعلام الحكومى قبل الخاص، فقد كنت أتوقع أن يتصل الإعلام الحكومى بى لتوثيق الحقائق أو الرد على الاتهمات ووضعها أمام الرأى العام بدءاً من نهاية صافرة الحكم فى مباراة القاهرة انتهاء بآخر طائرة عائدة إلى أرض الوطن سالمة بآخر المشجعين المصريين مساء الخميس 19 نوفمبر، أعنى كنا سنوضح للجميع الترتيبات من المبتدى إلى المنتهى.
ولكن من مصلحة إعلام الحكومة أن يبرئ السفارة لأنه يفترض أن للجميع هدفاً واحداً فى الحكومة المصرية؟
هذا سؤال يوجه للسيد أنس الفقى وزير الإعلام .
لماذا تولى أنس الفقى الصريحات خلال مدة الأزمة ولم تتولَ السفارة المصرية الأمر؟
ربما رأوا أن تتم معالجة الأمر مركزياً، ولكننى لم أراجع فى أى من هذه التصريحات.
الاتهام الأكبر لكم هو أن السفارة كانت مغيبة عن البلد طوال الأيام الثلاثة التى سبقت المباراة حتى إنكم لم تدروا بحجم الجمهور الجزائرى وانتشاره فى الخرطوم لشراء الأسلحة البيضاء وغيرها، ولم ترسل السفارة تقريراً واحداً لإعلام القاهرة بالوضع لاتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة؟
يوم 14 نوفمبر بادرت بالاتصال بالكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد، والكابتن حمادة صدقى للاطلاع على رغباتهما والترتيبات التى يريدانها وصباح الأحد أرسلت نائب السفير للالتقاء برئيس الاتحاد السودانى لكرة القدم لوضع جميع الترتيبات للبعثة المصرية والترتيبات الأمنية.
إذن الاتهام صحيح.. اهتممتم بترتيبات المباراة ولم تهتموا باستعدادات الجزائريين؟
الاتحاد المصرى كان على علم بهذه السكاكين، وكذلك القنصلية المصرية فى السودان كانت على اتصال بالقاهرة وأعلمتهما أولاً بأول بكل التفاصيل طبعاً القاهرة علمت بكل الظروف، وكذلك الجانب السودانى كان على علم تام بكل تصرفات الجزائريين فور وصولهم وشرائهم الأسلحة البيضاء من الأسواق.
هذه مفاجأة.. القاهرة تعلم ومع ذلك بعثت بالسياسين والإعلاميين والفنانين وكل هذا الكم من المشجعين دون تأمين كافٍ؟
القاهرة كانت تثق فى مقدرة الجانب السودانى على تأمين البعثة المصرية والجمهور والمشجعين.
هل كنت على ثقة بكلام السودان؟
بالنسبة لى إلى حد ما.
هل أرسلت تقريراً بنوعية المشجع القادم من الجزائر؟
القاهرة تعلم تماماً نوعية المشجع القادم من الجزائر علم اليقين، حتى قبل المباراة بغض النظر عن كونهم أتوا من السجون أو غيرها.
ولماذا لم يكن التأمين كافياً؟
تقديرات خاصة بالأمن وليس بالسفارة نحن أعلمناهم والتصرف يرجع لهم.
تقصد المخابرات المصرية؟
المخابرات المصرية والشرطة المصرية، الكل تصرف على أساس أن الجانب السودانى سيسخر كل إمكاناته لتأمين المباراة، وقد اطلعنى نائب مدير عام الشرطة السودانية على الخطة وتتضمنت تفريغ مدينة أم درمان بالكامل لعدم حدوث اختناقات مرورية، خاصة بالمنطقة المحيطة بالاستاد بعمق 2 كيلو متر على الجانبين ومسارات محددة لكل فريق ومشجعيه، إضافة إلى 18 ألف فرد ما بين ضابط وعسكرى انتشروا فى هذه المسارات، وبالفعل تدخلت القوات فى الوقت المناسب لفض الاشتباكات، وحتى لا نظلم الجهات السودانية، فمثل هذه الأحداث تحدث فى كل الدول بين مشجعى كرة القدم.
