وسط أجواء أمنية مشددة عقدت الجلسة الأولى لمحاكمة قاتل مروة الشربينى فى مدينة دريسدن بألمانيا أمس. بدأت المحكمة فى الاستماع إلى أقوال الشهود على الحادث الذى شهدته قاعة أخرى بنفس المحكمة فى الثانى من يوليو الماضى. ورفضت هيئة المحكمة طلب الرد الذى قدمته هيئة الدفاع عن المتهم. وطلبت رئيسة المحكمة عصر أمس سماع شهادة د.علوى عكاز، زوج مروة الذى أصيب فى الحادث، وخيرته فى البداية بين الحديث أو عدمه نظرا لظروفه الصحية والنفسية السيئة، لكن علوى قبل الإدلاء بشهادته التى بدأها بقص ملابسات الحادث وكيف أنه حضر مع مروة ونجلهما مصطفى ولم يكن يتصور أن تتحول جلسة الطعن على الحكم الصادر ضد القاتل بالغرامة المالية إلى مذبحة حقيقية. وقال علوى فى شهادته إن القاتل كان يتناقش مع محاميه قبيل قتل مروة حول توجيه سؤال إلى الأسرة المصرية مفاده «ماذا تفعلون هنا فى ألمانيا»؟ وهو الأمر الذى رفضه القاضى ورفضه محاميه فى الوقت ذاته، ليفاجأ بعد لحظات به يمسك بزوجته التى كانت خلفه وينهال عليها ضربا بالسكين، فتدخل لحمايتها وأمسك بقبضة يده، ثم أمسك بنصل السكين ليمنعه من توجيه المزيد من الطعنات لها، وفى غضون ثوان دخل الضابط الألمانى جونتر جريم ليضرب رصاصتين استقرت إحداهما فى فخذ علوى. وثار جدل فى المحكمة بين علوى وهيئة دفاع المتهم حول لحظة إمساكه بالسكين، وما إذا كان قد أمسكها من مقبضها، أى تحكم فيها تماما أم أنه أمسك بالنصل فقط، فأكد علوى أنه أمسك النصل فقط ولم يتمكن إلاّ من إمساك يد القاتل القابضة على المقبض. وأضاف علوى أنه لم يكن يعرف القاتل قبل انعقاد محكمة أول درجة التى قضت بتغريمه 200 يورو فى قضية سب وقذف زوجته، ثم التقاه مرة أخرى يوم الحادث، وبين المرتين رآه أكثر من مرة عرضا فى الشارع حيث كان يسكن قريبا منه، ولم يجر بينهما أى حديث. وأكد علوى أن العداء للإسلام كان واضحا فى تصرف المتهم حيث لم ينعت مروة أبدا ب«المصرية» بل كان يركز على هويتها الإسلامية وحجابها، ووصفها لحظة الحادث ب«الإرهابية»، ورد علوى على سؤال المدعى العام الألمانى عن حال ابنه مصطفى قائلا: إنه يعانى فى غياب والدته ومشاهدته هذا الحادث المأساوى. وصدق علوى على الكلام الذى ذكره من قبل بأنه فوجئ بوجود المتهم قبل بدء جلسة محكمة أول درجة داخل القاعة بنحو نصف الساعة، وعندها سأله محامى المتهم «هل كان موجودا قبل حضوركما» فأجابه بنعم، فرد المحامى شتورم باقتضاب «شكرا». وعند انعقاد الجلسة مرة أخرى، أعاد المتهم ارتداء القناع الذى كان قد خلعه بأمر المحكمة فى بداية الجلسة، وبدأت المحكمة فى الاستماع إلى التقرير الطبى عن الضحية وزوجها، حيث تبين أن مروة طعنت فى أماكن مختلفة 11 طعنة جعلتها غير قادرة تماما على الحركة، وأن إصابة زوجها علوى جعلته يصل إلى المستشفى فى حالة غيبوبة. واستمعت المحكمة أيضا إلى التقرير الطبى الخاص الذى أعده الطبيب برنارد شولتس عن حالة المتهم بأمر المدعى العام، والذى كتبه بخط اليد إمعانا فى عدم التلاعب، حيث أكد التقرير سلامة المتهم من أى أمراض نفسية أو عقلية أو لوثات عصبية، وعدم ظهور أى أعراض تجعله غير قادر على تمييز أفعاله وتصرفاته. وأكد التقرير الذى تلته رئيسة المحكمة بريدجيت فيجاند أن نسبة الكحول فى دماء المتهم وجدت طبيعية جدا، وأنه لم يتم العثور على أى أثر للمخدرات أو العقاقير والكوكايين، وأن الطبيب علق على تصرفات المتهم بقوله إنه يحاول الهروب من المشكلات التى تواجهه، وحاول التهرب من ذكر أى تفاصيل عن الحادث. وفى معرض تعليقها على طلب الرد الذى تم رفضه، قالت القاضية فيجاند إن دفاع المتهم تعامل مع المحكمة بصورة غير مهنية عندما شكك فى عدالتها، إلاّ أن المحامى ميشايل شتورم قال ل«الشروق» إنه كان يحاول الدفع بالقضية لمصلحة موكله، وأن هدفه الأساسى كان نقل المحكمة من موقع ارتكاب الجريمة. ورفض المحامى التعليق على تصرفات المتهم أثناء انعقاد الجلسة والتى كلفته غرامة قدرها 50 يورو، كما رفض التعليق على شهادة علوى. من ناحية أخرى، توقع سفير مصر لدى ألمانيا رمزى عزالدين رمزى صدور حكم سريع وعادل فى قضية مقتل الدكتورة مروة الشربينى. وأعرب رمزى فى تصريحات مقتضبة نقلتها شبكة (سى. إن. إن) الأمريكية أمس عن ثقته الكاملة فى نظام العدالة فى ألمانيا.