حكاية اختلطت فيها الدموع والحزن والألم بالكفاح والخيانة.. حكاية مدينة دمرت وضربت بالمدافع واحترقت وهجرها أهلها ولكنها كافحت وناضلت حتي عادت إلي الحياة من جديد. و قعت أحداث قصة فى الاسكندرية التى كانت قبلة لكافة شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط، مما جعل المدينة هى الأكثر جاذبية على مستوى العالم. وبسبب تصاعد احداث الثورة العرابية كان الأسطول البريطانى قاب قوسين أو أدنى من سواحل مدينة الإسكندرية، إلا أنه كان يفتقر إلى ذريعة لاحتلال مصر للتدخل إذا لزم الأمر, فعقد قناصل الدول في الإسكندرية عدة اجتماعات سرية تشاوروا فيها حول كيفية تأليف قوة دفاع أوروبية في المدينة ضد الأهالي الذين علموا بهذه الاستعدادات كما عملوا بقيام الأوروبيين بشراء الأسلحة فتوجسوا خيفة وازداد شعور السخط علي الدول الأوروبية ورعاياها وازدادت عوامل الفتنة. … قامت بريطانيا وفرنسا بالتشكيك في قدرة الأمن المصري علي حماية المصالح الأجنبية في مصر لإحراج عرابي. ولتجد كا من بريطانيا وفرنسا مبررا التدخل العسكري في مصر. …. كانت الساعة الثانية ظهراً يوم الأحد 11 يونيو 1882م والنفوس ملتهبة ليس فقط بسبب الحر، ولكن بسبب الأحداث الرهيبة في مصر كلها.. وكان رجل من مالطة أي من رعايا إنجلترا قد استأجر حماراً من المواطن المصرى السيد العجان، وطلب منه أن يطوف به العديد من الشوارع .. المالطى فوق الحمار والمواطن يمسك بالحمار ويسير بجواره فى لهيب الشمس ويجرى أحيانا. … ولما تعب الحمار والحمَّار طلب السيد العجان أجرته فأعطاه المالطى قرشاً واحداً، رأى الحمَّار أن هذا المقابل قليل ولا يتناسب مع قدر الجهد والوقت الذى بذله.. وحدث جدل بينهما فأخرج الرجل المالطى سكيناً من ثيابه أخذ يطعن به المواطن المصرى حتى قتله، وكان ذلك بالقرب من قهوة القزاز القريبة من مخفر اللبان بشارع السبع بنات فى منطقة ميدان المنشية. … تجمع الأهالى، فجرى المالطى ودخل أحد البيوت التى يسكنها المالطيون واليونانيون خلف قهوة القزاز .. وأخذ السكان الأجانب يطلقون الرصاص على الأهالى. …. ثارت نفوس المصريين، وانطلقوا يهجمون على أى أجنبى فى الشوارع والدكاكين.. وهنا انضم إليهم البلطجية (أو الرعاع كما وصفهم عبد الرحمن الرافعى) بالعصي والهراوات، واشتعلت المنطقة كلها بالغضب، وانطلق الرعاع يصيحون في شوارع الإسكندرية كلها يهيجون الناس أن الأجانب يقتلون المصريين .. وكانت مذبحة الإسكندرية. … اختلف الرواة حول عدد الضحايا، أحد الأجانب من الذين شاهدوا الأحداث قال إن العدد وصل إلى 300 قتيل من الجانبين، أما الإحصاء المحايد فيقول إن عدد القتلى كانوا 238 منهم 75 من الأوروبيين و163 من الأهالى، وقال البعض إن عددهم كان يتراوح بين 45 و50 قتيلاً. … كانت هذه المجزرة سبباً مباشراً اتاح للأسطول الإنجليزى الذى كان يرابط أمام طوابى الإسكندرية فى حصار المدينة وضربها ، بقيادة الأدميرال سيمور وقد أحدث هذا العدوان دمارا شديدا للمدينة بعد تدمير الطوابي ودفاعات واستحكامات المدينة بعد إخلاء الأجانب منها، وما تلا ذلك من حرق ونهب الدكاكين وتدمير البيوت وحركة التخريب والترويع التي انتشرت بوسط المدينة وخاصة ميدان القناصل(المنشية) وشوارع وسط المدينة مثل شارع شريف وغيره. ، بدعوى "حماية الأقليات"، ثم توالت الأحداث بعد ذلك، حتى جرى احتلال مصر عقب هذه المذبحة. …. وقد ثبت في كتب التاريخ أن الرماة المصريين تصدوا لنيران المدفعية بلا حواجز أو متاريس، في رأس التين وطوابي المكس وقايتباي والسلسلة … ومن الجانى؟؟؟ الاسكندرانية أم الملطاوية ؟؟؟