لم يعد المعلم هو الموجه والمرشد ؛ بل أصبح له شركاء في العملية التربوية والتعليمية , والمتغيرات الحديثة لم ترحم أحداً . فطفل الألفية يقف في مفترق طرق , بين العولمة وتداعياتها , وبين تراجع منظومة القيم . وخلت مناهج كليات التربية من فنون التعامل الأمثل مع طفل المرحلة , واقتصرت علي حشو نظري يميل إلي الماضي أكثر مما يواكب الواقع , وتلك مشكلة ومن أجل التأهيل العملي لمعلمات رياض الأطفال وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات , نظم مركز النيل للإعلام بقنا حلقة نقاشية على مدار يومين تحت عنوان (( تطوير مهارات معلمات رياض الأطفال ولارتقاء بالطفل)) شاركت فيها 36 معلمة ومعلمة أولى وموجهة رياض أطفال بقنا , وتشرفت بحضور خبراء التربية بجامعة جنوب الوادي .تحدث د محمد أبو النصر أستاذ ورئيس قسم أصول التربية بكلية التربية بقنا عن أهمية إكساب الطفل مناعة أخلاقية ضد آفات العصر الحديث , وحل المعادلة الصعبة بين الفطرة السليمة المطبوع عليها الطفل , وبين قوة جذب وإغراء الألعاب الإلكترونية والمحتوى التليفزيوني وغيرهما , مؤكداً أن الطفل ما هو إلاَّ مقلد لما يراه وأوضح أن المهمة تبدو صعبة على المعلم من حيث الرد على أسئلة الطفل المحرجة والمتعددة , وكذلك تقديم القدوة , وتقوية العلاقة بين معلمة الروضة والطفل , وخلق الوازع الديني , وغرس ثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتذار , والتربية الوجدانية للطفل في ظل ( الفروق الفردية ) بين الأطفال , وفي ظل ما يعرف بالدور التربوي للشارع خاصة في المجتمعات الفقيرة . بينما أشارت د/ زينب قرشي مدرس الصحة النفسية بكلية التربية بقنا إلى جوانب النمو الأربعة لدى الطفل [[ الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية ]] مقدمة نصائح عملية ومهارات حياتية في كيفية التعامل مع الطفل وفق متطلبات جوانب النمو الأربعة . وذكرت أن الإلمام بخصائص النمو في تلك المرحلة يمكن توظيفه لصالح تربية الطفل , حيث يبدأ التآزر الحركي بين العين واليد ليتعلم الطفل التلوين فقط حتى عمر الخامسة , ويتم تعليمه الكتابة بعد التحكم في حركة الأنامل . وعن الجانب الاجتماعي توضح د/ زينب قرشي أهمية الألعاب الإلكترونية الهادفة في وقت قليل وبوجود الوالدين , كذلك ميل الطفل إلى اللعب الجماعي مع الأقران ويفضل الخلط بين الجنسين . في حين يميل الجانب النفسي للنمو إلى الحاجة إلى الأمن حيث تعود الطفل على سور مبني بينه وبين المجتمع قاصراً على الوالدين والأقارب , فيجد نفسه فجأة في فصل مكون من 30 تلميذ جميعهم غرباء عليه , ودور المعلمة في هذا الموقف . واختتمت بأهمية ملاحظة المواهب وتنمية القدرات والإبداع , واتفاق اتجاهات الوالدين نحو طريقة التربية , والتأهيل السلوكي للطفل بعيداً عن التدليل والحماية الزائدة , مع الابتعاد عن توجيه اللوم وإثارة الألم النفسي على أخطاء الطفل , والانتقال من مفهوم المساواة بين الأبناء إلى مفهوم العدل موضحة الفرق بينهما .وأوصت الحلقة بأهمية توعية الوالدين بأحدث فنون التربية , وتنشيط دور اللجان المشرفة على رياض الأطفال بقنا لإكساب المعلمة الخبرة ولحل مشكلات العمل , وكذلك التوصية بتحديث المناهج التربوية لتشت