كثفت السلطات السودانية استعداداتها الأمنية، خلال الثمانى والأربعين ساعة الماضية، فى منطقة مطار الخرطوم، والمنطقة المحيطة بها، وصولا إلى قصر الرئاسة لتأمين زيارة الرئيس حسنى مبارك، والزعيم الليبى معمر القذافى، اللذين وصلا بالفعل إلى العاصمة السودانية بعد ظهر أمس. «الاستعدادات الأمنية على أعلى مستوى، وهناك حرص شديد على أن تتم الزيارة فى أسلس صورة ممكنة»، بحسب قول مصدر مصرى ل«الشروق» عبر الهاتف من الخرطوم. المصدر الذى تحدث قبيل مثول الجريدة للطباعة، أوضح أن رئيس حكومة جنوب السودان سيلفاكير ميراديت «وصل بالفعل إلى الخرطوم» استعدادا للقاءات سيجريها مع مبارك والقذافى، ثم مع مبارك والقذافى والرئيس السودانى عمر البشير، الذى من المقرر أن يلتقى الرئيس المصرى والزعيم منفردا أيضا، وذلك حسب جدول الزيارة. وقال مصدر سودانى من مطار الخرطوم: «هذه هى الترتيبات، ولكن لا نعلم بالضبط كيف ستسير الأمور». ويرافق الرئيس مبارك كل من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، والوزير عمر سليمان، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمى. وتمثل زيارة مبارك والقذافى محاولة رفيعة المستوى من الزعيمين للسودان لمنع تجدد الحرب بين الشمال والجنوب مع قرب الموعد المقرر لاستفتاء أبناء الجنوب على انفصاله فى التاسع من الشهر المقبل. وكانت القاهرة قد حاولت إقناع الإدارة الأمريكية بالنظر مع حكومة جنوب السودان فى إمكانية تأجيل الاستفتاء لعدة أسابيع حتى تتمكن مفوضية الاستفتاء من الانتهاء من جميع الاستعدادات، بما يحول دون حدوث خروقات أثناء الاستفتاء. وتأتى الرغبة فى وأد احتمالات أى صراع مسلح عقب الانفصال على قائمة الأولويات الرئيسية للزيارة المشتركة، التى كان أبوالغيط قد قال فى تصريحات له أمس الأول إنها تهدف إلى دعم الاستقرار فى السودان ومساعدة القيادات الشمالية والجنوبية على حل القضايا الخلافية بينهما. وقال دبلوماسى مصرى: «بالطبع هناك تقديرات موقف تحذر من اندلاع محتمل وليس أكيدا لمشاحنات عسكرية بين الجنوبيين والشماليين، خاصة فى منطقة أبيى الغنية بالنفط (والتنازع عليها بين الطرفين)»، معتبرا أن «وقوع حرب جديدة يعنى كارثة اقتصادية والكثير من اللاجئين». وكان جنوب السودان وشماله قد خاضا حربا أهلية استمرت نحو ربع قرن، وانتهت بتوقيع اتفاق نيفاشا للسلام عام 2005، والتى نصت على حق الجنوبيين فى إجراء استفتاء على تقرير المصير. فى الوقت نفسه من المتوقع أن تشمل مباحثات الزعيمين المصرى والليبى فى الخرطوم مع البشير التطورات المقلقة للوضع فى منطقة دارفور غرب السودان، والتى تشهد مجددا أعمالا عسكرية بين الفصائل المتمردة والجيش السودانى، وكذلك الوضع فى شرق السودان، والذى عقد بالكويت مطلع الشهر الجارى اجتماعا عربيا لبحث تحديات التنمية الملحة فيه. وبحسب مصادر الجامعة العربية، فإن الأمين العام عمرو موسى يعتزم بدوره القيام بزيارتين متتاليتين لكل من الخرطوم وجوبا (عاصمة الجنوب) خلال الأيام القليلة المقبلة.