تسبب الرد الروسى الذى أرسلته جهة رسمية روسية بشأن الحالة النفسية والعقلية للشاب الألمانى من أصل روسى أليكس فينز المتهم بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى فى إرباك محكمة دريسدن الجزئية التى تنظر القضية وأدى وصول الرد فى ساعة متأخرة من مساء امس الاول فى تعديل جدول جلسات المحكمة، حيث تم تأجيل جلسة سماع مرافعة الدفاع إلى جلسة أمس المسائية. وتوقعت مصادر قضائية وإعلامية ألمانية أن يؤدى هذا التعديل فى مواعيد الجلسات إلى تأجيل النطق بالحكم من اليوم الأربعاء إلى غدٍ الخميس بصفة استثنائية، وذلك حتى تتمكن المحكمة من مداولة الرد القانونى فيما ورد عليهم من مرافعات وتقارير قبل إصدار الحكم. وكانت جلسة أمس الأول قد شهدت مفاجأة بإعلان رئيس المحكمة وصول الرد الروسى الذى طلبته نيابة دريسدن بشأن سلامة القوى العقلية للمتهم منذ ما يقرب من شهر، رغم أن المحكمة قد سبق لها وأكدت أن الرد الروسى لن يؤثر كثيرا على سير إجراءات التقاضى لأنه منصب على حالة المتهم قبل 10 سنوات ولا يتناول حالته قبل وقوع الجريمة، لكن وصول الرد قبل مرافعة الدفاع بدقائق دفع المحكمة إلى تعليق الاستماع إلى المرافعة بعدما أنهى محامو أسرة مروة مرافعتهم فى جلسة الاثنين الصباحية. كما أربك وصول الرد الروسى للمحكمة وسائل إلإعلام الألمانية واوقعها فى حيرة لتفسير الرد الذى علمت «الشروق» أنه يدعى اصابة المتهم بالشيزوفرينيا «انفصام فى الشخصية» بين عامى 1998 و2000، وانه كان من المفترض أن يخضع للعلاج فى مستشفى حكومى لمدة عام لكنه لم يفعل. فى أول تعليق له على الرد الروسى قال كريستيان أثيناريوط المدعى العام لمدينة دريسدن فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أنه من المستبعد أن يؤدى الرد الروسى إلى التأثير على عقيدة المحكمة، نظرا لطول المسافة الزمنية بين إعداد التقرير عام 2000 وارتكاب المتهم للجريمة فى يوليو الماضى، مؤكدا انه تم عرض التقرير بعد ترجمته إلى الألمانية على الطبيب النفسى المحلف، الذى أكد يوم الخميس أن المجنى عليه سليم من الأمراض النفسية والعقلية والعصبية وأنه مسئول تمام عن جميع تصرفاته، وأضاف أثيناريوط أن هناك احتمالا ضعيفا للأخد بهذا الرد لكنه فى أسوأ الاحوال لن يؤدى إلى تخفيف العقوبة على المتهم وانما قد يدفع المحكمة إلى الحكم عليه ثم ايداعه مصحة نفسية لفترة محدودة قبل اعادته إلى السجن مرة أخرى. ومن جهته، قرر المحامى خالد أبو بكر عضو هيئة محامى أسرة مروة الشربينى ان المحكمة الآن أمام تقريرين احدهما نؤيده بشدة وهو الصادر عن الطبيب النفسى المحلف فى مدينة دريسدن، والآخر قادم من جهة روسية غير معلومة، مبديا تفاؤله بان المحكمة ستأخذ فقط بحالة المتهم النفسية وقت ارتكاب الجريمة، وكانت المحكمة قد اسمتعت أمس الأول إلى مرافعات الجانب المصرى من ثلاث مرافعات باللغة العربية لأول مرة فى تاريخ المحاكم الألمانية، حيث تلا حمدى خليفة نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب مرافعته بالنيابة عن مليون محامٍ مصرى وعربى أكد فيها أن الإسلام دين تسامح وسلام وأن الهدف الرئيسى من وجوده هو التعبير عن حقيقة الاسلام فى مواجهة الفهم الخاطئ له والذى أدى إلى ارتكاب الجريمة وتنامى العنصرية والحساسية تجاه المسلمين فى مختلف دول العالم، موضحا أنه هناك 11 سبيلا جنائيا لتوقيع أقصى عقوبة على المتهم منصوصا عليها فى القانون الألمانى وهى السجن المؤبد لمدة لا تقل عن 15 عاما، أهمها تطابق الدليل القولى المتمثل فى أقوال الشهود مع الدليل الفنى المتمثل فى تقرير الطب الشرعى والمعمل الجنائى وإثبات ان المتهم أعد تنفيذ جريمته على مراحل مبيتا النية من أكثر من عام لقتل مروة. كما شهدت جلسة أمس الأول حضور الداعية الإسلامى الألمانى «بير فوجل» الذى قال ل«الشروق» أنه سيقوم مع عدد من اتباعه بوقفة أمام محكمة دريسدن قبل النطق بالحكم للتعبير عن رفضهم لظاهرة كراهية المسلمين والمطالبة بالعمل الجاد لتخفيف منابع الكراهية، متمثلة فى المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام التى تبث صورة سلبية عن العرب والمسلمين، وأضاف فوجل: انه ليس من الطبيعى أن يسأل أحد الصحفيين الألمان إذا كنت سأفجر المحكمة يوم النطق بالحكم، وهذا يعنى ان عددا كبيرا من العاملين فى الإعلام الألمانى لا يفهمون الإسلام بشكل صحيح ويجعلونه مرادفا للعنف والإرهاب، وهذا ما قدمت إلى دريسدن لإثبات عكسه وأنه بإمكاننا التعبيرعن مواقفنا بشكل حضارى. وحتى مثول الطبعة الأولى من «الشروق» للطبع لم تبدأ الجلسة المخصصة لسماع مرافعة الدفاع عن المتهم وتقرير الطب الشرعى بعد الاطلاع على الرد الروسى.