دخلت بطولة كأس العالم للشباب المنعطف قبل الأخير لإعلان الملك المتوج على عرش العالم على مستوى الشباب والذى سيرفع الستار عن اسمه يوم الجمعة المقبل ليحمل الرقم 17، سجلت أيام المونديال مزيجا من مشاهد السعادة والتعاسة، منتخبات كبيرة بكت حزنا على السقوط المدوى وأخرى صغيرة رقصت فرحا بتحقيق إنجاز هو الأول فى تاريخها. شهدت مباريات الدور ربع النهائى انتهاء المغامرات التى شهدها دور ال16 وفجرتها إيطاليا وكوريا الجنوبية على حساب إسبانيا وباراجواى. وما بين لحظات الفرح والحزن دروس وعبر للعديد من المنتخبات الكبرى التى توارت مبكرا وأخرى كتبت شهادة ميلادها على أرض الكنانة. ونجحت غانا والمجر والبرازيل فى بلوغ المربع الذهبى ليشتعل الصراع بين الأربعة الكبار فى مواجهات يوم الثلاثاء على حسم بطاقة الصعود لنهائى واحدة من أقوى بطولات كأس العالم على مر التاريخ. أرقام من البطولة من الأحداث الطيبة التى شهدتها البطولة ارتفاع نسبة الحضور الجماهيرى وارتفاع نسبة الأهداف. حيث شهدت البطولة تسجيل 166 هدفا واحتلت إسبانيا التى ودعت البطولة صدارة المنتخبات التى أحرزت أكبر عدد من الأهداف حيث سجلت 14 هدفا، وحافظت تاهيتى على رقمها القياسى باستقبالها ل21 هدفا فى شباكها، بينما حظيت البرازيل بأقوى خط دفاع حيث لم يسكن شباكها سوى هدفين وأهدرت المنتخبات المشاركة فى البطولة 3 ركلات جزاء من أصل 16 سجلت منها 14 هدفا. وكان للاعبين البدلاء دور فى البطولة بعدما تمكن 19 لاعبا من أصل 143 أحرزوا أهدافا من التسجيل بعد الدفع بهم فى المباريات، وشهدت الأشواط الثانية من المباريات ارتفاع حصيلة الأهداف مقارنة بالأشواط الأولى وتم تسجيل 93 هدفا فى الأشواط الثانية بينما سجل 60 هدفا فى الأشواط الأولى وتمكنت المنتخبات من تسجيل 3 أهداف فى الوقت بدل الضائع للأشواط الأولى مقابل 11 هدفا فى الوقت نفسه فى الأشواط الثانية. ونجح الغانى دومينيك أبياه بعد انتهاء مباريات دور الستة عشر فى اعتلاء صدارة هدافى البطولة بالتساوى مع الفنزويليين خوسيه روندون ويوناثان دل فالى والإسبانى ارون نيجيز برصيد 4 أهداف، ويمتلك أبياه الفرصة للفوز بجائزة الحذاء الذهبى لاستمرار غانا فى البطولة بعكس فالى وخوسيهى ونيجيز لظروف خروج فنزويلا وإسبانيا من المونديال، ويعد الإنجليزى اليكس تشيومينى نيميلى أصغر لاعب فى البطولة يسجل هدفا فى المونديال وكان ذلك فى شباك أوزباكستان وكان يبلغ من عمره 17 عاما و10 شهور ونجح الفنزويلى خوزيه روندون فى تسجيل أسرع هدف فى البطولة خلال الدورين التمهيدى وربع النهائى وسجله فى الدقيقة 3.51 من الشوط الأول فى شباك تاهيتى ويعد النيجيرى كينج اوسانجا أفضل صانع ألعاب فى البطولة بعدما لعب دورا كبيرا فى صناعة 4 أهداف لنيجيريا وحققت منتخبات البرازيل وألمانيا وغانا وإسبانيا الفوز ثلاث مرات. ونالت أستراليا وتاهيتى ونيجيريا الهزيمة 3 مرات وأشهر الحكام الكارت الأصفر 238 مرة و26 كارتا أحمر وجاءت التشيك والمجر وجنوب أفريقيا فى صدارة المنتخبات التى حصلت على كروت صفراء بواقع 