قبل انطلاق انتخابات التجديد النصفى للكونجرس والتى ستتضمن انتخاب حكام 36 ولاية أمريكية ، رجحت استطلاعات الرأى العام فى الولاياتالمتحدة كفة الحزب الجمهورى للسيطرة على الكونجرس بمجلسيه، لتصبح المرة الأولى التى يهيمن فيها الجمهوريون على الكونجرس منذ عام 2006. يأتى ذلك فى الوقت الذى استهدفت فيه الحملات الانتخابية الديمقراطية الناخبين السود، حيث يؤكد المراقبون السياسيون أن الرئيس باراك أوباما لايزال مصدر إلهام لغالبية الناخبين الملونين فى الولاياتالمتحدة بغض النظر عن إخفاقاته السياسية خلال الفترة الماضية. ومن المقرر أن تختار واشنطن العاصمة و172 مدينة أمريكية أخرى عمدا لها فى انتخابات بعد غد الثلاثاء، إلى جانب الانتخابات الفرعية الاتحادية التى لم يتم تسليط الأضواء عليها بصورة كبيرة . وعلى صعيد انتخابات الكونجرس الأمريكي، توقع أحدث استطلاع للرأى أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أيه بى سي» الإخبارية أن يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ خلال الاقتراع المرتقب، مستندين فى ذلك إلى الاستياء الشعبى من البيت الأبيض والديمقراطيين. وهو ما سيضع أوباما أمام خيارين إما استخدام حق «الفيتو» أو محاولة التعاون مع التكتل القوى المعارض له فى الكونجرس. فقد توقع 46٪ ممن شملهم الاستطلاع أن يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ، بينما رفض 33٪ من المشاركين هذه الفكرة، فى حين أكد نحو 20٪ أنهم لم يحسموا أمرهم بعد. أما بالنسبة لمجلس النواب، فقد أظهر الاستطلاع أن 50٪ من الناخبين سيختارون الحزب الجمهورى مقابل 44٪ يفضلون الحزب الديمقراطي. ومن المنتظر أن تجرى الانتخابات على جميع الدوائر مجلس النواب ، والتى يبلغ عددها 435 دائرة ، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ البالغة 100 مقعد. وبما أن الجمهوريين يسيطرون بالفعل على مجلس النواب، فإن هذا يعنى أنهم قد يوسعون الأغلبية التى يتمتعون بها. ويعتبر مجلس الشيوخ الجائزة الكبرى فى الانتخابات المقبلة، حيث أظهرت جميع استطلاعات الرأى تقدم الجمهوريين لترجح كفتهم ويفوزون بالأغلبية التى يتمتع بها الديمقراطيون حاليا . كما ترجح الاستطلاعات احتمال فوز «حزب الشاي»، أحد الفصائل الجمهورية، بمقاعد فى مجلس النواب. وذلك وسط مخاوف من أنهم سيشكلون معارضة للكثير من التشريعات الجمهورية فى الكونجرس.