تستأنف اليوم الاثنين محكمة دريسدن الجزئية جلسات محاكمة المواطن الألمانى من أصل روسى أليكس فينس، المتهم بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى، وذلك بتخصيص جلستى اليوم الصباحية والمسائية بالكامل لمرافعات المحامين والنيابة، ليسدل الستار فى نهاية اليوم على إجراءات المحاكمة، ويتبقى فقط أن تصدر المحكمة حكمها فى القضية بعد غد الأربعاء. وسيبدأ المدعى العام المكلف بملف القضية فرانك هاينريش بتلاوة قرار الاتهام، ويقرأ أسباب القرار فى مرافعة قد تستمر 45 دقيقة، وسيليه محاميا المتهم ميشائيل شتورم وفايكو بارتل، ثم سيحين دور مرافعات محاميى أسرة مروة وزوجها علوى عكاز، وستكون هناك مرافعتان باللغة العربية لأول مرة فى تاريخ القضاء الألمانى، من المحامى المصرى الشاب خالد أبو بكر، والمحامى الفرنسى من أصل مصرى جوزيف هلال. وتوقع أبوبكر أن تكون مرافعة النيابة كافية لإثبات توافر أركان الجريمة ليستحق المتهم أقصى عقوبة منصوص عليها فى القانون الألمانى وهى السجن المؤبد، بينما ستدعم مرافعات الجانب المصرى مرافعة النيابة من حيث تطبيق ركنى الترصد والتخطيط الدنئ على خطوات المتهم منذ عقده العزم على قتل مروة وحتى ارتكابه الجريمة داخل قاعة المحكمة، كما ستتطرق إلى إثبات تقصير المحكمة والأمن فى حماية الشهيدة مروة وزوجها، واستخدام الضابط جونتر جريم سلاحه بشكل خاطئ فى فض المعركة اليدوية بين زوج مروة والمتهم، مما نتج عنه إصابة عكاز. ورفض المحامى شتورم، وكيل المتهم، الإدلاء بتفاصيل عن النقاط التى سيركز عليها فى مرافعته، لكن المتوقع أن يركز على عدم سيطرة المتهم على أعصابه وتعرضه لضغط نفسى كبير جعله يفشل فى كبح جموح رغبته فى التخلص من الضحية، وأن المحكمة لم تقم بواجبها فى منعه من ارتكاب جريمته وحمايته من نفسه، وأدى تعاملها معه إلى مزيد من الضغط النفسى عليه. ومن المنتظر أيضا أن تركز مرافعة المحامى الثانى للمتهم بارتل، على التأثير النفسى لوسائل الإعلام والصحف على المتهم وإثارة كراهيته بغير حدود تجاه العرب والمسلمين بصفة عامة بعد أحداث 11 سبتمبر. وتشهد جلسة اليوم إجراءات أمنية مشددة بسبب بدء توافد أعضاء الجماعات الإسلامية، التى أعلنت عن تظاهرها أمام المحكمة يوم النطق بالحكم، بدأ توافدهم إلى دريسدن خلال عطلة نهاية الأسبوع أمس الأحد، حيث سيبقى عدد كبير منهم فى المدينة حتى يوم الأربعاء. كما يبدأ اليوم توافد عدد من أقطاب الدعوة الإسلامية فى ألمانيا إلى دريسدن لحضور آخر جلستين فى المحاكمة، على رأسهم د.أيوب كولر، سفير ألمانيا السابق فى السعودية ورئيس المجلس الأعلى للمسلمين، ود.نديم إلياس، رئيس أمناء المجلس، وأيمن مازييك، الأمين العام للمجلس، والداعية بير فوجل. ويعقد مركز مروة الشربينى الثقافى فى دريسدن، الذى يديره د.سعد الجزار، مؤتمرا صحفيا عشية النطق بالحكم، لبحث ردود فعل الجالية الإسلامية فى ألمانيا تجاه الحكم سواء كان سلبيا أم إيجابيا، والتأكيد على أهمية الحوار بين المسلمين وباقى طوائف المجتمع الألمانى لضمان عدم تكرار حادث مروة، وتقديم صورة صحيحة عن الإسلام فى وسائل الإعلام وبرامج الأحزاب الألمانية. وبالتوازى مع الاهتمام الإعلامى فى ألمانيا بقرب نهاية محاكمة قاتل مروة، أبرزت وسائل الإعلام الألمانية من صحافة وتليفزيون خبر وضع حجر الأساس لأكبر مسجد جامع فى مدينة كولن، أمس الأول، فى حفل كبير حضره عمدة المدينة، ورئيس منظمة «ديانت» شبه الحكومية التركية، التى تمتلك أكثر من 700 مسجد فى ألمانيا. واعتبر د.نديم إلياس، رئيس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين، أن اهتمام الإعلام بهذا الخبر نقطة إيجابية لصالح جميع المسلمين، وليس الأتراك فقط، حيث يبرز هذا أهمية الجالية الإسلامية فى ألمانيا، لا سيما أن الجماعات اليمينية المتطرفة كانت تعارض بناء المسجد لأكثر من عامين، وتظاهر بعضها مرات عديدة ضد بنائه. وأوضح إلياس أن المنظمة التى يتبعها المسجد الجديد نجحت فى إنشاء أكبر عدد من المساجد على مستوى ألمانيا، بالجهود الذاتية لأبناء الجالية التركية وحصولها على دعم سياسى قوى من الحكومة التركية وقنصلياتها فى الولايات الألمانية.