لقد أصبح من الضروري أن تتوافر في الجامعات الجزائرية أجواء آمنة تبعث على الفاعلية إذ أن الجزائر اليوم بحاجة إلى ذلك من أجل توسيع ممارسة النقد وبناء القناعات بشكل عقلاني وكذا تلاقح وجهات النظر على المستوى الفكري 0 هذا طبعا مع العمل على تأسيس تواصل بين إدارة البلاد والجامعات والأوساط العلمية لأن الحكومة القوية والسليمة عاة طرفا مطيعا يستثمر معطيات الأوساط العلمية والجامعية ويستفيد ويفيد منها بتواضع 0 لذا لابد من تأسيس علاقة بين والجامعة لكي تتقدم الحكومة بطلباتها إلى الأوساط العلمية لإعداد الأبحاث وأن تدرك بأنها في حجة إلى خبراء ومفكرين جزائريين في تحديد الأفضل من الطرق والتدابير وهذا هو الذي طبعا يجعل الشعب الجزائر يتفاءل بمستقبل أفضل 0 هذا طبعا ويبقى على الجامعة الجزائرية اليوم أن تتول القيام بعمية تحول ذاتي فتثبت علميا كفاءتها وأهليتها للوفاء بالإحتياجات المتنوعة للبلاد في كل من المجالات الإقتصادية و الصناعية والثقافية والعلوم وأن تدرك ظروف الشعب الجزائري الخاصة 0 وتستوعب إحتياجاته المادية والمعنوية وأن تكون حقا في خدمة الشعب الجزائري 0 لأنه في الحقيقة بوسع العلم أن يحول سواد الناس في الجزائر إلى نخبة وكن هذا يتم بعد أن تستوعب الجامعة الجزائرية كافة المتطلبات المتنوعية والمتباينة التي هي في تزايد بإستمرار كل يوم في جزائر القرن الواحد والعشرين 0 كما أن الجامعة الجزائرية بعد إستجابتها للمتطلبات الداخلية تستطيع ن تثبت مكانها الرفيعة في الساحة الدولية 0 حيث ستتحلى بالقدرة على تسجيل حضورها الدولي في مجالاب الإقتصاد والفكر والثقافة والصناع ولإجتماع 0 هذا طبعا ويبقى من المهم أن يتاح للجامعة نظام معلوماتي ممتاز وعلمي والقيام بتطور نوعي للجامعة وإحياء وتطوير الممارسة العلمية والبحثية وبعث روح التفكير والنقد وبناء القناعات شكل منطقي وأن يسجل الطلبة الجامعين حضورهم الفعال في المجال السياسي ولا أعني بذلك التسييس وإنما أعني لإهتمام بالشأن السياسي والتفكير بشأن قضايا الجزائر المهمة حتي يتم إتخاذ مواقف مناسبة في هذا المجال لأن هناك مسئولية كبيرة في الحقيقة تقع على عاتق الجامعة 0 هذا وتبقى مشاركة الجامعة في نموذج المجتمع المدني الجزائري الذي يطمح إليه الشعب الجزائري في يمثل أساسا مهما ومن أبرز هذه النماذج مشاركة العناصر العلمية والخبراء وذوي الكفاء ات في صنع سياسات البلاد وصنع القرارات حتى تكسب القرارات التي تتخذ في الجزائر طابعا علميا أكثر دقة من خلال جمع أراء ذوي الخبرة وبلورتها وهذا مما يجعلنا حينئذ طبعا نتفاءل بمستقبل مشرق إذا توفرت الأجواء التي يمكن فيها الإستماع إلى سائر وجهات النظر ولا سيما من ذوي الخبرة 0 أقول هذا في وقت قد أصبحت فيه التحولات العالمية تتحرك بسرعة البرق وهو الأمر الذي يعني أن الجزائر لو تمكنت من تجاوز عقبة التخلف التاريخي فإنها طبعا قد تصب بالتخلف ثانية مادامت لم تستطع أن تتواصل مع تلك التحولات المتزايدة 0 حتى وإن كان الشعب الجزائر يطمح إلى تنمية شاملة على أن تكون هذه التنمية متماسكة سواء طبعا على المستوى العلمي والواقعي وما تملكه الجزائر من أسس تاريخية وقيمية وثقفية ووطنية 0 هذا طبعا