أغلب المصريين عندما يلتقون مع أي شخص يطلق لحيته ويرتدي جلباباً ينادونه يا شيخ وهذه كارثة بكل المقاييس وأحد أسباب كارثة العنف الطائفي كما يقول الدكتور محمد الشحات الجندي الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية والذي يري أن كلمة شيخ قديماً كانت تطلق علي علماء الأزهر الشريف فقط أمثال الشيخ شلتوت والشيخ محمد عبده وإمام الدعاة الشيخ الشعراوي ومعظم شيوخ الجامع الأزهر الشريف كانت تسبقهم كلمة فضيلة شيخ الجامع الأزهر، أما الآن فقد اختلطت الأمور علي الكثيرين ولا ينتبه إلي هذه القضية إلا القليل من الناس. وعن كيفية أن يصبح الإنسان شيخاً يقول الدكتور الجندي أن البداية تكون منذ الصغر في كتاب القرية كما تعلمنا - بداية من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب وتفسيره وقراءاته المتعددة والالتحاق بالأزهر الشريف انتهاء بدخول جامعة الأزهر نفسها في العصر الحديث.. وفي الماضي كانت الدراسة بجوار أعمدة المسجد والاطلاع علي كتب الفقه والتفسير والحديث والتبحر في العلوم الشرعية والعربية ثم التخرج في الجامعة والبدء في مشوار الدراسات العليا في العلوم الفقهية والشرعية والحصول علي درجات علمية مثل الماجستير والدكتوراة وهذا هو الشيخ الذي نعرفه ونطمئن إليه عندما يتحدث في الدين. - إمام المسجد يختلف الشيخ عن إمام المسجد وهذا ما يؤكده مشروع قانون كادر الدعاة والذي تقدم به الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب منتصف العام الماضي ولم تتم الموافقة عليه حتي الآن نظراً لاعتراض وزارة المالية علي تمويل الكادر وكلمة إمام المسجد تطلق علي كل الأئمة المعينين في وزارة الأوقاف وعددهم حتي الآن ما يقرب من 48 ألف إمام وداعية يعتلون المنابر ويلقون الخطب والدروس اليومية في المساجد المنضمة للوزارة وحاول د. أحمد عمر هاشم تصنيف الأئمة في مشروع الكادر الجديد علي النحو التالي: إمام أو واعظ تحت الاختبار، وإمام وخطيب واعظ أول ثم إمام متميز فكبير أئمة ثم مفتش ومفتش أول وكبير مفتشين وهذه هي الوظيفة الرسمية من منطلق المشروع ويعمل بها حالياً في الأوقاف.. وتكون مهمة هؤلاء الأئمة منحصرة في أعمال تحددها الوزارة داخل المساجد يومياً كخطبة الجمعة والدروس اليومية بين المغرب والعشاء وصلاة الفجر والعيدين والرد علي أسئلة المصلين وعدم الخوض في القضايا الشائكة والحاسمة مثل الحديث عن الأقباط بصورة غير طيبة. ويخضع 90% من دعاة الأوقاف أو كما يطلق عليهم أئمة المساجد لعديد من الاختبارات السنوية في القرآن والمعلومات الثقافية.. والدينية والقضايا الخلافية الدائرة علي الساحة الدينية ومدي الإلمام بعناصر الخطاب الديني المستنير في عصرنا الحاضر ولا يزيد مرتب الإمام في بداية وظيفته علي 400 جنيه شهرياً تصل إلي 600 جنيه بعد بضع سنوات في وظيفته. - عدد الشيوخ في مصر لا يمكن حصر عدد الشيوخ في مصر، ولكن هناك أرقاماً تقريبية لشيوخ وعلماء في الأزهر وفي الأوقاف لا يتجاوز عددهم 50 شخصا علي الأقل وهؤلاء هم أصحاب فكر مستنير وبعضهم يظهر علي الساحة الإعلامية من خلال القنوات المصرية أبرزهم الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ود.أحمد عمر هاشم ود.علي جمعة مفتي الجمهورية ود.نصر فريد واصل والشيخ محمد عبدالمنعم البدوي وجمال قطب والشيخ محمد وهدان ومبروك عطية ومحمد أبوليلة ورأفت عثمان وغيرهم ممن يجيدون الفتوي والحديث في المسائل الشرعية ومعظم هؤلاء أساتذة في الأزهر وحاصلون علي درجات علمية ولديهم أبحاث ومؤلفات في العلوم الدينية والشرعية. - كارثة معاهد الدعاة معاهد الدعاة في مصر كارثة بكل المقاييس، حيث تثبت التقارير التي حصلنا عليها أن السلفية لها ما يقرب من 8 معاهد خاصة بها تدرس العلوم إلي جانب الفكر السلفي منها المركز الإسلامي بمسجد العزيز بالله في القاهرة و7 معاهد أخري في بورسعيد والشرقية والمنصورة وطنطا ومديرية التحرير والمحلة الكبري. هذا بالإضافة إلي معاهد الجمعية الشرعية وعددها 38 فرعاً علي مستوي الجمهورية وعادة ما تكون فوق المساجد التابعة للجمعية ويدرس بها الكثيرون من أصحاب فكر اللحية والجلباب والنقاب، وهذه المعاهد نادرا ما يخرج منها داعية يحمل أفكارا مستنيرة بصورة كاملة، هذا بالإضافة إلي المراكز الإسلامية وعددها 21 مركزا بالمحافظات وتتبع وزارة الأوقاف وتخضع لإشراف كامل من الوزير الدكتور حمدي زقزوق نظرا لأهمية هذه المراكز في تخريج دعاة يقومون بأداء خطبة الجمعة في المساجد التابعة للوزارة ولا يوجد فيها إمام معين وعدد هذه المساجد وصل 104 آلاف مسجد علي مستوي الجمهورية، خاصة أن عجز التعيين في هذه المساجد يدعو الوزارة إلي سد العجز من مراكز الثقافة الإسلامية بفارق 54 ألف خطيب من الخارج.