بعد أن علمت القاهرة بكل شىء قبل المباراة.. هل باعت وزارة الخارجية السفارة المصرية بالخرطوم وقدمتها كبش فداء لتفادى الأزمة؟
لا أستطيع القول بذلك، فالسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية كان داعماً لنا من البداية، والدليل أنه أرسل لجنة برئاسة نائب مساعد الوزير للشئون المالية والإدارية محمد فريد منيب وبصحبته عدد من الدبلوماسيين للمساهمة فى التنظيم وتوفير الأماكن للمشجعين ووسائل انتقالهم والتأمين الخاص بالطرق والاستاد.
عفواً معالى السفير.. هذا دليل تضامن ما قبل الأزمة وليس دليل ما بعد الأزمة فلم يخرج وزير الخارجية لتبرئة السفارة والتزم الصمت؟
الوزير لم يلتزم الصمت مع الجهات المعنية الأخرى وأطلعها على جميع الجهود التى قمنا بها، وفى نفس الوقت أنا أعلم أن وزير الخارجية فى موقف من المواقف أثناء متابعته لأحد البرامج حاول القيام بمداخلة تليفونية ولم يستطع وأنا نفسى حاولت كثيراً ولم استطع، فعلى ما يبدو أن من يتلقى المكالمة يعرف رقمى ولديه توجيه بعدم الرد.
ولكن العلاقة بين الوزيرين أبو الغيط والفقى جيدة ولو طلب الأول الإدلاء بتصريحات ل"البيت بيتك" لتم حجزه له خصيصاً بل وستنشر تصريحاته فى الصفحة الأولى بجريدة الأهرام.. إنه وزير الخارجية وليس موظفاً صغيراً.. ما أقصده أنه برأ السفارة أمام السياسيين كما قلت ولكنكم ظللتم فى أعين الرأى العام مخطئين؟
ربما لم يرَ وزير الخارجية أن هذا هو الوقت المناسب لإعلان ذلك وتبرئتنا فى ضوء هذه العاصفة حتى تتم إحاطة الرأى العام بالحقيقة كاملة.
متى يكون الوقت مناسباً؟
تهرب من الإجابة، قائلاً: تلقيت شكراً من الوزير ومن السفير فريد منيب رئيس اللجنة الذى أحاط الوزير بكل ما شاهده هنا، إضافة إلى إحاطته بجميع الخطوات، وفى النهاية الشكر والثواب عند الله، لأننا مسئولون أمام الله عن أعمالنا. الأمن السودانى اعتقل 12 جزائرياً اعتدوا على طعم "مصرى سودانى" لكن المصريين أثروا السلامة وتنازلوا عن المحضر
هل حزنت لهذا الهجوم عليكم وتخلى جميع الأطراف عنكم؟
حزنت لأن كل من هب ودب، كل من قدم مع الجمهور المصرى ومن بقى فى القاهرة أدلى بدلوه بشكل أساء إلى شخوص أعضاء السفارة وإلى شخصى دون علم بالحقيقة، رغم المجهود المضنى الذى قمنا به حتى إننا جميعاً لم ننم لساعة واحدة طوال أربعة أيام، وكان أفراد السفارة يبيتون هنا على مكاتبهم.
بشكل شخصى بعيداً عن منصبك.. هل تعتقد أن اختيار السودان كان خطأ بالأساس؟
لا.. لا أعتقد أنه كان اختياراً خاطئاً، بل كان اختياراً لأبعاد كثيرة غنية عن التعريف، أولها أن الجانب المصرى كان يدرك أن السودان هى الامتداد الجغرافى لمصر والجمهور السودانى امتداد للجمهور المصرى واللاعب المصرى حين يلعب على استاد المريخ فكأنه يلعب على استاد القاهرة.
ولكن الشعب المصرى صدم لأمرين: الأول أنه كان يدرك أن السودان هى الامتداد الطبيعى لمصر ومع ذلك فوجىء أن أغلب الجمهور السودانى فى مدرجات الجزائريين، وأعداد قليلة جداً فى المدرجات المصرية، والثانى أنهم يعلمون جيداً أن السودان من أسوأ الدول العربية أمنياً بشهادة التقارير العربية والأجنبية، فدولة لا تستطيع أن تؤمن أفرادها فكيف لها أن تؤمن أفراد دول أخرى؟
هذا غير حقيقى السودان مستقر أمنياً.
