الجمهوريون يراهنون علي تحركات ترامب وكتلته الانتخابية والحزب الديمقراطي يحلم بتكرار سيناريو 2006 مع جورج بوش الابن يتجه الناخب الأمريكي إلي مراكز الاقتراع الثلاثاء القادم لاختيار أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 إلي جانب اختيار 34 عضوا في مجلس الشيوخ من إجمالي 100 عضو، وذلك في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي تجري كل عامين. كما ينتخب الأمريكيون 36 من حكام الولايات بينهم 23 من الجمهوريين يسعون للدفاع عن مناصبهم بإعادة انتخابهم. حيث يحكم الجمهوريون 33 ولاية من الولايات الخمسين التي تتكون منها الولاياتالمتحدة. ومن أبرز الولايات التي ستشهد انتخابات لاختيار حاكمها فلوريدا وميتشجانوأوهايو وبنسلفانيا. ويتطلع الحزب الجمهوري إلي الاحتفاظ بالأغلبية في الكونجرس، لمنح الرئيس دونالد ترامب فرصة كبيرة لتمرير سياساته، في حين يرغب الحزب الديموقراطي في استعادة مقاعد الأغلبية لإعادة التوازن الذي شهدته الولاياتالمتحدة خلال العقود الأخيرة بحيث تكون الرئاسة في أحد الحزبين والأغلبية النيابية في الحزب الآخر. كما يسعي الديمقراطيون للحفاظ علي 26 مقعدا من ال 43 التي سيجري الانتخابات عليها في مجلس الشيوخ، وحتي يتمكنوا من الفوز بالأغلبية يحتاجون الي 28 مقعدا. إلا أن ذلك يبدو صعبا حيث تتركز أغلب المقاعد التي يسعون للاحتفاظ بها في ولايات حقق فيها ترامب نصرا كبيرا في الانتخابات الرئاسية 2016. ووفق صحيفة نيويورك ديلي نيوز الأمريكية، فإن الإقبال سيشارك بشكل عام في تحديد النتيجة النهائية كما ستلعب الناخبات بشكل خاص دورا كبيرا في تقرير مصير أغلبية الكونجرس . وأوضحت الصحيفة أن الضواحي في العديد من المناطق الحضرية الكبيرة في البلاد ستكون حاسمة لفرص الديموقراطيين في استعادة السيطرة علي الكونجرس خاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يحظي بشعبية كبيرة هناك. ومازال الديمقراطيون يحلمون بتكرار سيناريو 2006 عندما فقد حزب الرئيس 28 مقعدا من مقاعد مجلسي النواب والشيوخ، وتمكن الديمقراطيون من الفوز بعدة مقاعد في مجلس الشيوخ وحكام الولايات بسبب استياء الأمريكيين من سياسة الرئيس جورج بوش الابن. وتكمن خطورة هذه الانتخابات في أنها تأتي في الوقت الذي يترقب فيه الأمريكيون إعلان المحقق الخاص روبرت مولر نتائج تحقيقاته بشأن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، وما إذا كان هناك تواطؤ من حملة ترامب مع الروس وهل سعي الرئيس لعرقلة سير العدالة. حيث رسمت بعض كبريات الصحف والقنوات الأمريكية سيناريو يتشابه إلي حد كبير ما حدث مع فضيحة ووترجيت في بداية عقد السبعينات من القرن الماضي التي انتهت إلي استقالة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون. ويركز الحزب الديمقراطي علي قضية التدخل الروسي علي اعتبار أنها القضية الأبرز علي الصعيد المحلي في حين يركز ترامب وحزبه الجمهوري علي حالة الاقتصاد الأمريكي الذي سجل أرقاما جيدة من خلال ارتفاع معدل النمو وتراجع البطالة وجلب الاستثمار بمليارات الدولار وتزايد مبيعات السلاح لدول الشرق الأوسط. ويعتمد الحزب الجمهوري علي تحركات الرئيس ترامب الانتخابية وكتلته الشعبية من العمال والأقليات والطبقة المتوسطة وكبريات الشركات التي نالت المزيد من التخفيضات الضريبية خلال السنتين السابقتين من حكم ترامب. وتري عدد من استطلاعات الرأي أن الإحجام عن المشاركة في الانتخابات النصفية سيكون الظاهرة الأبرز، حيث أظهرت نتائج أحد الاستطلاعات التي أجرتها مؤسسة »راسموسن ريبورت» أن ثلثي الناخبين يرفضون الإدلاء بأصواتهم لممثلي الكونجرس الحاليين، وتشير نتائج هذا الاستطلاع إلي أن 65% من الناخبين الذين سيشاركون في انتخابات السادس من نوفمبر سوف يصوتون لمرشحين آخرين في حين تري استطلاعات أخري للرأي أن هناك فرصة للديمقراطيين للسيطرة علي الكونجرس، والمعروف أن الجمهوريين يستحوذون علي 236 مقعدا حاليا في حين يستحوذ الحزب الديموقراطي علي 193 مقعدا بمجلس النواب في حين يسيطر الحزب الجمهوري علي مجلس الشيوخ. وعن دور النساء في هذه الانتخابات تقول الدكتورة كيلي ديتمار أستاذة العلوم السياسية في جامعة روتجرز ، والباحثة في مركز المرأة والسياسة الأمريكية ، أن هذه الانتخابات تشهد ما يسمي ظاهرة »الموجة الوردية» حيث أعلنت أكثر من 500 امرأة ترشحهاوهو عدد قياسي . ويتوقع جيمس زغبي مدير المعهد العربي الأمريكي لدراسات الشرق الأوسط احتفاظ المرشحين من أصل عربي بمقاعدهم في الكونجرس، وهم دارين لاهود من إيلينوي ، ورالف أبراهام ، وجاريت جريفز من لويزيانا ، وجوستين آماش من ميشيجان وكلهم من الحزب الجمهوري. لذلك إذا سار كل شيء علي ما يرام ، في شهر يناير ، قد يكون هناك 7 أمريكيين عرب في الكونجرس.