شهدت الجلسة الرابعة لاستماع الشهود فى حادث مقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى على يد المواطن الألمانى من أصل روسى أليكس فينس، مشادة بين رئيسة محكمة دريسدن الجزئية برجيت فيجاند ومحامى المتهم ميشايل شتورم، بسبب إصرار القاضية على الاعتداد بشهادة دراسية للمتهم تثبت نجاحه فى دورة دراسية حصل عليها عقب دخوله ألمانيا قادما من روسيا، تؤكد أنه شخص سوى، ولا يعانى من أى متاعب عقلية أو دراسية. نشبت المشادة بين القاضى والمحامية أثناء الاستماع إلى المعلمة، التى أشرفت على المتهم خلال اجتيازه الدورة، والتى قالت فى شهادتها إن المتهم كان منعزلا وانطوائيا، لكنه كان ذكيا وواعيا، كما كان لا يتعاطى أى مخدرات، ويشرب الخمر والكحوليات فى المعدل الطبيعى ولا ينطبق عليه وصف مدمن. وأصر محاميا المتهم على أن شهادة المعلمة تؤيد ما يدعياه من أن المتهم يعانى مشكلات فى التواصل الاجتماعى مع الآخرين، فتدخلت المعلمة مرة أخرى ونفت ذلك، وقالت إن انعزاله عن الآخرين كان بصورة عادية وغير مرضية على الإطلاق. وقال شتورم ل«الشروق» إنه سيثبت للمحكمة معاناة موكله من متاعب نفسية، وتهكم على الدورة التى حصل عليها المتهم بقوله: إنهم يساعدون كل الطلاب على اجتياز مثل هذه الدورات الصورية قبل الإقامة فى ألمانيا، ولن أعترف بهذه الشهادة كدليل. واستمعت المحكمة فى آخر انعقاد للجلسة إلى القاضية كارين فالبرج، رئيسة المحكمة التى أدانت المتهم من قبل فى واقعة سب وقذف مروة الشربينى، وغرمته مبلغ 200 يورو، حيث قالت إنها استجوبت المتهم أكثر من مرة وظهر لها جليا كراهيته للأجناس غير الأوروبية، وأنه يرى جميع المسلمين «إسلاميين إرهابيين»، ورغم مرور جلسة المحاكمة بدون مشكلات، فإنه صرخ قبل خروجه من القاعة: لن أدفع هذه الغرامة. وأضافت القاضية أن مروة الشربينى لم تسئ أبدا للمتهم رغم تعمده إهانتها وسب ابنها مصطفى بقوله: «هذا الصغير سيصبح إرهابيا أيضا.. هذه المدينة للأوروبيين فقط ولا يجب أن يدخلها هؤلاء، وليس لهم لدينا أى حقوق مواطنة». وفى نهاية شهادة القاضية سألها المحامى المصرى خالد أبوبكر عن سبب عدم اتخاذها أى إجراء ضد المتهم أو وضعه تحت الحراسة بعدما اطلعت على الخطاب، الذى وجهه إلى المحكمة ويحوى إساءات بالغة للمسلمين والعرب، فردت بأنها لم تتصور أن يصل الأمر إلى حد ارتكاب جريمة كالقتل فى جلسة الطعن على الحكم. كانت المحكمة قد استجوبت صباح أمس كلا من هانز هوجوست، المحلف بالمحكمة التى شهدت الجريمة، ورجل الأمن الذى حمل ابن مروة إلى الخارج عقب الحادث، وعلق حمدى خليفة، نقيب المحامين، على شهادتيهما، مؤكدا أن جميع الشهود دون استثناء مجمعون على توافر نية إزهاق الروح وسبق الإصرار والترصد فى المتهم قبل ارتكاب الجريمة، وأن التناقض بشأن توقيت تدخل رجال الأمن والإسعاف لن يؤثر سلبا على الموقف المصرى فى القضية. وتستأنف المحكمة سماع الشهود الاثنين المقبل، ومن المتوقع أن تشمل المرحلة المقبلة سؤال والدة المتهم وشقيقته وبعض رجال الإسعاف، الذين شاركوا فى نقل القتيلة والمصابين إلى المستشفى.