وماذا عن درافور والمشاكل بين الشمال والجنوب والاعتداءات المسلحة من حين إلى آخر من قبل الحكومة على المتمردين؟
هذا شىء مختلف، أنا أتحدث عن الخرطوم والمدن السودانية الرئيسية البعيدة عن الصراع بين الحكومة والحركات المسلحة فى دارفور، أو حتى المناوشات بين القبائل فى الجنوب، أقولها بصراحة وبشكل موضوعى تماماً: السودان بلد آمن فى كل أجزائه حتى فى دارفور حوالى 90% منها الوضع الأمنى فيه مستقر الآن، وأنا والزملاء لم نشهد أى قلاقل فى الخرطوم أو المدن الأخرى فى الوسط والشرق والشمال وحتى الغرب، أما من ناحية الإمكانيات فهم لديهم الإمكانيات القادرة على استيعاب مثل هذه الأحداث.
قاطعته.. لكن هذا يناقض تصريحاتك حين قلت إن المطار يستوعب كل هذه الطائرات وأننا تعاملنا مع الخرطوم على أنها ستستوعب جسراً جوياً و30 ألف جزائرى و6 أو 7 آلاف مصرى، لكنها غير قادرة على ذلك والآن تقول إن لديهم الإمكانيات؟
هناك حدود معينة.. أقصد أنه رغم الإمكانيات المحدودة، إلا أنهم فعلوا كل ما فى وسعهم واستخدموا كل الإمكانات لديهم بكل كفاءة.. هناك ممر واحد صحيح فى المطار، فلك أن تتخيلى مدى الجهد الذى بذلوه لتسيير حركة الطيران مع كل هذا العدد من الطائرات.. إذا كان هناك 40 رحلة من مصر ونفس العدد تقريباً من الجزائر، إضافة إلى الرحلات الأخرى العادية.. كل ذلك فى نفس يوم المباراة، ويديرون ذلك بكل هذه الكفاءة.. فهذا جهد يشكرون عليه.
ماذا عن رد فعل الجانب السودانى وتشجيعهم للفريق الجزائرى؟
هذا أيضاً به بعض المبالغات، وما قيل عن وجود مليون علم جزائرى كان مبالغة، والإصابات كانت طفيفة ولم يكن فيها قتل وذبح، كما نقل البعض وهول، لكن طبعاً مجرد تخويف وترهيب المصريين أمر لا يقبل.
كان واضحاً للغاية من خلال شاشات التلفاز كم السودانيين الموجودين فى المدرجات الجزائرية؟ آلاف مؤلفة فى المدرجات فى الشوارع.. أنا شخصياً أحب السودان جداً لكننى صدمت فطوال أسبوع قبل المباراة كان الإعلام المصرى يشحن المشجعين المصريين.. "متقولش إحنا رايحين السودان قولوا جنوب الوادى" و"السودان هى بلدنا الثانى".. ثم ضربهم السودانيون فى مقتل وكان ذلك سبب الهجوم الإعلامى المصرى على السودان فى اليومين الأولين، حتى أتت التعليمات الرسمية بوقف هذا الهجوم؟
بعض الجمهور فعلاً شجع الجزائر، وهذا يرجع إليهم ولا نملك فى هذا الأمر شيئاً كل شخص حر وأنت لا تملكين أن تجبرى أحداً، فهذه هى مشاعرهم.
لكنك قلت فى البداية إن اختيارنا السودان لأسباب كثيرة منها حبهم لمصر إذن التقدير الأول كان خطأ؟
بعض الجمهور السودانى نعم شجع الجزائر، لكن الغالبية العظمى كانت مع الفريق المصرى والدليل حتى الإعلام، نقاد الرياضيين على صفحات الجرائد وضعوها بصراحة شديدة أنهم متحيزون للفريق المصرى هل تتخيلى ذلك؟ كتبوا بصراحة مع احترامهم للإخوة الجزائريين وأننا كلنا عرب وأنهم سيلقون كل ترحيب، لكن هواهم مع الفريق المصرى على مستوى الإعلام وفى أكثر من جريدة على مستوى الشعب لنا أصدقاء سودانيون كثيرون جداً والكل كان يشجع الفريق المصرى.. فى الاستاد ما لاحظوه أتصور أنه ليس معبراً فعلاً عن الجمهور السودانى الذى كان يؤيد ويشجع الفريق المصرى ولا تتخيلى مدى الحزن الذى أصاب الإخوة السودانيين لأننا لم نحقق الفوز فى هذه المباراة.
