طالب وزير الإسكان الفلسطينى محمد اشتيه الدول المانحة لإعمار غزة بإزالة العراقيل أمام إعمار غزة ليقوم الشعب الفلسطينى ببناء مساكنه التى دمرتها إسرائيل فى غزة والتى تصل إلى أكثر من خمسة آلاف بيت إضافة إلى مئات البيوت التى هدمت جزئيا، مؤكدا أن الأموال متوافرة للإعمار ولكن الأمر سياسى وليس فنيا. وقال اشتيه فى تصريحات خاصة ل«الشروق» إن المسئولية تقع على إسرائيل لمنعها دخول مواد البناء إلى القطاع وعلى الدول المانحة والمجتمع الدولى الضغط على إسرائيل لفتح المعابر المحيطة بالقطاع لدخول المواد الغذائية ومواد البناء. وأوضح أن وزارته لا تعبأ بالتصنيفات الإسرائيلية (مناطق أ، ب، ج) وتعتبر أن جميع الأراضى الفلسطينية من حق الفلسطينيين ويجب البناء عليها والأراضى الواقعة تحت الاحتلال سنكافح حتى الحصول عليها والبناء فيها. وقال إن السلطة الفلسطينية أعدت خطة لمواجهة الاستيطان فى القدس وتعتمد هذه الخطة على تمويل من القطاع الخاص وجزء بسيط من القطاع العام فى ضوء الشراكة بين العام والخاص وهنالك بعض التبرعات العربية لدعم هذه المشاريع سواء أكانت من متبرعين عرب كأفراد من السعودية والكويت والإمارات وغيرها وتبرعات قادمة من الدول خاصة للقدس المحتلة. وأضاف أن السلطة الفلسطينية تقوم بتوفير الأراضى التى يتم البناء عليها وإنشاء البنية التحتية لهذه الأراضى لافتا إلى أن إسرائيل من أولوياتها تهويد القدس وإفراغها من سكانها عن طريق مصادرة الأراضى وطرد السكان وسحب هويات المقدسيين ويقابلها من السلطة الفلسطينية إقامة المشاريع السكانية وتوفير الخدمات. وشدد الدكتور اشتيه على أنه فى ظل حرب التهويد الإسرائيلية فى القدس العربية، وتنفيذ عمليات التهجير والتدمير المنهجية للبيوت العربية تحاول السلطة الفلسطينية ترسيخ وجود «أهلنا فى المدينة المقدسة» فى مواجهة الحملة الاستيطانية الإسرائيلية من خلال إقامة مشاريع سكانية. وتطرق اشتيه الذى يشغل منصب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى الآلام التى يعيشها أهالى غزة نتيجة استمرار الانقلاب العسكرى وسياسة تكميم الأفواه والاعتداء على الحريات العامة من قبل عناصر حماس المسلحة. وطالب اشتيه حماس بالجدية فى التوصل لاتفاق مصالحة، الأمر الذى يعطى دفعة للمشروع الوطنى ويضع حدا لحالة التدهور الناتجة عن استمرار الانقسام الفلسطينى وتبعاته. وخاطب الإخوة فى حماس بأن من يبحث عن المصالحة الفلسطينية يبحث عن كل وسيلة لإنجازها ولا يلجأ إلى حجج واهية للتملص من هذه المصالحة، والهروب من هذا الاستحقاق الوطنى. وأكد أن المشكلة الأبرز فى موضوع المصالحة الفلسطينية أن قرار حركة حماس فى هذا الموضوع ليس بيدها ولكن هناك أصابع خارجية وأطرافا إقليمية تتدخل وصاحبة القرار فيه. ودعا إلى ضرورة توحيد الموقفين العربى والفلسطينى فيما يخص الزيارة المقبلة للمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشيل وفيما يتعلق بالأفكار التى تروج فى واشنطن حول بعض القضايا التشكيلية كبديل لقضايا الحل النهائى. وقال إن الاتصالات مستمرة على جميع المستويات ومع مختلف الأطراف العربية ليكون هناك موقف عربى موحد وعلينا أن نتذكر دائما أن واشنطن عندما سمعت أن العرب يتحدثون بلسان واحد حول وقف الاستيطان تراجع الموقف الأمريكى فى هذا الموضوع وبالتالى نريد أن تعيد الإدارة الأمريكية صياغة رؤيتها للمنطقة بشكل يضمن استعادة حقوق شعبنا كاملة غير منقوصة.