14 كارتا أصفر وحصلت تاهيتى على أقل عدد من الكروت الصفراء حيث نال منها لاعبان فقط الإنذار وعلى أكبر عدد من الكروت الحمراء حيث تعرض لاعبوها للطرد 4 مرات فيما لم يتعرض أى لاعب من منتخبات البرازيل وكوستاريكا والتشيك ومصر وإنجلترا والمجر وإيطاليا وكوريا الجنوبية وترينيداد وتوباجو وأوروجواى وفنزويلا حتى نهاية مباريات دور الستة عشر. البرازيل واللقب الخامس احتفلت البرازيل مرتين مساء السبت، الأولى لعبور ألمانيا والتأهل للدور قبل النهائى للمونديال، والثانية بعيد ميلاد المدافع رافايل تولوى الذى أكمل عامه التاسع عشر يوم المباراة، وأثبت نجوم السامبا بفوزهم المتعثر على ألمانيا أنهم المرشح الأول للفوز بلقب البطولة وإحراز الكأس الخامسة مستغلين غياب الأرجنتين صاحبة الرقم القياسى فى عدد الفوز ببطولات كأس العالم لهذه المرحلة السنية، واحتاجت البرازيل للعب وقت إضافى لعبور عقبة ألمانيا فى المباراة التى اعتبرها المتابعون نهائيا مبكرا للبطولة، وفرض البديل البرازيلى مايكون نفسه كرجل المباراة بعدما سجل الهدفين لمنتخب بلاده عقب دخوله فى الشوط الثانى وستكون مهمة البرازيل سهلة نسبيا فى بلوغ المباراة النهائية حينما تلتقى الإمارات مساء الثلاثاء على استاد القاهرة، وسجلت البرازيل 13 هدفا بينما سكنت شباكها ثلاثة أهداف لتكون بذلك الأفضل دفاعيا من المنتخبات الثلاثة الأخرى التى تأهلت للدور نصف النهائى، والشىء المميز فى المنتخب البرازيلى أنه يمتلك مجموعة من اللاعبين المهرة القادرين على إيجاد الحلول فى المواقف الشائكة مثل آلان كارديك وجوليانو وأليكس تيكشيرا وبوكويتا وأرون مووى وكيرو ودوجلاس كوستا وباولو هينريكى ومايكون وهؤلاء اللاعبون نجحوا فى إحراز أهداف البرازيل الثلاثة عشر أمام كوستاريكا وأستراليا وأوروجواى وألمانيا. غانا .. رهان أفريقيا الرابح تشارك غانا للمرة الخامسة فى تاريخها فى كأس العالم للشباب ونجحت للمرة الرابعة فى التأهل إلى المربع الذهبى للبطولة بعد تغلبها على منتخب كوريا الجنوبية 3 2 فى مباراة مثيرة حفلت بالندية والإثارة من المنتخبين وتحتل غانا المرتبة الثانية بالتساوى مع البرازيل وخلف إسبانيا من حيث عدد الأهداف المسجلة فى البطولة حيث سجلت غانا 13 هدفا وسكنت شباكها ستة أهداف وباتت فرصتها كبيرة فى مضاعفة رصيدها من الأهداف حينما تواجه المجر فى الدور نصف النهائى يوم الثلاثاء المقبل، وحققت غانا بفوزها على كوريا الجنوبية الفوز فى خمس من أصل ست مباريات خاضتها ضد منتخبات تتبع الاتحاد الأسيوى لكرة القدم حيث ألحقوا الهزيمة بمنتخبات الإمارات واليابان وكازاخستان وإيران وأوزبكستان بينما تعادلوا فى المباراة السادسة مع المنتخب الصينى فى بطولة عام 1997، وتحلم غانا فى بلوغ النهائى للمرة الثالثة والفوز بلقب البطولة للمرة الأولى لتحقق إنجازا غير مسبوق لأى منتخب أفريقى فى ظل هيمنة منتخبات أمريكا اللاتينية وأوروبا على البطولة. المجر تكتب التاريخ نجح كابتن منتخب المجر فلاديمير كومان فى تحقيق إنجاز شخصى له بعدما تمكن اللاعب