أخيرا خرج أليكس فينس، المتهم بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى، عن صمته أمام محكمة دريسدن الجزئية، نطق مرتين ب«لا».. عندما سألته رئيسة المحكمة عن رغبته فى الإدلاء بأى أقوال أخرى غير التى كتبها بصحبة دفاعه، وتلاها على المحكمة والحضور محاميه فايكو بارتل، خلال الجلسة المسائية للمحاكمة أمس الأربعاء. كانت المحكمة قد طلبت من المتهم الإدلاء بأقواله شفاهة، لكن دفاعه اعترض وقال إنه سيقدمها مكتوبة وسيصدق عليها شفاهة، فوافقت رئيسة المحكمة القاضية برجيت فيجاند على ذلك رغم اعتراض فريق محامى أسرة مروة، وتحفظهم على عدم تمكينهم من التعقيب على أقوال المتهم أو مناقشته فيها. جاءت شهادة المتهم المكتوبة فى 6 صفحات، قص فيها تفاصيل أزمته مع مروة منذ البداية من وجهة نظره الشخصية، واعترف فى نهايتها بأنه يشعر طوال حياته بالكراهية تجاه الأجانب، لكنه ادعى أن هذا ليس السبب الحقيقى وراء ارتكابه الجريمة، محاولا التهرب من تهمة الحقد والكراهية العرقية التى يواجهها. وادعى المتهم أنه شرب الخمر 3 مرات ليلة الحادث، وأنه توجه للمحكمة وهو يعتقد أنه سيعاقب بالسجن وليس بالغرامة فقط، ولذلك فكان، على حد تعبيره، «غاضبا جدا لدرجة أننى كنت أرى كل الأشخاص أمامى وكأنهم ظلال دون ملامح، ولا أتذكر جيدا التفاصيل التى سبقت الواقعة، غير أنى شربت سيجارة قبل بدء الجلسة». وأضاف المتهم: سألت القتيلة: «ماذا جاء بكم إلى هنا» وأنا أقصد الاستفسار وليس الاستنكار، وعندما شعرت أن الجميع ضدى، أخرجت السكين التى كنت أحتفظ بها فى حقيبتى منذ 10 أيام، ولم أشعر بنفسى إلاّ وأنا أطعن القتيلة ثم زوجها عندما حاول حمايتها». وواصل المتهم ادعاءاته قائلا: أنا حزين لما اقترفته من جرم، ولم أقصد أو أخطط لأقتل هذه المرأة. وتتناقض أقوال المتهم أليكس مع ما أكده المعمل الجنائى من قيامه بسن السكين التى قتل بها مروة قبيل نزوله لحضور جلسة المحكمة، باستخدام حجرين للسن وجدا فى منزله، مما يوفر ركن التخطيط وسبق الإصرار فى جريمته. وبعد أن انتهى محامى المتهم من سرد أقواله، قالت رئيسة المحكمة: إن المتهم يواجه الآن عقوبة الحبس المؤبد، نظرا لتوافر عنصرى «الترصد والتخطيط الدنىء» لارتكابه جريمة القتل العمد بحق مروة الشربينى، بالإضافة إلى جريمة شروعه فى قتل زوجها علوى عكاز بطعنه فى رقبته وهو فى حالة دفاع عن زوجته، ثم قرأت النصوص القانونية الخاصة بالقتل العمد (المادة 211 من قانون العقوبات الألمانى). وأضافت رئيسة المحكمة وهى تتلو جميع الأوراق الشخصية الخاصة بالمتهم، أنه جاء إلى ألمانيا عام 2003 وكان جواز سفره الروسى يحمل اسما آخر للعائلة غير «فينس» هو «جروبيتش»، وأن الشرطة وجدت فى أوراقه الشخصية شعارات معادية للوجود العربى فى ألمانيا. وأشارت رئيسة المحكمة إلى أن الثابت من أوراق المتهم عدم طلبه لأداء الخدمة العسكرية فى روسيا عندما بلغ السن القانونية، وأنه غير لائق للانخراط فى السلك العسكرى، مؤكدة أن النيابة العامة بدريسدن أرسلت إلى موسكو طالبة توضيح السبب، لكن الرد الروسى لم يأت حتى الآن، وقالت القاضية إنها لن تنتظر الرد وتعتبره غير مؤثر فى القضية. واستمعت المحكمة فى جلستها الصباحية إلى أحد زملاء المتهم من ذوى الأصل الروسى، يعرفه منذ 2005 ويزامله فى معهد فنى منذ 2007، قال إنه كان معروفا بعنصريته تجاه الأجناس غير الأوروبية بصفة عامة، والأتراك والمسلمين بصفة خاصة، حتى إنه كان يرفض مصاحبة أصدقائه إلى شراء الطعام من المطاعم التركية المنتشرة فى دريسدن بسبب «اشمئزازه» ممن يعملون بها. كما استمعت المحكمة إلى شهادة أحد الإداريين فى المعهد الذى كان المتهم يدرس به، حيث قال إنه كان نشيطا فى الدراسة واجتماعيا ولا يعانى من أى مشكلات نفسية، كما كان يحصل على درجات عالية فى الاختبارات مقارنة بأقرانه القادمين من روسيا. وأضاف الإدارى أن المتهم كان عنيدا وظهرت ميوله العدوانية عندما أشهر السكين فى وجه أحد زملائه الأكبر منه سنا داخل المعهد، مشيرا إلى أنه كان دائم التحدث باللغة الألمانية، ويصر على أن يصفه الآخرون ب»الألمانى» وليس «الروسى» تأكيدا على أحقيته فى العيش بألمانيا. كما قرأت رئيسة المحكمة تقرير المعمل الجنائى عن الأدوية والعقاقير التى وجدت فى منزله، حيث عثر على أصناف تبيعها جميع الصيدليات ومتوافرة فى معظم المنازل مثل المضادات الحيوية ومسكنات آلام المفاصل والأسبرين والفيتامينات، ولم توجد آثار لعقاقير مخدرة. وحددت المحكمة يوم الاثنين القادم للاستماع إلى مرافعات محامى أسرة مروة، ومنها مرافعتان بالعربية للمحامى المصرى خالد أبوبكر، والمحامى الفرنسى مصرى الأصل جوزيف هلال. وتستأنف المحكمة اليوم نشاطها بالاستماع إلى تقرير الطبيب النفسى عن المتهم.