إن الهجرة الواسعة التى قامت بها الأسرة الجزائرية من الريف نحو المدينة واتباط ذلك بإنتشار التعليم لدى البنات0 حيث بإنتقال الجزائرية إلى المدينة بدأت عملية الخروج للمرأة للدراسة والعمل حدث هذا طبعا مع بروز قوى لحركات إجتماعية إحتجاجية قادها التيار السلفي أدت إلى حدوث صراعات داخل الأسر الجزائرية0 كما أنه من بين هذه الحركات الإجتماعية الإحتجاجية وجدت من قبل الإسلام السياسى والدولة صراع فيه التركيز على مكانة المرأة ودورها ليصبح الحجاب أول معركة تبدأ في لحظة تاريخية تميزت طبعا بعودة قوية للإسلام السياسي على مستوى العالم الإسلامي والعربي خاصة بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران وخروج القوات السوفياتية من أفغانستان بعدها 0 فمعركة الحجاب طبعا هذه قد إنتهت بفرض الحجاب على المرأة مقابل الخروج من المنزل للدراسة أوالعمل0 فقد إنتشر هذا في الجزائر طبعا بدء امن هذه المرحلة يعنى مرحلة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات0 هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن عملية الإنتقال الإقتصادي قد أدت طبعا إلى هشاشة أكثر لمواقع المرأة الجزائرية التى فقدت الكثير من الحماية التي كانت تتمتع بها في القطاع العام التابع للدولة 0 حيث قد فقدت المرأة الجزائرية بدخولها للعمل فى القطاع الخاص وكذا القطاع غير الرسمي الحماية النقابية التي كانت تتمتع بها حتى ولو كانت طبعا من قبل نقابة غير رسمية 0 ضف إلى ذلك فقدانها للتساوي في الأجور بين النساء والرجال الذي كان يميز القطاع العام 0 كما فقدت شروط العمل المعقولة التي كانت تعمل ضمنها0 طبعا مقارنة مع ما ستجده من شروط جديدة في القطاع الخاص وغير الرسمي الذي ممكن أن تفقد فيه أهم ما تحصلت حتى الآن في القطاع العام كضمان عقد العمل الدائم 0 كما أن الإعتراف بالتعددية السياسية قد أفرز خارطة جديدة على مستوى الحركة النسوية وأدى إلى بروز حركة نسوية إسلامية نافست الحركات النسوية العصرية ذات الحضور القديم نسبيا والتى أقرت فكريا وسياسيا لتيارات اليسار المختلفة وكذا الأحزاب السياسية الوطنية المعروفة بمطالبها المتعلقة بوضع إطار قانونى جديد للأسرة وحريات أوسع للمرأة مستمدة في الغالب من منظار قراءة فكرية غربية بمختلف مدارسها وتجاربها0 كما أن تقلص دور الدولة الإقتصادي وكذا الأزمة التي مرت بها المؤسسة العمومية نتيجة للخيارات الإقتصادية التي تم تبنيها للقطاع الخاص والقطاع غير الرسمي على وجه التحديد بلعب دور كبير في دخول المرأة إلى سوق العمل حتى وإن لم تكن مؤهلة 0 حدث هذا طبعا بعد تنازل العائلة الجزائرية عن شروطها إزاء عمل المرأة تحت ضغط الأزمة الإقتصادية وكذا التحول في العقليات الذي واكب مجمل التغييرات التي عرفها المجتمع الجزائري خلال هذه العقود من تاريخه المضطرب0كما أن الفتاة الجزائرية التي إستطاعت أن تكسب خروجها إلى المدرسة من أجل الدراسة قد أعطتها شرعية كبيرة حيث لم تكون متوفرة عندما حاولت الخروج إلى العمل 0 وهو طبعا ما منح هذه الخصوصيات التي تميز سوق العمل بالجزائر 0 والتى طبعا يمكن تلخيصها فيما يلي : إن المرأة