لم يلق البابا شنودة الثالث عظته الأسبوعية مساء أمس و اكتفى بتعزية أهالي ضحايا نجع حمادي من الأقباط الذين حضروا إلى القاهرة و اشتركوا مع نحو 5 آلاف قبطي في التظاهر داخل أسوار الكاتدرائية. وقال البابا للجمع الغاضب "أشعر بكم كأنكم أنا، أنا الذي قتلت و أنا الذي صوب الرصاص على" وقد اتهم المتظاهرون الذين تجمعوا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أجهزة الأمن بالتواطؤ في أحداث نجع حمادي ليلة عيد الميلاد التي راح ضحيتها 8 أقباط و مجند مكلف بحراسة الكنيسة. بدأت المظاهرات في الخامسة عصرا حيث تجمع عدة مئات من أهالي ضحايا نجع حمادي وسط تواجد أمني كثيف، تزايد عدد المتظاهرين حتى تجاوز 5 آلاف قبطي بعد و خلال كلمة البابا التي اقتصرت على التعليق على حادث نجع حمادي بعد أن قرر البابا إلغاء عظته الأسبوعية. ردد المتظاهرون الذين اجتاحتهم حالة من الغضب أثناء صراخ أمهات ضحايا نجع حمادي، شعارات كان أغلبها يتمحور حول مطالبة الرئيس مبارك بإقالة محافظ قنا و ووزير الداخلية الذي حمله المتظاهرون مسئولية الحادث بشكل شخصي. و قالوا "يا عادلي فينك فينك دم الشهداء بينا و بينك" و "شيلوا العادلي مش عاوزينه دم ولادنا منه طالبينه" "بالروح بالدم نفديك يا صليب" و طالبوا بمحاكمة عبد الرحيم الغول عضو مجلس الشعب عن نجع حمادي و قالوا "حاكموا الغول على التحريض الكموني مجرد ديب". ووسط ترديدات حول عدم مساندة الأقباط للرئيس مبارك في 2011 قالوا "حسني مبارك ساكت ليه أنت معاهم و لا أيه". من جهته بدأ البابا كلمته بتحية أهالي ضحايا نجع حمادي الذين حضروا للكاتدرائية و تعزيتهم على مقتل ذويهم، كما أرسل التحية لأمين الشرطة الشهيد الذي اختلطت دمائه بدماء الأقباط دفاعا عنهم وقال "أشعر بكم كأنكم أنا، أنا الذي قتلت و أنا الذي صوب الرصاص على" و أضاف أما شهداء نجع حمادي فقد استعدوا بالصلاة ثم نالوا من الأسرار المقدسة ثم استشهدوا و هم مستعدون لمقابلة الرب" كان أمن الكاتدرائية منع المتظاهرين من الدخول إلى باحة الكنيسة إلا أن البابا رد حين سأله مسئول الأمن قبل إلقاء كلمته "مادام في مكان في الكاتدرائية لازم يدخلوا" عقب انتهاء كلمة البابا عاود المتظاهرون التجمع و الهتاف على سلم المقر البابوي المقابل للكاتدرائية فيما حاول المتظاهرين الخروج بالمظاهرة إلي شارع رمسيس إلا أن الأمن تصدى لمحاولتهم، و ردد البعض أن الأمن يحذرهم من عواقب محاولة الخروج على الأقباط المعتقلين في نجع حمادي على خلفية أعمال الشغب فتراجع المتظاهرون و بقيت المظاهرة داخل أسوار الكاتدرائية.