إن النهضة هى كلمة تشمل جميع المجالات وتغطى جميع الأنشطة الإنسانية الأدبية والعلمية والإقتصادية0 حيث النهضة الأدبية لا تحقق طبعا إلا بالإعتماد على الذات والتخلص من التبعية الإقتصادية للدول الكبرى 0 كما أنها طبعا يمكن تحقيقها عندما تقوم كيانات إقتصادية عملاقة تستلهم توجهاتها من مبادئ وأسس الإقتصاد الإسلامى الذى يوازن بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع 0 كما أن النهضة تبقى الحلم الذى يراود جميع شعوب العالم فى كل زمان ومكان كما أنهاحلم كل الشعوب ذات التاريخ والحضارة وحلم كل الشعوب التى تبحث عن مكان لها تحت الشمس ومكانة مرموقة بين الدول كما أنها تعتبر مردود عمليات التنمية التى تجرى فى أي مكان فى العالم 0 كما أن النهضة فى الحقيقة تعنى إحياء الأمم وبعثها من سباتها وإخراجها من ظلمات الجهل والتخلف إلى نور العلم والمعرفة وهذه هى التى كانت طبعا مهمة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام كما أن النهضة تعنى الطاقة والقوة وتعنى الرقى والرفعة والعزة والتحرر من الجهل والإستعمار ونبذ التخلف الفكرى والمادى0 كما أن النهضة هى فى الحقيقة أهم من الحضارة والمدنية والثقافة لأنها تطلق على كل هذا زيادة على الكفاح ضد الظلم وضد العبودية وضد الذل والكسل والهوان0 لذا فمصطلح النهضة قد أستعمل عند تحرير الشعوب واسترداد الأوطان وبعث الحريات لإرجاع الأمم إلى شخصيتها وبعثها من رقادها لتأخذ بأساليب وأسباب القوة والمنعة والتقدم والحرية 0كما أن التعليم فى الحقيقة يعتبر هو السبيل الوحيد للنهوض فى كل المجالات0 والنهوض الذى يتحقق بفضل التعليم ليس قاصرا على الجوانب المادية فقط فأول ما يحققه التعليم هو النهوض بالفرد وتطوير قدراته وإكسابه من العلوم والمعارف و المهارات ما يمكنه من التعرف إلى خالقه عز وجل والتقرب إليه ويجنبه الزلل والشطط والوقوع فى الشرك 0 وما يمكنه من فهم قدراته واحتياجاته و يحميه من الهزيمة النفسية والصراع الداخلى 0 وما يمكنه من التعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة تجنبه الصراع مع الآخرين بكل أشكاله وصوره 0 كما أن المتأمل فى واقع العرب والمسلمين اليوم يدرك طبعا لأول وهلة التخبط الذى يشيعون فيه والعشوائية التى يتعاملون بها مع كل صغيرة وكبيرة فى حياتهم 0 كما يلاحظ أيضا غياب المنهج العلمى عن حياتهم الخاصة والعامة0 ويبقى طبعا هذا هو السبب الرئيسى لمعاناتهم فى مجالات كثيرة وكذا تخلفهم عن ركب الحضارة التى وضع أسلافهم أسسها ومناهجها0 فالأمة العربية هى اليوم فى حاجة إلى العلم وبحاجة إلى صحوة ونهضة علمية تعيد إليها مكانتها بين الأمم 0 وهذه النهضة لا تحقق إلا بإتباع المنهج الربانى الذى جاء به قدوتنا وأسوتنا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم 0 كما أن النهوض العلمى يعنى صحوة العرب والمسلمين وعودتهم إلى موقع القيادة والريادة العلمية الخلقية للعالم تلك الريادة التى قدنا قاطرتها بإقتدار لألف وربع الألف سنة كان العرب المسلمين هم المعلمين للبشرية0 حيث كان نهضتهم العلمية وتقدمهم العلمى تقدما وسلاما على البشرية حيث لم تباد فى حضارتهم الأشجار ولم تتلوث البيئة ولم يسرق الأطفال ليباعون ولم تخطف النساء لإغتصابهن ولم تستغل حاجة مريض أو فقير لسلب دينه بالدواء والغذاء ولم يحرق الحيوان ولم تسمم المياه ولم يغتصب الأسير وغير ذلك من الأفعال التى يقومون بها المتقدمون علميا اليوم فى الغرب لذلك فإن عودة العرب والمسلمين إلى القيادة العلمية ضرورة بشرية0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن إن النهضة العلمية لا تتحقق اليوم فى عالمنا العربى والإسلامى إلا عندما يتم القضاء على الأمية لدى الكبار وكذا القضاء على الأمية الإلكترونية لدى جيل الشباب0 كما أن الثورة العلمية التى أصحبت ضرورية أكثر من أي وقت مضى لايمكن تحقيقها إلا عندنا ما يتم إعتماد الحث العلمى كمنهج أساسى وطريق وحيد لتحقيق التقدم فى جميع المجالات وإيجاد حلول عملية للمشكلات التى نعانى منها0 كما أنه لتحقيق نهضة عربية اليوم عندما يكون العلم منهج حياة ويكون العلماء هم القدوة وصفوة المجتمع ويرجع اليهم الجميع فى كل شأن من شئون حياتهم 0 وتتحق عندما يستعيد العرب والمسلمين مكانتهم العلمية وتعود الجامعات العربية والإسلامية كما كانت قبلة لطالبى العلم والباحثين عن المعرفة0 كما أنه لتحقيق هذه النهضة لابد أن ننزل العلماء المكانة المكانة التى تليق بهم وأن يكون العلماء هم نجوم المجتمع 0 وأن نوفر لهم الحرية والأمان بشقيه النفسى والمادى0 لأنه فى الحقيقة لا يوجد إبداع بدون حرية وبدون أمان وأن نوفر لهم كل الدعم والإمكانات المطلوبة للبحث العلمى لكى يبدعو ويخدموا أوطانهم0 هذا طبعا مع وضع الحلول العلمية للمشكلات التى تعوق التنمية فى البلدان العربية والإسلامية لأن الكثير من القضايا العربية يناقشها غير المتخصصين وتكثر حولها الآراء والإقتراحات ولكن على غير هدى0 كما أن الحلول العلمية تكون حلولا ناجعة وتوفر الكثير من الجهد والوقت والمال0 فمشكلة الغذاء ونقص المياه ومشكلة الطاقة ومشكلة التلوث البيئى وحتى المشكلات المرورية التى تعانى منها الكثير من المدن العربية ومنها المدن الجزائرية لايمكن إيجاد حلول مناسبة لها إلا بإتباع الأسلوب العلمى البحت0