شهدت خامسة جلسات الاستماع إلى شهود فى محاكمة المتهم الألمانى من أصل روسى أليكس فينس المتهم بقتل الصيدلانية المصرية مروة الشربينى تشديدا ملحوظا للإجراءات الأمنية وعمليات التفتيش الذاتى للحضور بمن فيهم مراسلو وسائل الإعلام والمحامون وأهل القتيلة، حيث تم أمس تفتيش الدكتور علوى عكاز زوج مروة لأول مرة منذ بدء المحاكمة، مما استدعى الاستفسار عن سبب التشديد الأمنى، لكن رجال أمن المحكمة رفضوا الرد على تساؤلات الصحافة. كما شهدت الجلسة بداية ساخنة عندما قالت رئيسة المحكمة بريجيت فيجند إنها تتعجب من رفض لاريسا فينس والدة المتهم المثول أمام المحكمة بحجة عدم وجود داعٍ لأخذ أقوالها ثم تخرج الأم وتدلى ببعض التصريحات لوسائل الإعلام وتحديدا العدد الأسبوعى لصحيفة بيلد الصادر أمس الأول الأحد والذى نشرته «الشروق» فى طبعتها الثانية أمس. وكانت والدة المتهم قد رفضت الإدلاء بأى تصريحات واعتبر المدعى العام أن مثولها أمام المحكمة قد يؤدى إلى تضليل العدالة بسبب وضعها كوالدة للمتهم وأنها أدلت من قبل بأقوالها بخصوص واقعة السب والقذف. وأضافت رئيسة المحكمة أنها لا تمتلك أى أسئلة توجهها لوالدة المتهم لكنها ترى أنه من الضرورى أن تكتب تقريرا عن طفولة ابنها المتهم وإذا تعذرت فى كتابته فيجب عليها المثول أمام المحكمة خاصة بعد أن تحدثت إلى وسائل الإعلام، وطلبت رئيسة المحكمة من المحامى ميشائيل شتورم، دفاع المتهم، أن يجعل أليكس يكتب إلى أمه طالبا منها الحضور لتقديم شهادتها. واستمعت المحكمة فى جلستها الصباحية إلى 3 شهود أولهم مواطنة روسية تعيش فى ألمانيا تدعى ألود ميلا كانت شاهدة على المشاجرة الأولى بين مروة والمتهم أليكس بسبب رغبته فى لهو ابن شقيقته على المرجيحة التى كان يجلس عليها مصطفى نجل مروة،كما أن مروة استخدمت الهاتف المحمول الخاص بالشاهدة لإبلاغ الشرطة. وقالت الشاهدة إنها لم تكن تعرف مروة أو أليكس لكنها كانت تسمع عن المتهم لكونه صديقا لزوجها ولأنها تنتمى مثله إلى روسيا. وأضافت أنها فوجئت أثناء وجودها فى الحديقة مع زوجها بأليكس يتجه نحو مروة ويسبها، مطالبا بإنزال ابنها من المرجيحة، وهو الأمر الذى رفضته مروة وقالت بالألمانية «إنها لن تسكت وستبلغ السلطات» فطلبت هاتفا محمولا للاتصال بالشرطة فقدمت لها هاتفى. واستطردت: عندما شاهدنى أليكس وأنا أعطى هاتفى لمروة توجه نحوى بعنف وصرخ فى بالروسية قائلا: «لماذا أعطيتها الهاتف؟؟.. إن جنودنا يقتلون على يد هؤلاء هناك»، فرددت عليه بأن من حقى إعطاء هاتفى المحمول للشخص الذى أريد. وأشارت الشاهدة إلى ان مروة كانت تتكلم بهدوء رغم أن أليكس كان مستمرا فى سبها وسب ابنها فقال عنه إنه سيكون إرهابيا فى المستقبل، «كما أنه قال لزوجى يجب أن يخرج هؤلاء من المدينة». وأوضحت الشاهدة أن والدة أليكس كانت موجودة فى الحديقة وأنها حاولت إنهاء الأزمة وتوجهت لمروة قائلة بالروسية: «هدئى من روعك واذهبى إلى بيتك»، كما حاولت تهدئة ابنها أليكس الذى ظل على درجة عالية من العصبية حتى بعد مجىء الشرطة، لافتة إلى أن سيارة الشرطة التى استقلتها مروة ونجلها أعادتهما إلى منزلهما قبل إعادة إليكس. كما استمعت المحكمة إلى شاب ألمانى يدعى أندرياس شاهد واقعة المرجيحة أثناء و فى الحديقة: قال إنه توجه إلى أليكس فور سماع الشجار وقال له بالألمانية «اتركها وحالها» لكنه لم يستجب واستمر فى توجيه أقذع الألفاظ إلى مروة وابنها وعندما طلبت مروة هاتفا محمولا للاتصال بالشرطة كان ينوى إعطاءها هاتفه لكن المرأة الروسية سبقته. وأضاف الشاهد أن مروة لم تبد أى استعداد للتخلى عن المرجيحة، مما جعل المتهم يصرخ فيها قائلا: «إذا لم تتركيها سأؤذيك..سأقتلك»، لكن مروة لم تعر تهديداته اهتماما، فاحتفظت بهدوئها وعندما جاءت الشرطة طلبت منها الكلام أولا ولم يسمح الضابط لأليكس بالكلام رغم أنه كان فى حالة غضب شديد. وأكد الشاهد أن المتهم كان فى حالة وعى تام لما يفعل وأنه كان يتحدث ويتصرف بطريقة طبيعية ولم يلاحظ عليه أى أثر لإدمان الكحول والمخدرات. واستمعت المحكمة إلى شهادة كريستيان ريختر سمسار عقارات لجأ إليه اليكس للبحث عن شقة خلاف المجاورة لشقة القتيلة وسألته المحكمة عما إذا كان شعر بأن أليكس يبحث عن الشقة بشكل مخطط ومنظم أم لا فى محاولة لتحديد ما إذا كان قد خطط مسبقا لارتكاب جريمته فقال السمسار: إنه لا يستطيع التحديد بسبب مطالبة أليكس له بتوفير الشقة عدة مرات على فترات متباعدة. واستمرت الجلسة فى الانعقاد حتى مثول الطبعة الاولى من الجريدة عصر أمس.