لكنك بشكل شخصى لا سلمت من الصحف المصرية ولا السودانية أنا رأيت عدداً من الصحف السودانية تهاجمك فى بعض النقاط؟
بسبب واحد فقط أن هناك تصريح نشر على لسانى ولا يعقل أن أدلى بحرف واحد منه.
وما هو؟
أننى قلت إنه جارى إرسال قوات مصرية خاصة لتأمين عودة المشجعين المصريين من السودانيين، وهذا الكلام لا وجود له على وجه الإطلاق ولا يعقل وتشكيك فى قدرات السودان الأمنية.
وماذا عن تصريح المسئولين إرسال مصر لجسر جوى لنقل المشجعين المصريين من السودان إلى القاهرة؟
لا أعلم عنه شيئاً.
لم ترسل مصر جسراً جوياً؟
من الذى قال هذا، لم يحدث هذا وهذا غير صحيح، كيف نرسل جسراً جوياً والمباراة ستنتهى فى وقت معين وبعد انتهائها مباشرة الطائرات موجودة أصلاً على أرض المطار، وكل من جاء إلى المطار سيقلع إلى القاهرة تباعاً، سواء على رحلات مصر للطيران أو الرحلات الخاصة، فمن أتوا بالمشجعين هم من عادوا بهم ولا زيادة فى عدد الطائرات وعددها 19 طائرة ولم ترسل مصر جسراً جوياً.
هل صحيح أنك ذهبت لاصطحاب السيدين علاء وجمال مبارك إلى المطار وبعثة المنتخب وتركت المصريين العاديين بلا أى حماية؟
هذا غير حقيقى على الإطلاق، هناك فريق عمل كان موجوداً فى المطار وآخر فى السفارة وكانوا على اتصال دائم بى لأخذ رأيى فى أى مسألة تطرأ، وفى نفس الوقت بعد سفر الوفد الرسمى جئت إلى السفارة وفى طريقى لذلك قمت بجولة سريعة فى المطار للاطمئنان على الجمهور المصرى وإلى الأماكن التى قيل إن بها بعض المشجعين المحاصرين محاصرين، كما أرسلت زميلاً من السفارة لتفقد من قيل أنهم محاصرون فى مكتب طارق نور، فلم يجد أحداً إذ كانوا قد غادروا بصحبة قوة أمنية إلى المطار ثم جئت إلى السفارة وتلقيت عدة اتصالات من السيد أحمد عز والسيد رائد الببلاوى الذى أشرف على مشجعى الحزب الوطنى والوزير زهير جرانة بخصوص مجموعتين من مشحعى الحزب الوطنى كانوا موجودين فى قاعتى الخليل والحضرى فى أم درمان والخرطوم وقمت باتصالاتى مع وزير الشباب والرياضة السودانى الذى كان فى مكتبه فى الثالثة صباحاً وعمل اتصالاته بالجهات الأمنية وبعد ربع ساعة جاءت القوة الأمنية واصطحبتهم بالسلامة إلى المطار، كذلك من السادسة والنصف صباحاً، وارجعوا إلى كل من إسلام فرحات وأفكار الخرادلى فى الأهرام وسحر رمضان فى الوفد، تلقيت اتصالات منهم فى 6:30 صباح الخميس، أقول هذا لأثبت أننا لم نكن بعيدين أو نمنا أو غير ذلك أنا لم أخلد إلى الراحة، المهم اتصلوا بى وقالوا إحنا فى الطائرة منذ عدة ساعات ولم نقلع بعد فانقذنا فاتصلت بمدير مكتب مصر للطيران وزميل من السفارة كان متواجداً هناك لبحث الأمر مع السطات السودانية، أما السماح بإقلاع الطائرة أو السماح لهم بالنزول منها حتى تقلع، وبالفعل أقلعت الطائرة بعد ربع ساعة وحسب ما قالوا لى كان معهم 300 راكب، فالحمد لله "بتدخلى الأمور بتمشى"، وعدت للسفارة لمتابعة الموقف مع مجموعة العمل التى كانت فى المطار حتى اطمأنت تماماً حوالى الساعة 11 صباحاً أن غالبية الجمهور المصرى قد غادر إلى أرض الوطن، حيث كان هناك حوالى 16 طائرة أقلعت، وطائرتان أخريان يجرى إعدادهما لنقل ما تبقى من الجمهور وأنا كلفت مدير مصر للطيران بألا تقلع أى طائرة منهما إلا بعد أن تستكمل بالمشجعين المصريين.
