في مباراة للتاريخ يخوض فريق تي بي مازيمبي الكونغولي غداً لقاء النهائي في كأس العالم للأندية بالإمارات وهو يحمل معه طموحات وآمال كل الأفارقة وليس الكونغوليين وحسب، فوصول فريق إفريقي للمرة الأولي إلى المباراة النهائية في هذه البطولة المهمة يعني الفخر لكل ما له علاقة بالقارة السمراء، حتى ولم ينجح أبناء ندياي في حسم اللقب. وتمثل أيضا البطولة قيمة كبيرة جداً لبطل أوربا الجريح فريق إنتر ميلان الإيطالي، حيث يعد اللقب بالنسبة لجماهيره بوابة الخروج من سلسلة النتائج المخيبة في الكالتشيو الإيطالية فضلا عن كونه خطوة جادة في طريق استعادة الثقة. وبالنسبة لبنيتز المدير الفني للإنتر البطولة تعني له الوسيلة الوحيدة لكي يعيد الثقة إلى قلوب عشان فريق مدينة ميلان، على الرغم من أنها ليست البطولة الوحيدة التي يحققها المدرب الإسباني مع فريقه حيث سبق له والفوز بالسوبر الإيطالية بداية هذا الموسم. أما بالنسبة للكاميروني صامويل إيتو فالبطولة تعني استمرار النجاح وإضافة لقب جديد لتاريخه بشكل عام ومشواره مع الفريق الإيطالي بشكل خاص، لكن لن تكون قلوب الأفارقة معلقة هذه المرة مع الأسد الكاميروني كما تعود، فهذه المرة تتجه القلوب والأيادي السمراء للسماء من أجل تحقيق مازيمبي للمفاجأة والظفر باللقب.
معلومات عن الناديين تي بي مازيمبي انجلبيرت، هو الأسم الكامل للنادي الكونغولي، ولكن لم يكن هذا اسمه منذ إنشائه عام 1939، حيث سمي في بداية الأمر "أف سي سان جورج إليزابيثفيل"، لكن بعد خمس سنوات من تاريخ إنشائه أطلق عليه الأسم الذي يعرف به الآن، وتجدر الإشارة إلى أن كملة مازيمبي تعني باللغة "الكيسواحيلي" الغربان، كما أن كلمة انجلبيرت تشير إلى أسم شركة الإطارات التي تمتلك النادي. وفي الطرف الآخر يعود تاريخ تأسيس نادي إنتر ميلان لعام 1908 عندما قرر مجموعة من الشباب تأسيس نادي جديد يكون لكل الجنسيات في مواجهة النادي الآخر في مدينة ميلان نادي أي سي ميلان الذي تم تأسيسه عام 1898 وكان للإيطاليين فقط، وبالفعل نجح هؤلاء الشبان في تأسيس ناديهم وأسموه إنترناسيونالي أي العالمي واختاروا "جوفاني بارميثوتي" أول رئيس له.
حظوظ الفريقين يدخل لاعبو مازيمبي هذه المباراة ونفوسهم مفعمة بالطموح لكن لا يوجد ضغطا نفسيا عليهم، فإذا نجحوا في حسم الموقعة لصالحهم سيكون إنجازاً تاريخياً، لكن في حالة الفشل لن يلومهم أحد خاصة وأنهم سيكونون قد حطموا أفضل تمثيل إفريقي في البطولة وهو للأهلي المصري بعد حصوله على الميدالية البرونزية عام 2006. كما أن أي نتيجة في مباراة الغد ستكون أفضل من المشاركة السابقة للفريق الكونغولي في البطولة العام الماضي؛ حيث خسر مبارتين وقدم شكلا سيئا للكرة الإفريقية. وعلى الجانب الآخر ينظر الفريق الإيطالي للمباراة بزاوية مغايرة، ويقع عليه الضغط النفسي من جماهيره التي تشتاق كثيرا لهذا اللقب ليعود لها الأمل، كما أن سحق مازيمبي لبطل المكسيك وبعده ممثل أمريكا الجنوبية لم يدع الخيار لأبطال أوربا، فبقى لازاما عليهم إيقاف ذلك الفريق القادم من إفريقيا من أجل إنقاذ سمعة القارة العجوز. وفي حالة فوز الفريق الإيطالي باللقب هذا العام ستكون المرة الثالثة في تاريخه ؛ حيث سبق وفاز ببطولة إنتر كوننتال مرتين. أبرز عناصر الفريقين مازيمبي ديوكو كاليتوكا: هو هداف الفريق وصاحب الهدف الثاني في مرمى إنترناسيونالي البرازيلي، وله سجل كبير من الأهداف في بطولة دوري أبطال إفريقيا قاده لحصد مركز وصيف الهدافين برصيد 7 أهداف بعد إينرامو لاعب الترجي 8 أهداف. جيفن