حتى قبل 13 عاماً لم يكن مصطلح " فيضان معلومات " بالسهولة التى هي عليها اليوم .. وبالتأكيد موقع جوجل كان له الفضل الأكبر فى ذلك ، فمثلاً على مستوى الصحفيين .. ومن أجل جمع معلومات عن شخصية أو حدث أو مكان أو تاريخ ما ، كان مطلوباً منهم البحث عبر أطنان من الصحف والمجلات من خلال أرشيف عفا عليه الزمن .. لكن الآن .. مجرد ضغطة صغيرة علي أزرار الكمبيوتر من خلال محرك البحث جوجل ، تظهر بعدها آلاف .. بل وأحياناً ملايين النتائج التى تحتوى على معلومات لا نهاية لها ، ومناسبة كلامنا هذا أن اليوم يحتفل جوجل بالذكرى 13 لتأسيسه ، وهنا لابد أن نتوقف قليلاً عند قصة كفاح طالب أمريكي بسيط اسمه "لاري بيدج " تحول بفكرته التكنولوجية لمليونير خلال 4 سنوات فقط . لاري بيدج قدم بحثاً في عام 1996 خلال تحضيره لرسالة الدكتوراة بجامعة "ستانفورد" بولاية كاليفورنيا، وشارك فيه زميله "سيرجي برن" ، كان الاثنان يفكران في ربط المليارات من صفحات الإنترنت بتقنية بحث متقدمة وأكثر سهولة واتساعاً من تقنية البحث فى موقع ياهو التى كانت موجودة وقتها ، وفي 15 سبتمبر 1997 تم تسجيل ملكية الموقع، وبعد عام تم تسجيل الشركة رسمياً وكان مقرها "جراج سيارات" ، وفي مارس 1999، نقلت الشركة مقرها إلى مدينة "بالو أولتو"، وبدأت الشركة تبيع الإعلانات منذ عام 2000 ومعها الكلمات الأساسية للبحث ، وكانت الإعلانات تعتمد على "النصوص" حتى لا تكون الصفحات مزدحمة . وخلال 13 عاماً أصبحت جوجل تضاهى فى قوتها 5 أو6 دول إفريقية مجتمعة .. يكفي أنها حققت 30 مليار دولار أرباح في عام 2010 فقط .. بل ويوجد ليدها أكثر من 31 مليار دولار من احتياطيات العملة الأجنبية في حسابات البنك المركزي الأسترالي ، وهو ما يساوي احتياطات 14 دولة إفريقية ! والشركة تمر بنقطة تحول في تاريخها ، حيث تسيطر على زمام قطاع عمل محرك البحث - قرابة ثلثي السوق - كما إن جوجل موقع له دور خيرى واجتماعي من خلال مشروع ''جوجل أورج'' والذى تأسس عام 2006 ، ويتبرع بأكثر من 100 مليون دولار في العام الواحد ، لكن 'جوجل'تواجه انتقادات متزايدة من أنها تسهم في ضحالة الذاكرة الجماعية - أي أنك إذا بحثت المزيد على ''جوجل''، فإن معرفتك تقل ، وجوجل توظف الآن نحو 25 ألف موظف في كل انحاء العالم ، كما إن الموقع اشتري موقع الفيديو الشهير '' يوتيوب'' بنحو 1.65 مليار دولار في عام 2006 ، وقد وصل تأثير جوجل العالمى لدرجة أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي قال إنه استعان خلال رحلته لتحرير مدينة سبها الجنوبية بمساعدة من خدمة "جوجل إيرث" التي تقدم صورا وخرائط من الأقمار الصناعية ، وهي كانت تساعدهم في تحديد المواقع والمسافات والأماكن التي يمكن أن يضعوا فيها قواتهم ، إضافة إلى تحديد مرمى صواريخ القذافي. جوجل منذ عام 2008 وهي أقوي العلامات التجارية في العالم .. وهي تحتل صدارة مواقع الدعاية علي الإنترنت ، ويزورها أكثر من 450 مليون شخص شهرياً ، وتظهر فيها 2.5 مليار صفحة يومياَ تضم أكثر من 90 % من محتوى شبكة الإنترنت .
