هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. لو تدخل أي أحد في سير التحقيقات الجارية حاليا مع 17 متهما من مشجعي نادي الاتحاد السكندري، الذين قرر المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية، أمس الأول، حبسهم 15 يوما واتهامهم بالخروج على القانون في مباراة ناديهم الأخيرة مع وادي دجلة.. ولو رفع أي مسئول في النادي العريق أو المدينة الجميلة لافتات التسامح والغفران مع من تثبت إدانتهم من هؤلاء المتهمين.. ولو صرخ أحد طالبا مراعاة الظروف الإنسانية والمستقبل الدراسي لهؤلاء وضغوطهم النفسية والاجتماعية، وعشقهم وحزنهم أو خوفهم من هبوط ناديهم.. ولو بدأ إعلاميون يطلبون الصفح ويلتمسون العذر لمجرد مغازلة بقية جمهور الاتحاد وأهل الإسكندرية وعلى حساب أي شيء آخر.. ولو بقيت جماهير أي ناد على استعداد للوقوف ضد رجال الشرطة وإهانتهم، تضامنا مع أي مشجع منها يقتحم الملعب فجأة لأي سبب وبمنتهى الغباء والقبح.. ولو بقيت جماهير أي ناد لحظة إحساسها بالخوف من الهبوط أو ضياع بطولة تختصر كل أسباب ذلك في حكم هذه المباراة الأخيرة ولاعبي وجماهير الفريق المنافس.. ولو بقي اتحاد الكرة لا يعدل في عقوباته وقراراته بين الجميع فيصدر أحكامه ويقرر عقوباته حسب حجم الشعبية وقوة النفوذ والضغوط أو حسب الظروف الحالية لأي ناد وأسماء المسئولين فيه.. ولو بقيت معظم الوجوه على الشاشات ومعظم الأقلام على الورق تخلط بين مشاعرها أو مصالحها وحساباتها الخاصة وبين المصلحة العامة بكل ما تقتضيه من عدل ومنطق وأمانة واحترام للجميع، فلا داعي لذلك الاجتماع الذي سيعقده اللواء منصور عيسوي، وزير الداخلية، بعد غد مع رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة ورؤساء كل أندية الدوري الممتاز.. الاجتماع سينعقد تحت لافتة كيفية التصدي لشغب الملاعب.. ومن المؤكد أننا كلنا نتمنى النجاح لهذا الاجتماع وحاضريه.. ولكن الذى يعنينا أكثر أن يكون الحاضرون أنفسهم يريدون هذا النجاح.. وأنا في الحقيقة لست واثقا من ذلك.. أثق فقط برغبة اللواء عيسوي، لأنه بالتأكيد كوزير للداخلية لا يريد أن يتعرض رجاله لضغوط إضافية وحمول زائدة أكثر من تلك التي باتت فوق أكتافهم بالفعل. لكن هل يريد مسئولو اتحاد الكرة وكل الأندية ذلك بالفعل.. أم أننا في حقيقة الأمر سنشهد يوم الخميس في مبنى وزارة الداخلية الاحتفال ببدء تصوير مسلسل كروي جديد اسمه "الشغب وأنا".. ويحضر كل نجوم المسلسل الاحتفال ويقطعون التورتة ويتحدثون لمختلف الشاشات والصحفيين عن سعادتهم بهذا المسلسل الرائع.. إلا أنه مسلسل لن ينتهي تصويره أبدا.. تماما مثلما شاهدنا كلنا حفلا مماثلا قبل سنوات بعنوان البث التليفزيوني وأنا.. ولكن الاحتفال كان في وزارة الإعلام.. ومثلما شاهدنا أيضا قبل سنوات حفل بدء تصوير مسلسل المادة 18 وأنا.. ومسلسل الحكم الخواجة وأنا.. وكلها مسلسلات رغم الصخب والكاميرات والضجيج والأضواء لم يبدأ بعد تصويرها لتنتهي حلقاتها ويشاهدها كل الناس ثم يتم إغلاق ملفاتها وتصبح مجرد ذكريات. فليس لدينا في الكرة المصرية أى ملفات مغلقة.. ولا مسلسلات منتهية أو جاهزة للعرض.. ولا حلول جذرية لأي أزمة أو مشكلة.. ليس لأن مشكلاتنا صعبة إلى هذا الحد لكن لأنهم فعلا لا يريدون حسما لأي مشكلة.. ولا تصدقوا تلك الخلافات التي تنشب بين الحين والآخر داخل أسرة الكرة المصرية.. فهي ليست أكثر من مصالح صغيرة تتعارض مؤقتا.. مجرد استهلاك للوقت وللإعلام وخداع لنا وإرباكنا ولفت انتباهنا بعيدا عن الحقائق.. والدليل هو تلك الجمعية العمومية غير العادية التي تجاهد أندية كثيرة لعقدها ويثق أنصارها بأنها ستنتهي بسحب الثقة من اتحاد الكرة.. بينما مسئولو الاتحاد وأنصارهم يعلنون أن تلك الجمعية غير شرعية ولن تنعقد.. وأجمل ما في الموضوع أن المواقف وحسابات الجميع تتغير بين لحظة وأخرى.. لكنني أؤكد لكم أنه في لحظة الجد سيتحالف الجميع ويرفضون سقوط أو تغيير النظام الكروي الحالي.. لأنهم يعرفون كلهم أنه ليس لهم مكان في أي نظام كروي جديد سيقوم على الحق والوضوح والعدالة والنور. *