الجزائرية لم تخرج إلى العمل المأجور خارج البيت إلا إذا كانت طبعا مؤهلة لأن الخروج إلى العمل قد كان أقل شرعية وهذا طبعامن جهة نظر المجتمع الجزائري 0 كما أنه مقابل هذه الشرعية الكبيرة للخروج المرأة من البيت إلى الدراسة حتى في الأرياف تتقلص هذه الشرعية إلى حدودها الدنيا عندما يتعلق الأمر بخروج المرأة الجزائرية إلى الفضاء العام ومؤسساته كالأحزاب و النقابات والبرلمان والحكومة 0 هذا طبعا ويبقى القول بأن الفتاة الجزائرية طبعا قد إستفادت من التعليم بعد الإستقلال مباشرة وبشكل متميز 0 وهذا طبعا قد لا يفسر رغبتها من في الخروج من المواقع التقليدية التى تمنحها لها الأسرة الجزائرية خاصة لدى الأوساط الشعبية التى عرفت عملية نزوح كبيرة من الريف إلى المدينة يعني إلى المدن الجزائرية الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة بعد الإستقلال وهذا طبعا قد كان من أجل الإستفادة من التعليم أكثر وتعويض ذلك البعد الإجتماعي من المدرسة بقرب جغرافي منها0 هذا ويبقى القول بأن حاضر المرأة الجزائرية اليوم لا يمكن فهمه دون وضعه فى إطار إجتماعي واقتصادي وسياسي وحتى ديموغرافي0 حيث هناك صعوبات قد تلقتها المرأة الجزائرية عندما أرادت أن تلج الفضاء ات العامة من أجل طبعا أن تكون أكثر حضوريا على مستوى مراكز القرار كجزء طبعا من النخبة الإجتماعية بمختلف أنواعها السياسية والإقتصادية والإجتماعية 0 طبعا فرغم كل الذي حققته المرأة الجزائرية خاصة في مستوى الإستفادة من التعليم وفي وقت قصير نسبيا0 إلا أنها في الحقيقة لا زلت مبعدة عن مراكز القرار وليست طبعا حاضرة على مستوى الفضاء ات العامة وداخل المؤسسات الإجتماعية والسياسية المختلفة كالأحزاب السياسية المختلفة كالأحزاب السياسية والنقابات بإستثناء الجمعيات حتى ولوكان جزئيا طبعا هذا الوضع تفسره وتؤكده نسبة حضور المرأة الجزائرية فى الهيئة البرلمانية وكذا على مستوى الحكومة وداخل مراكز القرار في مؤسسات عالم الشغل طبعا بفرعية الخاص والعام 0 هذا وقد عرفت الجزائر طبعا خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي عملية إنتقال في جو من عديم الإستقرار المؤسساتي والذي قد كان مقرونا بأزمة مالية واقتصادية و كذا عنف سياسي0 حيث دخلت الجزائر مرحلة التعددية السياسية والإعلامية والنقابية في جو نستطيع طبعا أن نصفه بأنه جو مأزوم وعلى أكثر من صعيد0 وهذا طبعا مما لم يساعد المرأة الجزائرية على حضور لاكمي ولا كيفي داخل الأحزاب الكثيرة التى ظهرت يومها ومن كل أنواع الطيف السياسي والفكري ولقد نظمت الجزائر إنتخابات محلية وتشريعية دورية منذ إعلان التعددية السياسية والإعلامية والنقابية فى عام 1989 بعد المصادقة على دستور 1989 رغم التوقيف الذي عرفته الإنتخابات التشريعية لعام 1992 بعد إلغاء نتائج الدور الثاني من هذه الإنتخابات 0 لأنه لم تبرز المرأة الجزائرية في كل المناسبات الإنتخابية التعددية التي تم تنظيمها بدء ا من بداية التسعينيات لا على المستوى المحلى ولا على المستوى الوطني 0 كما عرفت المرأة الجزائرية ظهور محتشم على مستوى الحكومات المختلفة التي نصبت فى الجزائر0 .