بعد وفاة الشيخ أحمد الصباحى عن عمر يناهز ال94 عاماً أصبح حزب الأمة فى مهب الريح ، فقد كان هذا الحزب طوال تاريخه مختزلاً فى شخص الصباحى الذى اشتهر بتمسكه بإرتداء الطربوش .. وكان كثيرون يعرفون الحزب بأنه " حزب الطربوش " والذى كانت عودته ضمن أولويات برامجه الانتخابية . وقد حدثت نزاعات شديدة داخل الحزب بين اللواء سامى حجازى وورثة الشيخ الصباحى على مقعد رئيس الحزب ، وأصر محمود الصباحى على أن يظل والده رئيساً للحزب رغم وفاته ، مما أثار انقساما حادا بين أعضاء الحزب المعدودين جدا ، فانفصل اللواء سامى حجازى وأعلن هذا الأسبوع عن تأسيس حزب الأمة الجديد بعيداً عن نزاعاته مع أسرة الصباحى.. الطريف فى الأمر أن حزب الأمة القديم المتنازع عليه لم يشارك فى الحياة السياسية على الإطلاق ولم يحظ بأى مكانة أو تأثير خلال النظام السابق ، وهو عبارة عن شقة صغيرة فى وسط القاهرة ولم يكن له أى ذكر كأحد القوى السياسية الفاعلة بعد ثورة يناير ، كما أن عدد أعضاءه قليل للغاية ولا يزال ورثة الشيخ الصباحى يصرون على اختزال الحزب فى صورة والدهم .. والطربوش ! . لكن المفاجأة الكبرى التى فجرها اللواء سامى حجازى هى أن حزب الأمة الجديد سيضم قيادات الجماعة الإسلامية فى إطار إئتلاف للقوى الإسلامية ، وفى تصريح خاص لبوابة الشباب يقول : الجماعة الإسلامية منقسة على ذاتها ما بين جناح متشدد لا يزال يصر على مواقفه وهو الذى يقف وراء حزب البناء والتنمية ويقوده صفوت عبد الغنى وطارق الزمر وهذا الجناح لا يزال مصرا على أفكاره القديمة وفى المقابل هناك جناح آخر معتدل وهو الذى وقف وراء المصالحات والمراجعات الفكرية ونبذ العنف ويقود هذا الجناح الشيخ كرم زهدى والشيخ فؤاد الدواليبى والشيخ محمد معوض والشيخ على الشريف وهؤلاء يسعون الان لتأسيس حزب جديد يسمى حزب "الضياء " . وحول علاقة حزب الأمة الجديد بقيادات الجماعة يؤكد الدكتور سامى ان هناك إئتلافاً كبيراً يضم الأحزاب الثلاثة : حزب الأمة القديم وحزب الأمة الجديد تحت التأسيس وحزب الضياء تحت التأسيس ، وهذا الائتلاف سيكون تحت رئاسة واحدة وهدف واحد ورسالة واحدة بهدف التأكيد على وسطية الإسلام وان الإسلام دين لا يدعو للعنف وإنما هو دين السماحة والاعتدال والوسطية والغرض أيضا ان يشكل هذا الإئتلاف رأس حربة من مثلث بثلاثة أضلاع كل ضلع يمثل حزب وأما عن حزب الأمة القديم فهو مستمر فى تواجده وفى مواصلة نشاطه السياسى والحزبى ، كما إن حزب الأمة يشارك حالياً فى التحالف الديمقراطى مع الوفد والإخوان (34 حزباً) وقد تقدمنا بقوائم مرشحينا وسنعيد تدعيم هذه القوائم بأسماء جديدة من حزب الضياء، الذى اندمج معنا فى الائتلاف الجديد. وقد تم الإعلان اليوم رسمياً عن اندماج حزب الأمة مع حزب الضياء (تحت التأسيس) الذى يتزعمه القيادى البارز فى الجماعة الإسلامية الشيخ كرم زهدى، لتشكيل " ائتلاف الأنصار"، وتم الاتفاق على أن يكون الائتلاف الجديد بزعامة حجازى ، وذلك فى خطوة تعتبر الأولى من نوعها فى مصر بين حزب قديم وآخر نشأ بعد ثورة 25 يناير . ومن ناحية أخري ، الجماعة الإسلامية لم تستسلم لليأس بعد صدمتها فى حزب البناء والتنمية وأعلنت عن رفضها لقرار لجنة شئون الأحزاب القاضى بالاعتراض على تأسيس الحزب تأسيساً على أن برنامجه فى مجمله مبنى على أساس دينى ومن ثم يكون ممنوعاً لمخالفته الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من قانون الأحزاب السياسية وترى الجماعة فى بيان جديد لها أن هذا القرار قد صدر معيباً وذلك للآتى: 1- أنه اعتمد على أن برنامج الحزب يسعى لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة الإسلامية وتقنين الحدود تمهيداً لتطبيقها وهذا السبب يتصادم مع نص المادة الثانية من الإعلان الدستورى الذى ينص على أن الإسلام دين الدولة ومبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع ومن ثم لا يمكن تصور اعتبار السعى لتهيئة المجتمع لتطبيق الشريعة الإسلامية سبباً يستوجب منع تأسيس حزب البناء والتنمية. 2- مخالفة قرار اللجنة لأحكام المحكمة الدستورية الخاصة بتفسير مبادىء الشريعة الإسلامية الواردة فى المادة رقم 2 فى الإعلان الدستورى بأنها عبارة عن جملة الأحكام الشرعية القطعية فهذا يعنى أن ماورد فى برنامج الحزب بشأن السعى لتهيئة المجتمع لتطبيق الشرعية الإسلامية بما فيها الحدود الشرعية يتوافق مع هذا التفسير بما يعنى أنه لا يمكن الاعتراض على تأسيس الحزب لهذا السبب. 3- أن اللجنة تعسفت فى تفسير الشرط الوارد فى قانون الأحزاب الخاص بعدم تأسيس الحزب على أساس دينى فجعلته يمتد ليشمل منع أى حزب على أساس مرجعية إسلامية بدلا من أن يقتصر هذا الشرط على منع الحزب الذى تكون عضويته على أساس دينى. وأكدت الجماعة فى بيانها أنها ستساند حزب البناء والتنمية فى معركته القانونية لانتزاع حقه فى العمل السياسى السلمى أمام المحكمة الإدارية العليا والتى ستعقد خلال الأسبوع القادم للنظر فى اعتراض لجنة شئون الأحزاب أما حزب الأمة الجديد فلا يعبر عن الجماعة مطلقاً.