سنجولوما: مهاجم خطير تعرفه الجماهير المصرية كثيرا بسبب تصارع الكثير من الأندية المصرية من أجل الحصول على خدماته، يمتاز بمهارته العالية وسرعة أدائه، وله في بطولة دوري أبطال إفريقيا 5 أهداف. مولوتا كابانجو: صاحب الهدف الأول الجميل في مرمى الفريق البرازيلي في المباراة السابقة، ويعرف بقدرته العالية على التسديد بدقة. الحارس موتيبا كيديابا: حارس متألق نجح في التصدي للكثير من الكرات الخطيرة في المبارتين السابقتين لفريقه في البطولة، لديه مرونة ورشاقة عالية تساعده في التصدي لأصعب الهجمات، ويعرف برقصته الشهيرة المسماه ب "كيدييكويكي" والتي أدهشت كل المتابعين ودفعته لتفسيرها بأنها مجرد تمارين يمارسها بشكل مستمر لتقوية عضلات البطن. إنتر ميلان دييجو ميليتو: المهاجم الأرجنتيني الخطير جداً، انضم لصفوف الإنتر عام 2009 بعقد يبقيه حتى عام 2013 في النادي، عاد قريبا من إصابة لحقت به وأبعدته عن الفريق لفترة لكنه عاد بقوة ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف مع فريقه في الدوري الإيطالي، وله هدفا في كأس العالم للأندية سجله في مرمى سيونجنام الكروي الجنوبي في المباراة السابقة. صامويل إيتو: النجم الإفريقي الأبرز على الساحة العالمية، قدم إلى صفوف الإنتر عام 2009 من نادي برشلونة، وهو يحمل في جعبته بطولات كثيرة حققها مع النادي الكتالوني، واستمر أيضا في حصد البطولات المتنوعة مع الفريق الإيطالي، يحتل حاليا دور الوصيف في قائمة هدافي الدوري الإيطالي برصيد 9 أهداف بعد أنتونيو دي نتالي. ويسلي شنايدر: العنصر الأهم في وسط ملعب الفريق الإيطالي، ويقوم بدور صانع الألعاب في الفريق، كان مرشحاً بقوة للفوز بالكرة الذهبية للفيفا هذا العام بعد قيادته المنتخب الهولندي إلى نهائي كأس العالم لكنه خرج من القائمة المختصرة للمرشحين، من الممكن عدم مشاركته في المباراة النهائية أمام مازيمبي بسبب معاناته من إصابه دفعت بنيتز إلى تغييره في أول دقيقة في المباراة السابقة أمام سيونجنام. أهم التصريحات سيزار حارس الإنتر: "بالتأكيد مباراة تعني الكثير لنا لكنه وبشكل شخصي تحمل بالنسبة لي تعويضا عن إخفاقي مع منتخب بلادي البرازيل في كأس العالم 2010، وبالنسبة لكل الفريق فأن البطولة تعني عودة الثقة التي اهتزت خلال الفترة السابقة". "فريق مازيمبي فريق قوي وأظهر إمكاناته الحقيقة، لذا لم يعد هناك مايسمى في كرة القدم بالفريق القوي والضعيف، الكل يتساوى داخل الملعب". موتيبا حارس مازيمبي: "أتمنى أن ننجح في الحصول على لقب هذه البطولة، لأننا لانمثل أنفسنا فقط بل إفريقيا بالكامل، لذا أشعر بدعوات كل الأفارقة". "المنتخب الغاني علمنا كيف نتعامل مع هذه المحافل المهمة، لذا سنحاول أن نمحي من ذهن الجماهير مشاركتنا في العام السابق، وبشكل خاص مشاركتي بعد طردي في المباراة الأخيرة وكنت السبب الأساسي في هزيمة فريقي". زانيتي قائد الفريق الإيطالي: "إذا فاز مازيمبي على فريق مكسيكي وآخر برازيلي، فما الذي يمنعه من الانتصار على فريق أوربي، لكن بالنسبة لنا سنخوض المباراة بتركيز كبير لأننا لا نريد أن نلقى المصير نفسه". لامين ندياي مدرب مازيمبي: "لقد خرجنا غانمين من كل هذه التحديات التي رفعناها وبعدما بلغنا المباراة النهائية مازال أمامنا رهان أخير ومن يدري؟". كالويتوكا هداف مازيمبي: "أشعر أن الكرة الإفريقية لا تلقى الاحترام المناسب في هذا العالم لذا جئنا إلى هنا لنكون سفراء للقارة السمراء". "وبالنسبة لي فالبطولة تعني بوابتي للعب في أفضل الأندية العالمية".