أكد السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبي أن اعتماد تقرير مصر حول حقوق الإنسان أمس في جنيف يعبر عن جدية ومكانة مصر. وقال بدر إن اعتماد هذا التقرير يعد رسالة أن مصر تتفاعل مع المجتمع الدولي بجدارة وأن الحكومة مستعدة لتلبية المعايير الدولية وأن كل من يتشكك في مواقف مصر عليه الإطلاع على ما جرى من تفاعل إيجابي بينها وبين المجتمع الدولي في جنيف وهذا يدل على مكانة مصر ودورها المتوازن والفعال مع منظومة حقوق الإنسان سواء الدولية أو المحلية. وأضاف أننا نشعر بسعادة بالغة لآن معظم التوصيات التي جاءت على لسان أعضاء الوفد كانت محل اهتمامنا وتقديرنا في الأساس وأن مصر بهذا التقدير الدولي جادة وعازمة على السير في الطريق. وكان الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية قد أكد في تصريحات الليلة الماضية للصحفيين أن جدلا صار حول المادة 85 من التقرير والتي تشير إلى موافقة مصر على عدم التمييز بين الرجل والمرأة .. واعترضت مصر على ما ذكر في الحاشية وليس في صلب التقرير وهو المساواة في المواريث والطلاق والزواج. وأيدت مواقف مصر بشدة في هذا المجال باكستان ونيجيريا وكوبا، فيما طلبت الولاياتالمتحدةالأمريكية الإبقاء على الصيغتين في صلب التقرير والحاشية وكأنها مضبطة وهو ما رفضته مصر. وكان مندوب شيلي والذي أثار الجدل في البداية قد عاد وعدل عن موقفة ووافق على ما جاء في صلب التقرير بالنسبة بهذه المادة وأصرت مصر على موقفها العام وقد حسم رئيس المجلس الموقف ووافق على طلب مصر وتم حذف الحاشية. وذكر شهاب أن هناك اعترافا من جانبنا أننا أمام خطوات أخرى وأننا ملتزمون بالتوصيات والعمل على تنفيذها على أرض الواقع وأن الذي رفضناه وهو 21 توصية لا يتناسب مع قيمنا وخصوصيتنا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وأضاف أننا رفضنا توصية تدعو إلى حماية الأقليات وإذا كنا قبلناها لأعترفنا أن هناك اضطهادا للأقليات وهو أمر غير موجود على الإطلاق وكذلك توصيات خاصة بعقوبة الإعدام والشذوذ مما لا تتناسب مع قيم المجتمع المصري. وقال شهاب إن الحكومة عازمة في الفترة القادمة على التنسيق والتشاور مع المجلس القومي لحقوق الإنسان في كل ما نقوم به وأيضا مع المنظمات والجمعيات الأهلية وأن مصر جادة على تعزيز هذه المسيرة. وأضاف أن رفضنا لهذه التوصيات وهى 21 توصية - بعد أن تم إدماج التوصيات الخاصة بعقوبة الإعدام من 6 توصيات إلى توصية واحدة – لا يعني إننا لا نفكر فيها. وأضاف أننا نفكر وندرس كل ما يطرح من مناقشات وإذا كنا جادين في دعم حقوق الإنسان فلابد أن نستمع للآخرين. وختم تصريحاته بقوله إننا نوجه الشكر لوفد مصر الدائم في الأممالمتحدة والذي شارك في كل مناقشات المجلس الدولي وهيأ لنا المناخ المناسب والطيب لمصر ولاسم مصر والتعاون مع كافة البعثات الدبلوماسية. وقدم سفير الصين لدى المجلس القومي لحقوق الإنسان نيابة عن فريق العمل أعضاء الترويكا (إيطاليا، مدغشقر، الصين) الشكر لوفد مصر على العرض الشامل والالتزام الصارم في عملية الاستعراض الشامل لملف مصر حول حقوق الإنسان بغية تعزيز مسيرة حقوق الإنسان.وأشار في كلمته في الجلسة الختامية إلى الطريقة الإيجابية والبناءة التي اعتمدها المجلس الدولي لحقوق الإنسان لتقرير مصر خلال حوار التفاعل الذي جرى في جنيف .. معربا عن تمنياته بالنجاح لمصر في عمالها من أجل النهوض بالحقوق الأساسية للمواطن .. وقال إن التعديلات التحريرية على التقرير سوف تضاف في التقرير النهائي. ويشارك السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة ونائب رئيس المجلس الدولي لحقوق الإنسان في الاجتماع الذي سيعقد بالجزائر في وقت لاحق اليوم ويحضره جميع مندوبي الدول في المجلس ورئيس المجلس والذي سيتم فيه تقييم نتائج أعمال المجلس بعد خمس سنوات من قيامه حيث إن القانون الأساسي للمجلس ينص على ضرورة إعادة التقييم والنظر في آليات المجلس كل خمس سنوات.وقد طلبت الجزائر استضافة هذا الاجتماع الأول .. وانتهى المجلس الدولي أمس من دورته السابعة، وتم حتى الآن مناقشة تقارير لنحو 112 دولة في نهاية الأربع سنوات.