المحترف فى بارى من تسجيل رابع هدف له فى رابع مباراة يخوضها مع منتخب بلاده فى البطولة أمام منتخب إيطاليا وهو الإنجاز الذى لم يسبق لأى لاعب أوروبى تحقيقه على امتداد تاريخ المسابقة، بينما تناوب عدد من نجوم أمريكا الجنوبية على تكراره، بدءا بالبرازيلى جيوفانى فى بطولة 1983 مرورا بالتشيلى بينو فى1987 وانتهاء بالأرجنتينيين ريكيلمى 1997 وليونيل ميسى فى بطولة 2005 وقدمت المجر أداء استثنائيا بكل المقاييس بعبورها إلى الدور نصف النهائى لتحقق الإنجاز الأفضل للكرة المجرية بعدما شقت طريقها بنجاح فى المونديال وتجاوزت خسارتها فى أولى مبارياتها أمام هندوراس، وكان فوز المجر على التشيك أول فوز يحرزه أى منتخب مجرى بفضل ركلات الترجيح فى بطولة رسمية. ويعتبر هذا هو أول ظهور للمجر فى الدور النصف نهائى للبطولة حيث فشلت فى خمس بطولات سابقة فى تخطى الدور الأول لكأس العالم تحت 20 سنة وحقق المجريون إنجازا جديدا بتحقيق انتصارين فى أول ثلاث مباريات بالإضافة إلى المحافظة على نظافة شباكهم لمدة مباراتين متتاليتين. الحذاء الذهبى قاد المهاجم الغانى دومنيك اديياه المحترف فى فريدريكستاد النرويجى منتخب النجوم السوداء لعبور الدور الستة عشر أمام جنوب أفريقيا وعاد ليقود غانا لتخطى عقبة كوريا الجنوبية فى الدور ربع النهائى بفضل هدفيه فى شباك الحارس الكورى كيم سيونج جيو، وحقق اديياه رقما قياسيا بتسجيله هدفين فى مباراتين الأولى كانت أمام إنجلترا والثانية فى شباك كوريا ويحتل دومنيك صدارة هدافى البطولة برصيد 6 أهداف قد تؤهله للفوز بجائزة الحذاء الذهبى وسط منافسة من المجرى فريدريك كومان الذى سجل 4 أهداف للمجر بواقع هدف فى كل مباراة ابتداء من مباراة المجر فى الجولة الثانية للمجموعة السادسة وتمكن من تسجيل أهدافه الأربعة فى شباك جنوب أفريقيا والإمارات فى الجولتين الثانية والثالثة للمجموعة وفى شباك التشيك خلال مباراة دور ال16 وعاد ليسجل هدفه الرابع فى شباك إيطاليا فى مباراة الدور نصف النهائى. توقف المفاجآت توقفت المفاجآت عند الدور ربع النهائى للبطولة وقالت المنتخبات الكبيرة كلمتها حيث نجحت المجر فى إيقاف مسيرة انتصارات إيطاليا التى بلغت دور ال16 بمنحة الفيفا كواحدة من أفضل المنتخبات أصحاب المركز الثالث وحققت بعدها أكبر مفاجآت البطولة بالفوز على إسبانيا المرشحة الأولى للفوز باللقب 3/1 لتلتقى بعدها المجر فى دور الثمانية ونجح المجريون فى إنهاء المغامرة الإيطالية عند هذا الدور بالفوز عليها 3/2 وتكرر الأمر مع كوريا الجنوبية التى قدمت أداء طيبا وتمكنت من حجز بطاقة الصعود للدور الستة عشر بعد احتلالها المركز الثانى فى المجموعة الثالثة خلف ألمانيا وعلى حساب الكاميرون وأمريكا لتحقق الإنجاز بالفوز على باراجواى بثلاثية نظيفة لتصطدم بعدها فى الدور ربع النهائى بمنتخب غانا الذى أطاح بها بعيدا عن البطولة، ولم يختلف الحال مع منتخب ألمانيا الذى تأهل لدور الثمانية على حساب نيجيريا لمواجهة البرازيل التى تمكنت من إيقاف طموحات الماكينات الألمانية عند هذا الحد.