ويبقى الإنسان الجزائري هو محور التنمية التي تطمح إليها الجزائر اليوم وتعني طبعا تنشئة الإنسان الجزائري الواعي المستقيم غير الإتكالي و الواثق بنفسه والمتفوق وهذا طبعا مما يمثل أساس التنمية الشاملة هذا طبعا و تبقى التنمية العلمية تعتبر واحدة من أهم الأركان التي تقوم عليها التنمية العامة في الجزائر0 على أن يسند التعليم في الجزائري إلى الجهد البحثي من أجل دخول الجزائر إلى مرحلة الإنتاج العلمي بدلا من مراكمة المعلومات وتخزينها حيث اليوم الوضع البحثي في الجامعات الجزائرية أقل من المستوى المطلوب إلى درجة كبيرة سواء على مستوى حجم الإستثمار أو فيما يتصل بجاهزية العناصر الفكرية 0لذا فإننا اليوم كجزائريين يلزمنا طبعا لونان من الوعي والمعرفة في سبيل أن نجد ذاتنا في هذا العالم القلق وأن نتحرك نحو مستقبل أفضل الوعي بالذات التي تضرب بجذرها في أعماق تراثنا وثقافاتنا وتايخنا الغني والوعي بالعالم المعاصر وحقائقه المعقدة للغاية فكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لذا طبعا يجب أن تكون الجامعة الجزائرية إطارا لهذين اللونين من المعرفة وخاصة في المرحلة الراهنة حيت تعرضت الجزائر أثناء ثورتها المباركة وحى إلى تحول حساس وممتازوهذا طبعا مما جعل الشعب الجزائري بعد الإستقلال يطمح إلى تنموية في أقرب وقت وبأقل ثمن 0 لكن الذي حدث هو أنه قد كان من الصعب العثور على نموذج ومنهج تنموي مناسب 0 وأتصور بأن هذه الخطوة التي تعتبر أساسية لا تزال قائمة إلى اليوم يعني لا تزال في بداية الطريق وحتى طبعا الأبحاث النظرية حول ذلك هي اليوم غامضة للغاية وم تتبلور بعد 0 كما أن الخطاء التي وقعت فيها الجزائر بعد إستقلالها قد أدت إلى تخلفها بنحو باتت الهوة التي تفصل الجزائر عن العالم الحديث علميا وتقنيا عميقة للغاية ويتطلب تفادها عملا وإرادة إستثنائين 0 لذا طبعا علينا اليوم العمل على إنشاء الإنسان الجزائري الحكيم المؤمن والحر لأن العقل طبعا يتجلى في التعلم كما يتوقف الإيمان على تهذيب النفس 0 فالجاهل طبعا لا يدرك خياراته كي ينتقي من بينها فالعالم غير المهذب كثيرا ما يسخر علمه في سبيل شهواته 0 فالإنسان الذي يختار بشكل صحيح هو العالم المهذب لذا لابد للجامعات الجزائرية والمؤسسات التربوية الجزائرية أن تكون وسطا لتنشئة إنسان جزائري يتسم بمثل هذه المواصفات وحين يتوفر طبعا عنصر العلم والتهذيب ستمتلك الجزائر القدرة على الخيارات وانتقاء المناسب منها 0 لكن في الحقيقة كيف يتم الحصول على جامعة كهذه وتنشأت إنسان جزائري بهذه المواصفات ؟ نحن نرى اليوم في عالمنا المعاصر وفي القرن الواحد والعشرين أن غالبية السكان تعاني الفقر والجهل والمرض والتشرد وتفقد كرامتها لكن في المقابل هناك مرفهين يخضعون لعاصفة المعلوماتية كما يتمتعون بالتكنولوجيا المثيرة للذهول 0 وهكذا طبعا فإن الإنسان طبعا قد أصبح عاجزا عن ممارسة التفكير 0 وهذا طبعا مما قد يجعلنا السؤال الآتي : كيف يمكن العثور على إنسان جزائري يتسم بالحكمة والوعي والتهذيب والحرية ؟ وبالرغم من أن هذا الأمر صعب إلا أنه ممكن وتتحمل الجامعات الجزائرية والمؤسسات التربوية الجزائرية مسئولة ثقيلة في هذا المجال