الإعلامان الحكومى والخاص لم يمنحانى فرصة الرد وهناك من قصد تحميل السفارة كل أخطاء مباراة الجزائر
السؤال الأخير.. ما هو موقف السفارة بعد انتهاء الأزمة.. هل هناك أى مواقف رسمية اتخذتموها؟
بمعنى؟
تم الاعتداء على محال مصرية فى السودان مثلاً؟ فماذا فعلتم؟
كنا نتابع مع جهات التحقيق.
هل هناك محاضر رسمية أجريت بشأن الاعتداءات؟
للأسف الشديد حتى الإخوة المصريين تنازلوا عنها، رغم أننى شددت عليهم على عدم التنازل عن أى محاضر، فقد تم الاعتداء على مطعم "جاد" الذى يملكه شريكان مصرى وسودانى وعلمت أنه بعد عمل المحضر وإجراء الجانب السودانى التحقيقات تم حبس 12 جزائرياً، لكننى فوجئت بعد ذلك بأنه يتم إجراء تنازل وتسامح رغم أنى رفضت أن يتم هذا الأمر وفوجئت بأن المصريين تنازلوا وتم التغاضى عما حدث وتم تسفير الجزائريين.. كنت أتمنى أن يأخذ القانون مجراه لكن يبدو أن المصريين "أثروا السلامة".. وهذا ما أحزننى.
والبقية؟
البقية الأخرى كانت على نفس المنوال.
ألم تتقدم السفارة بعمل محضر رسمى بما شاهدته من تدمير 6 أتوبيسات وما حدث من اعتداءات جزائرية على مصريين؟ ألم تجر السفارة محضراً رسمياً موثقاً يمكن الاستفادة منه لاحقاً أو اتخاذ موقف سياسى بناءً عليه؟
هذا كان متروكاً للجهات السودانية المعنية.
ولكنك رئيس جمهورية مصر فى السودان؟
لكن لم تكن تحت أيدينا وقائع محددة على سبيل التحديد.
وماذا عما نقلته الصحف والتليفزيونات؟
الأمن السودانى يتولى هذا الأمر.
سعادة السفير حينما ضرب أتوبيس اللاعبين الجزائريين فى القاهرة عملوا محضراً وأثبتوا الواقعة ولم يقل أحد إنه متروك للجانب المصرى؟
نحن أيضا عملنا محضراً حينما تم الاعتداء على أتوبيس المنتخب أثناء عودة من التدريب الأول وأنا أصررت على ذلك وكنت متواجداً فى موقع الأحداث وأصررت أن يأتى مندوبون من الفيفا مع المقدم السودانى الذى كان يقود فريق الأمن المرافق للبعثة.
لكن لا توجد أى محاضر أخرى خاصة بالاعتداء على الجمهور؟ لا توجد أى وثائق عندنا تثبت الاعتداء علينا؟
لا طبعاً فيه، ونحن نسعى للحصول على هذه المحاضر وأنا تحدثت أمس مع وزير العدل السودانى وأعربت عن رغبتنا فى الحصول على كل هذه المحاضر.
لكن لماذا لم تتقدم باسم السفارة باى محضر رسمى عن كل المصريين الذين تم الاعتداء عليهم؟ أنت المسئول عن جميع المصريين فى السودان وولى أمرهم؟
نعم أنا المسئول لكن الجانب السودانى مطلع بكل هذه الأمور والجهات الأمنية السودانية أثبتت كل هذه الاعتداءات لقياداتها بعد حصر التلفيات حتى قيام الجمهور الجزائرى بتحطيم صالة الحج والعمرة التى كانت مخصصة لهم.
وهل الجهات السودانية والمعنية أعطتك نسخة من هذه المحاضر لكى ترسلها إلى القيادات المصرية؟
نحن بصدد الحصول على هذه المستندات.
متى؟
طالبت أن نحصل عليها اليوم إن أمكن وتمت كتابة خطاب رسمى من السفارة إلى المدعى العام السودانى.
ولو رفضوا؟
سيكون هناك موقف هذا من حقنا ولن نسكت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.