قتل ما لا يقل عن 23 شخصا عندما اقتحمت قوات الامن العراقية ساحة اعتصام لسنة مناهضين للحكومة قرب كركوك يوم الثلاثاء مما اثار معركة بالاسلحة النارية بين قوات الامن ومحتجين تهدد باشعال التوترات الطائفية في البلاد. وهذه اعنف اشتباكات منذ ان بدأ الاف السنة احتجاجات في ديسمبر كانون الاول للمطالبة بانهاء ما يعتبرونه تهميشا لطائفتهم من قبل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يرأسها شيعة. وقال مكتب نائب رئيس الوزراء العراقي ان وزير التعليم السني محمد تميم قدم استقالته اليوم الثلاثاء احتجاجا على هذا الهجوم. وقالت وزارة الدفاع العراقية ان القوات اطلقت النار بعد ان تعرضت لهجوم من مسلحين في ساحة الاعتصام في ميدان عام في الحويجة قرب كركوك التي تبعد 170 كيلومترا شمالي العاصمة. وقالت الوزارة في بيان انه عندما بدأت القوات المسلحة في فرض تطبيق القانون باستخدام وحدات قوات مكافحة الشغب قوبلت باطلاق نار كثيف. وقالت وزارة الدفاع ومصادر عسكرية ان القوات عثرت على قذائف صاروخية وبنادق قنص وبنادق ايه كيه-47 واسلحة اخرى في ساحة الاعتصام. ولكن زعماء الاحتجاج قالوا انهم كانوا غير مسلحين عندما اطلقت قوات الامن النار خلال المداهمة التي وقعت في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء. ولم يعطوا ارقاما محددة لعدد الضحايا اكثر من قولهم ان عشرات قتلوا في الاشتباكات. وقال طالب كان يشارك في المظاهرات "عندما داهمت القوات الخاصة الميدان لم نكن مستعدين ولم تكن معنا اسلحة لقد سحقوا بعضنا بمركباتهم." وقالت وزارة الدفاع ان 20 مسلحا قتلوا في ساحة الاعتصام كما قتل ثلاثة من ضباطها. ولكن ثلاثة مصادر عسكرية قالت ان عدد القتلى بلغ ستة جنود و20 متظاهرا. وصرح مسؤول صحي بان ثلاثة مستشفيات في منطقة كركوك استقبلت 15 جثة من بينها جثة جندي و50 مصابا من بينهم 15 من افراد قوات الامن. وقالت المصادر ان كل القتلى ماتوا نتيجة اصابتهم بطلقات نارية. وقالت مصادر عسكرية وزعماء قبليون انه بعد ساعات من الهجوم هاجم رجال قبائل سنة ثلاث نقاط تفتيش فى قرى حول الحويجة واحتلوها لفترة وجيزة قبل ان تستردها القوات المسلحة التي كانت تعززها طائرات هليكوبتر . وبحلول الضحى بالتوقيت المحلي اصبح الوضع في الحويجة هادئا وفرضت قوات الامن حظر التجول في محافظة صلاح الدين المحيطة بها. وبعد الهجوم احرقت القوات خيام المحتجين واخلت الميدان. وقالت مسؤولون بالشرطة ان ما لايقل عن سبعة اشخاص قتلوا حين انفجرت قنبلتان امام مسجد للسنة في منطقة جنوب العاصمة العراقية صباح يوم الثلاثاء. وخفت اعمال العنف في العراق منذ مقتل عشرات الالاف في قتال بين المقاتلين السنة والمتشددين الشيعة عام 2006-2007. ولكن المتشددين السنة مازالوا قادرين على شن هجمات ضخمة. وصعد الجناح المحلي للقاعدة حملته من التفجيرت والانفجارات الانتحارية منذ بداية العام في محاولة لاثارة مواجهة واسعة النطاق بين السنة والشيعة في العراق. ومنذ مغادرة اخر جندي امريكي في ديسمبر كانون الاول عام 2011 تواجه الحكومة العراقية ازمة بشأن كيفية تقسيم السلطة فيما بين الشيعة والسنة والاكراد. ويتهم منتقدون المالكي بالاستحواذ على السلطة على حسابهم. ويقول سنة كثيرون انهم تعرضوا للتهميش منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 واطاح بصدام حسين السني وسمح للاغلبية الشيعية بالفوز بالسلطة من خلال انتخابات. وتفجرت احتجاجات السنة في ديسمبر كانون الاول بعد ان اعتقلت قوات الامن الحراس الشخصيين لوزير المالية العراقي السني في اطار عملية لمكافحة الارهاب رفضها الزعماء السنة بوصفها جزءا من قمع سياسي لخصوم المالكي. وحاول المالكي تخفيف الاحتجاجات بعرض بعض التنازلات بشأن اصلاح قوانين مكافحة الارهاب الصارمة وقانون يستهدف الاعضاء السابقين في حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام وكلاهما يخشى السنة من استخدامه