حقّا كلّ الحذر، فهو قاطع حبائل الكذب والإفتراء، وهو الّذي سيملأ الأرض قسطا وعدلا.. بعدما ملئت ظلما وجورا. والذين يحذرون ظهور الإمام المهدي عليه السلام.. هم الظالمين، والجاحدين،.. ومن هم على شاكلتهم. وقد قدّر الله اجتثاث الظلم والظالمين على يده الشريفة ومن النّاحية المنطقيّة جدير بهؤلاء الحذر والخوف.. من ظهور "قائم آل محمد" صلى الله عليه وآله وسلم.. ولم يكونوا أول من يحذروا قال الله تعالى "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" "وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ" ومن الواضح أنّ هذا الحذر لم يمنع إرادة الله تعالى فيهم فأهلكهم بذنوبهم. واليوم ننظر بتعجب للأحداث الجارية، والتي لا مجال للعقل فيها إلا كأسباب.. يوجهها الله تعالى لتحقيق إرادته.. وقدرته الإلهية، والتي تكمن في قوله "كُن فَيَكُونُ". وببساطة حيمنا يأتي الله بأمره.. لن تستطيع أيّ قوى، أو أنظمة إيقاف هذا "الحدث" كما تسمّيه "المملكة العربية السعودية" والتي وصفته بكونه "مالم يكن في الحسبان" وهذا صحيح، فلم يكن حقّا في حسبانهم نزع الملك منهم يوما ما،.. ونسوا قول الله تعالى "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وسنجد الحذرين دوما.. يتحايلون على الله، ويمكرون ظنا منهم أنهم قادرون على التصدّي لمشيئة الله تعالى. "قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" وسيسخّر الله تعالى له من ندّ هذه القوى المعادية بل وأقوى منها قادة وجيوشا ، عدّة وعتادا يعملون بتوجيهاته لإعلاء كلمة "الحقّ" والحق من أسماء الله تعالى. وستكون على يده تحالفات لقوي وأنظمة لم يألف العالم تحالفها أو حتى تعاملها مع بعضها البعض منذ العام 1979م.. هذا العام الذي أتمّ أربعة عقود من الزمان والذي شهد أحداثا غيّرت وجه العالم. وعند البحث والنظر لا يخفى على الباحث.. المفارقة بين الأنظمة والحكومات، من خلال تعاطيها مع هذه العقيدة منذ مهدها.. وحتى تحققها على أتمّ وجه .."فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ" وبقراءة التوجّه الإعلامي لكل نظام نستطيع حلّ هذه المعادلة والتوصل للأطراف الداعمة والمساندة، وكذلك الأنظمة المعارضة والمعاندة فعلى سبيل المثال نرى.. "جمهورية مصر العربية" قد حشدت إعلامها في سبيل توعية المواطنين المصريين وغيرهم فيما يخصّ هذه القضية فقال الشيخ محمود المصري "الدنيا تتهيأ الآن لظهورالمهدي.. وسنشهد مفاجئات في الأيام المقبلة" ونرى تجليّات الشيخ علي جمعة عندما يتحدث في حلقات عديدة موضحا معلومات في غاية الأهمّية.. عن الإمام المهدي، ونسبه، وشكله، وصفاته، واجتماع قلوب الناس عليه.. ؛ بل وحتى كيف سيتعامل معه الغرب.. وكأنه يرى ببصيرته القوية النيّرة الإمام المهدي عليه السلام يلقي خطابات في مقر الأممالمتحدة، ويحبّه الرئيس ترامب. وإن دلّت مثل هذه المعلومات.. والتّصريحات على شئ، فإنما تدلّ على حرص القيادة المصرية الحكيمة.. لحثّ العلماء على توعية الناس وتمهيد هذه القضية لهم، وإيصال رسالة لكل العالم، بأن مصر بجميع أجهزتها تقرّ هذه العقيدة ومستعدة لظهور الإمام المهدي.. ومرحّبة به. وينبع هذا اليقين لديها من تصديق كلام سيّد المرسلين صلّ الله عليه وآله أجمعين، وعدم التشكيك في سنّته الشريفة، خاصة وأن الروايات في ظهور الإمام المهدي عليه السلام.. قد بلغت حد التواتر المعنوي لديهم، بل ويتحقق التواتر فيما دونها. ومن ناحية أخرى يظهر موقف "المملكة العربية السعودية" والنظام الحاكم على وجه الخصوص.. من هذه القضية وكيف تحشد المملكة إعلامها في التصدي لهذه العقيدة بكلّ ما أوتيت من قوّة لردعها وعدم تحققها، ويظنون أنهم سينجحون في رد قضاء الله وهو الأمر المثير للسخرية، والبعيد تمام البعد عن الواقع الذي نشهده والذي يفرض إرادة الله تعالى وقدرته على كل شئ "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" صدق الله العلي العظيم اللهم صلّ وسلم وبارك على حبيبك محمد النبي الأمّي الصادق الأمين، قمر النبيّين وسيد المرسلين ، وآله الطيبين الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا مباركا مضاعفا.. لأقصى حد علمته بعلمك الأزلي - يا أزل يا مالك الملك - يا ذا الجلال والإكرام - يارب العالمين يا أرحم الراحمين.